يبدو أنّ وزارة الدّاخلية المغربية "نَايْضَة" هذه الأيام بغرقها في العمل "حْتَّى للشَّاشِيَة"، وهي تقوم بتقليب صفحات تهريب المخدرات والتشييع والشذوذ الجنسي، وذلك إبّان مطلع سنة ميلادية لم يمرّ منها بعد سوى الرُّبع وحملت لنا في طيّاتها "بُولِيسِياً" ما شدّ الأنفاس وحَرَم الجفون من النوم للعاملين عليها والسامعين بمجرى تطوراتها، "الله يْحْدْ البَاسْ وْخْلاصْ". "" وقد أشار أحد الأصدقاء المُلتَحِين، من الذين يزداد "إيمانهم" كلّما زار "مُرشديه للطريق السّويَ" بمسقط رأسه، أنّ مَا عرفته البلاد من زيارة لجند الله (في إشارة منه للفيضانات الأخيرة) هي دليل على أنّ الآفة أكبر، وأنّ ظاهرة الشذوذ قد تكون أعمّ ممّا يبدو، لتتخذ شكل جبل جليدي لا يبرز منه سوى "رأسه" في حين يتوارى "قاعُه" عن الأنظار. وتخفيفا للأمر، اقترحت مازحا أن يقوم قضاة التحقيق بحملة اعتقالات ضدّ المجاهرين بنيلهم بطائق هوّية من بلاد لوط "كيفمَا تْحْمْلُوا" أصحاب الزوارق المحشّشة وذوي "الكْتِيبَاتْ" الشِّيعِيّة، مع استدعاء الفيضانات كشهود إثبات أو نفي، والسيد بلعوشي كدليل على تواجد الظاهرة بمناطق دون سواها. وبعيدا عن الهزل، لا أفهم كيف يمكن لمغربي مثل "الزّميلْ" سمير بركاشي (مع اعتماد التصغير في حقّ الزَّمَالة عند الاقتضاء) أن يجاهر بشذوذه وهو منحدر من مجتمع ثلثا أرباعه لا يمكنهم أن يعلنوا حتّى رغبتهم في الذهاب إلى المرحاض بحضور الوالدين وأقرب الأقرباء، "إيوَا بَازْ عْلَى وْجْهْ عْنْدْكْ آسِّي.. وْلاّ آلالّة.."، حيث لا أجد في قول هذا "المْقْزْدْرْ" سوى تسفيه لمجهودات الدّولة في حماية الأمن الأخلاقي والمرتكز العقائدي للمغاربة.. مع عدم استبعاد تلقيه عُمولات "دْيَالْ بْصْحْ" من أجل تركيز حملته الإعلامية على "القَوَاعِدْ"..، ففي الوقت الذي قاربنا نسيان تصريحات كوثر المغربية في حقّ نساء المغرب، ها نحن نلج عهد تصريحات سمير في حقّ رجاله..، لنجد أنفسنا نظلم في وجهي عملتنا المجتمعية باستحضار مرارة يذكيها أنّ ظلم ذوي القربى لأشدّ. وعلى إثر الخرجات الإعلامية المتعدّدة للسيد وزير الداخلية، يُجزم القول في انشغال الأمن بالملفات الكبرى، وذلك في ظلّ انشغال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بآخر صيحات سيارات "الآوْدِي"، وأخاف أن ينعكس الثقل الذي تتحمّله الداخلية على أوراق القضايا المفتوحة، فيصبح المتابع بتجارة المخدرات شيعيا، والشيعيّ بارونا، ومريدو البركاشي لصوص أحذية بالجوامع أو ما شابه.. في حال اعتقالهم بطبيعة الحال..، لتبقى "القَضِيَة نَايْضَة" إلى أن يغيّرها من يرغب حقّا في تغييرها، وعلى المتضرّر أن يلجأ للقضاء.. القضاء على الظاهرة بطبيعة الحال.. والحيلولة دون "تَوَسُّعِهَا" لمن أراد لذلك سبيلا.