صديقي الأجنبي، ولْنُسمه سليمان، ذي أصول فقيرة وفروع أغنى.. إلى حد ما. أبواه يتحدران من بلد كبلدنا، أقطار مُذ وُلدنا وهي، في معايير الشرق والغرب، تتسلحف على جادة النمو. لكن أب صديقي المسلم عزم الأمر وحمل الحقائب وقدَّم رفيقة العمر ثم هاجرا إلى بلد من زمرة البقاع التي تجر قاطرة الاقتصاد في دول الشمال تلك. قبل عما يقرب من أربعين سنة، سقط رأس زميلي، ولحظه الباسم، في تلك الرقعة المريحة من أركان الأرض، فشرع له أن يحصُد تربيةً حسنة وعلما نافعا وجواز سفرٍ يفتحُ له معظم أبواب مطارات العالم بتذكرة سفرٍ لا أكثر. قَدرُ صديقي ساقه إلى بلدي، حيث عملنا سوية لما يناهز أربع سنوات بقليل. تشاركنا فيها الكثير ولم نترك نقاشات حول ثقافة البلدين إلا وأقمناها، بعضُها إلى اللحظة لم يقعد إلى الحين. بعد أن عاد سليمان إلى بلد منشئه، انتبهت إلى أنه أطرأ كثيرا على كرم ومطبخ وجغرافية بلدي، لكنه استحيا عن لفت نظري إلى أشياء لم أُدركها حتى زُرتُ بلدانا أخرى. أولُ ما صدمت فيه حين وطأت قدمي بعض أراضي الغرب والشرق كان المطار. طار القطار مطارنا الدولي الكازاوي، وللأسف، في حالة مُزرية على أحسن تقدير (وذلك أيضا بشهادة سنوية موثقة لترتيبه عالميا). فعلا فيه الكثير من الموظفين، جُلهُم يحاول القيام بواجبه، لكن هنالك صورا تخزنها الذاكرة حينما تعود للبلد من أول رحلة خارجه، لأقل ما يقال فيها أنها صادمة ومُخجلة. مستوى النظافة في الممرات وعلى الجدران والمراحيض، ورغم تواجد عمال النظافة، يكسر الخاطر. يستقبلك العنكبوت ببيته الرحب في الممرات مباشرة بعد النزول من الطائرة أكثر من مرة، أما مستحاثات العلك على الأرضية "اللاموزيكية" الجُوراسية، فلربما هي ما تُشير إليك بالاتجاه الصحيح نحو الخروج أكثر من اللوحات الرأسية. هناك أيضا بعضُ المساعدين ممن يخبرون جيدا التلاعب بالنوايا، فلا تعرف هل هم هناك للمساعدة، أم للابتزاز من خلال الاسترزاق بعربات الحقائب المجرورة. رائحة قنوات الصرف الصحي بين البوابة الخارجية وموقف السيارات تزكم الأنوف، والأزبال المنتشرة أمام المبنى مباشرة تعمي الأعين. القطار الوحيد الذي يربط المطار بالدارالبيضاء لا يشتغل إلا في أوقات محدودة تُفاوت طلوع الشمس وغروبها بقليل، أما حال هذا الأخير فأيضا عجيب غريب.. نظافة وراحة! قد يتساءل المسافر لَكَمْ تغيرتْ هذه المُنشأة الثقافية والسياحية الحساسة وما يدور في فلكها في الخمسين عاما الأخيرة؟ المتوقع أن تكون مطارات بلدٍ كالمغرب فضاءاتٍ تنهل من عمق الثقافة المغربية بشتى تفرعاتها. المفترض أن كل مطارٍ لزم أن يحيل على ألوان وثيمات المنطقة التي يقع فيها من شجرٍ وترابٍ وعمران ولِسان. لو نهل القائمون على تصميم وصيانة تهيئة مطاراتنا من مَعِين الثقافة المحلية لحطمت هذه الورشات كل الأرقام ولانْهال علينا سياح أكثر من كل الأرقام المتوقعة. مطار الدار "الهيشاء" (على قول مصطفى الدينصور الذي يجسده حسن الفد) واحد من المطارات المهمة جدا كونه الوجهة الأولى لأهم الرحلات الدولية، لكن حاله لا يرقى لأن يكون كذلك. هل هذا لأنه يتواجد حوالي هذه المدينة الوحش، فكان قدره أن يعكس تناقضاتها من كبرٍ في الحجم وتقزمٍ في التحضر؟ صديقي سليمان لم يحدثني ولا مرة عن هذا الأمر حتى شهدته بأم عيني! جود لكن سليمان، أيضا، لم يتردد أبدا ليُبدي لي، غير ما مرة، سعادته بجُود المغرب والمغاربة. حضر سليمان العديد من المناسبات في سنواته الأربع هنا، وكل مرة كان يزداد عجبا من معاملة الناس له. حتى أنه أسَرَّ لي يوما وهو يحضر زفافا أن منظمي الحفل والضيوف عاملوه وكأنه هو العريس وليس أهل المحفل. الشيء نفسه تردد مع رفيقي كل مرة نزل وزوجته في فندق وهما في عطلة داخل المغرب. كل مرة كان الجميع يتعامل معهما بحفاوة بالغة ولباقة كبيرة. لم يخطر له يوما أنه سيأكل تمرا ويشرب بعده حليبا في طقس استقبال! قال لي إنه ما كان أن يُستقبل كل مرة بهذه الخلطة المُبهرة في أماكن مختلفة في أطراف المغرب حتى كان يروح يُفَكر في ما وراء الحدود شرقا وجنوبا؛ يتساءل هل من سماتهم أيضا العطاء نفسه؟ هل أيضا يُقدمون تمرا وحليبا وابتسامة؟ فكم عمر هذا البلد حقا؟ وإلى أي حد تراوحت حدوده الفعلية قبل اليوم؟ جادة حتى لا يقع في الخطأ أو الاحتيال، كان سليمان عادة يعود إلي فيستشيرني في كثير من الأمور، حتى في الفرق بين أنواع قارورات الغاز! لكنه تجرأ يوما وتوجه إلى مدينة الدارالبيضاء عبر القطار، لوحده، وقرر أن يستقل منها سيارة أجرة كبيرة إلى أحد المدن الصغيرة المجاورة التي كان قد قرأ عنها فأعجبته. هذه المرة قرر الجموح، فكادت تزهق روحه! لم يُصدِق أبدا ما رأته عيناه. لم يستوعب كيف أنه ممكن جدا وببساطة شديدة أن تعلق في مدارٍ داخل الدارالبيضاء لأكثر من عشرين دقيقة والجو حار ومكيف السيارة لا يشتغل. لم يكن ليخطر بباله أن بعض علامات الطريق تشير إلى المعلومة الخطأ، أو أن جل السائقين لا يلتزمون أبدا بممراتهم، بل إن بعضهم يسوق وسط ممرين فلا هو قنع بيمينه ولا هو تواضع ليتجاوزه الأخرون عن شماله. تعجب من تهافت الشكل الجمالي لكثير من العربات، ومن المطبات المُفاجئة التي ترُج رئتيك رجا، ومن الأبواق والصراخ والمشادات، ومن الأذرع المُلوحة والأعين المتربصة. الخروج من المدينة إلى ما وراءها أخذ أكثر من خمسين دقيقة، في شبه غيابٍ لممراتٍ وأنفاق سريعة تُيَسِّر السير عبر قلب هذه الحاضرة العملاقة قاريا. لما لفظت الدارالبيضاء سيارة الأجرة جنوبا، ولَكَأنَّ السائق دخل في نوبة سرعة مجنونة يتدارك بها ما فاته من وقتٍ آنفا في أنْفا. الدبابة من فئة مرسيديس 240d صارت طائرة نفاثة تمخُر شقوق الطريق بما يقارب المائة وثلاثين كلم/س على الطريق الوطنية. التجاوز أضحى متاحا في كل الظروف الطرقية بِغَضِّ النظر عن مجال ومدى الرؤية وعن أحوال الطقس. علامات تحديد السرعة تغيب لدقائق