اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم،الجمعة، بالخصوص بتطورات ملف القضية السورية في ظل محادثات جنيف2،إضافة إلى تناول المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية والوضع الأمني في مصر. فقد واصلت الصحف العربية الصادرة من لندن تسليط الضوء على مؤتمر (جنيف2) حيث كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) عن رعاية الأممالمتحدة لانطلاق المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة، في جنيف، اليوم، بعد أكثر من عام ونصف عام من إقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بيان (جنيف 1) الذي يعد ركيزة للمفاوضات. وأشارت الصحيفة إلى أن وفد النظام السوري ظل يرفض حتى مساء أمس الاعتراف ب(جنيف 1)، وسعى إلى دفع التفاوض باتجاه بحث قضايا كوقف إطلاق محلي وإطلاق معتقلين، من دون الالتزام بجوهر المفاوضات للتوصل إلى آلية لنقل السلطة. وأبرزت صحيفة (الحياة) من جانبها أن المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي خاض لساعات طوال مساء أمس "محادثات صعبة وتفصيلية" مع رئيس وفد الحكومة السورية،وليد المعلم، ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، للاتفاق على صيغة المفاوضات التي ستجري بين الوفدين في مقر الأممالمتحدة في جنيف اليوم. أما صحيفة (القدس العربي)،فنقلت عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تأكيده على أن الرئيس السوري بشار الأسد "مجرم حرب"، ويشكل عقبة أمام السلام في سورية، مشيرا إلى أن العالم سيحمي طائفة العلويين والأقليات في سورية بعد سقوط الأسد. وقال كيري أن العالم سيحرص على حماية المؤسسات السورية من الانهيار، مضيفا أن كل من لم يتورط في دماء السوريين يجب أن يعمل من أجل سورية المستقبل، مشيرا إلى أن الأسد ليس جاهزا للحل. واعتبرت صحيفة (العرب) أن تصريحات كيري تأتي لطمأنة العلويين والأقليات بعد أن ظهر في (جنيف2 ) أن الأسد لم يعد له مكان في سورية، وأن مسألة رحيله محسومة ولو بعد حين. وتناولت الصحف القطرية بدورها التطورات التي تشهدها الأزمة السورية ،حيث كتبت صحيفة (الشرق) أنه "يبدو حسب الجلسة الافتتاحية لمؤتمر السلام، والتي عقدت الاربعاء الأخير في مونترو السويسرية،أن الهوة لا تزال واسعة بين طرفي المفاوضات"،مشيرة الى أن لأمين العام للأمم المتحدة،بان كي مون، قد خلص في كلمته امام المؤتمر لتلك الخلاصة بقوله "ان أمامنا تحديات عظيمة لكنها ليست من التحديات التي لا يمكن تخطيها." لكن مهما كانت صعوبة المهمة،تضيف الصحيفة ، فإن مؤتمر(جنيف2)، يعد حتى الان "الطريق الوحيد لإرساء الأساس لبناء سورية الجديدة عبر الاتفاق على حكومة إنتقالية، وهو أمر لن يتحقق الا من خلال قيام المجتمع الدولي بممارسة الضغوط اللازمة على الاطراف المعنية، وقبل ذلك اتفاق السوريين على ان سورية أكبر من كل الاشخاص". وتطرقت الصحافة القطرية من جهة أخرى،لتعثر عملية السلام في الشرق الاوسط ،فأكدت صحيفة (الراية ) أن إسرائيل لا ترغب في السلام مع العرب ولا في أي تسوية للأزمة مع الفلسطينيين،متهمة إياها بانها ظلت تستغل جهود السلام التي ترعاها الإدارة الأمريكية لتنفيذ مآرب خاصة بها. وشددت (الراية )على أهمية أن تدرك واشنطن أن السماح لإسرائيل ببناء المزيد من المستوطنات ومصادرة الأراضي في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية "قد يتسببان في إخراج مفاوضات السلام التي ترعاها عن مسارها لأنه لا الفلسطينيين ولا العرب الذين أكدوا دعمهم لجهود السلام يقبلون بتوسيع أو بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية مهما كانت الضغوط الإسرائيلية" وارتباطا بالشأن الفلسطيني، تطرقت صحيفة (الدستور) الأردنية في مقال بعنوان "لاءات الفلسطينيين الثلاث"، إلى الموقف الفلسطيني الصلب الرافض للاعتراف ب "يهودية دولة" إسرائيل، وتمسكه بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، والرفض المطلق للوجود الإسرائيلي في منطقة غور الأردنبالضفة الغربيةالمحتلة، ومناطق السلطة أو الولاية الجغرافية للدولة. وكتبت الصحيفة أن "الموقف التفاوضي الفلسطيني ينسجم إلى حد كبير مع الحدود الدنيا من المرجعيات التي قامت عليها عملية السلام، وهو لا ينطوي على أي قدر من التعنت أو المزايدة، لكن إسرائيل التي ابتلعت في سنة النكبة ما يقرب من 78 في المئة من مساحة فلسطين التاريخية، تريد أن تقتسم ما تبقى من فلسطين مع سكانها الأصليين وشعبها، وهذا ما لا يمكن لأي فلسطيني أن يقبل به، مهما بلغ أو بالغ في مرونته وتفريطه". وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، اعتبرت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "حسرة عليك يا سورية"، أنه " لا بديل عن الأمل في نجاح مؤتمر جنيف 2 في التوصل إلى حل في سورية، مع أن الأمل يكاد يكون معدوما في هذا الحل، والأمر الأساسي هو أن المؤتمر مكرس للتفاوض، وليس لاتخاذ قرار". وأضافت أن "الصحيح أن يكون المؤتمر مساومة بين الأطراف الكبرى على صيغة لإنهاء الحرب، تقرر وتفرض على الأرض، صيغة للمرحلة الانتقالية إذا ما تم التفاهم بين الولاياتالمتحدةوروسيا عليها، يمكن تحويلها إلى قرار أممي من مجلس الأمن، يõفرض تطبيقه بالقوة إذا لم تلتزم الأطراف به، تماما كما حصل مع القرار حول السلاح الكيماوي الذي اضطر النظام لتنفيذه بحذافيره، لكن ويا للحسرة، ففي هذا ثمة مصلحة إسرائيلية مباشرة، وفرصة تاريخية لنزع هذا السلاح من سورية، وافقت عليها بطيب خاطر روسيا، أما توفير دم السوريين وعذاباتهم ودمار وطنهم، فليس بالمصلحة التي تقض مضجع الجميع، بما يقتضي حلا عاجلا". ومن جهة أخرى اهتمت الصحف المصرية بالوضع الأمني الميداني في البلاد،في ظل الاحتفال بعيد الشرطة،وعشية تخليد الذكرى السنوية الثالثة لثورة 25 يناير 2011،حيث أوردت يومية (الجمهورية) ما صرح به الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور بهذه المناسبة ومفاده أن البلاد على استعداد ل" مواجهة قوية لدعاة الفوضى والإرهاب". أما يومية (الأهرام) فخصصت مقالها الرئيسي الذي حمل عنوان"الشرطة تعلمت حدود دورها بعد القيام بمهام ما كانت تقبلها قبل 25 يناير"، لإبراز تصريحات جاءت على لسان كل من وزيري الدفاع والداخلية، حيث صرح الأول بأن" حياة الشعوب لا يصنعها المتاجرون بالدين"، بينما قال الثاني" سنضرب أوكار الإرهاب بكل حسم". واختارت صحيفة (المصري اليوم) بدورها إبراز تصريحات الرئيس المصري المؤقت بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة حيث قال "من ثار عليه الشعب لا مكان له في المستقبل"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، بينما تحدثت يومية (الوطن) في مقالها الرئيسي عن كون الشعب المصري"يحشد ل25 يناير، والإرهابية تستعد لحرق مصر". وفي البحرين، اهتمت الصحف بالزيارة التي يقوم بها للبلاد يوري فيدوتوف نائب الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وأبرزت صحف (البلاد) و(الوسط) و(الوطن) و(الأيام) و(أخبار الخليج) أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة أشاد خلال استقباله المسئول الأممي بجهود المكتب المبذولة على صعيد مكافحة المخدرات والجرائم بكافة أشكالها، مؤكدا "الحرص المشترك على تعزيز وتنمية هذا التعاون والاستفادة من الخبرات المتقدمة التي تقدمها الأممالمتحدة". كما أشارت الصحف إلى أن وزير الداخلية،الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، بحث مع نائب الأمين العام الأممي مجالات التعاون والتنسيق بشأن مكافحة المخدرات من خلال العمل على تطوير التشريعات وآليات مكافحة الجريمة وخفض معدلاتها، حيث ان هناك توجها مشتركا لتوقيع اتفاقية تتضمن وضع أطر متكاملة ضمن استراتيجيات التصدي للظواهر الإجرامية لاسيما المستحدث منها.