ودقائق، فلا يدري سليمان هل ما يقع من تسارع يدخل في علم المعقول أم في غيب المحلوم! المذياع على إيقاع "الحال ما يشاور" وسيجارة السائق تُشعل التي بعدها وبعدها. صديقي يتوسل السائق بكلام مبهم، والثاني يرد عليه بعدم اكتراث واضح "It's OK, my friend. Morokko good!". الالتزام الوحيد انبعث فقط قُبيل السدود الأمنية التي تُبشر بها أضواء طريق السيارات المقابلة! هكذا لم يبلغ سليمان وجهته حتى كاد أن يُسلم الروح لبارئها من ارتعاد فرائصه! لم يركب صديقي "طاكسي أبيض" بعد هذه أبدا. مُملحات في كثير من المناسبات، بعض منها في العمل، وأغلبها أيام الجمعة وعطل نهاية الأسبوع، كان سليمان دائما ما يتربص بالفقاص والبسطيلة والكسكس والدجاج المحمر واللحم بالبرقوق وطاجين الخضر بالكفتة. في رمضان، لم يفوت على نفسه أبدا تجربة الحريرة والشباكية التي كادت أن تخطف لُبه. وبحكم زيارته للعديد من بلدان الشرق والغرب، كان سليمان قد جرب المندي الخليجي والمنسف الأردني والكاري الهندي والسوشي الياباني والبطاطس العملاقة المحشوة التركية والتاكو المكسيكي والبيتزا الإيطالية وأنواع الخبز الفرنسي والستراݣانوف الروسي وأطباق أخرى كثيرة. لكنه كان مُصرا أن المطبخ المغربي (إلى جانب الشامي والهندي)، وبالطريقة السحرية التي يزاوج فيها البهارات وأحيانا يجمع المالح والحلو، يأخذ الألباب. هذا إلى درجة أنه أصبحت واحدةً من عاداته أن يتردد شبه أسبوعيا على مطعم مغربي في دولة الشمال تلك بعد عودته النهائية إلى مسقط رأسه. يُرسل لي بشكل غير منقطع صُوره مع الأطباق المغربية الشهية والابتسامة والشره تعلوان وجهه. لكن، وللأسف، المغربي منا لا يدرك بعمق غنى مطبخ بلده إلا لما تتاح له فرصة التذوق خارجه، وأمثال سليمان لا يمكن إلا أن يُغرموا بمطبخنا. خدمة مرة، وصديقي هذا يحاول تغيير الشقة، اعتقد أن الأمر سيكون مُيَسرا، وأن الإجراءات لن تأخذ منه سوى سويعات قليلة ليستلقي في غرفة نومه الجديدة ويستعد للعمل في اليوم الموالي. هيهات يا سليمان.. فأنت لم تدخل بعد إلى مضمار جل سماسرة المغرب وما أدراك ما هم! بحث صديقي في تطبيقات تأجير العقارات وبحث. فكان كل مرة يتصل برقم جديد يسقط في شرْك الأشخاص أنفسهم. ثم يحيله أشخاص آخرون على الأولين، و"شناقة" ثالثون يحولونه إلى من هم أوسط السلسلة ثم يقذفون برقم هاتفه في مجموعاتهم "الواتسابية" الغائرة المتشعبة، فتنهال عليه الاتصالات من كل جانب، خصوصا لما يتم وسم رقمه بلقب "ݣاوْري". أخبرني سليمان أنه أصيب بالدوار وفقد المعايير ولم يعد يدرك أي شقةٍ تستحق أي سعر وأي مكانٍ أصلح من الآخر ومع أي وسيط يتعامل. أخذ منه الأمر أكثر من ثلاثة أسابيع، وذلك بتدخل من أحد الزملاء المحليين. وبعد أيام قليلة، اكتشف سليمان أن اشتراكه في النت قد تم إلغاؤه بدون أدنى إنذار. اتصل بالشركة فلم يفهموا إنجليزيته مع أنها واضحة "للعيان" فينا؛ عزم على الاشتراك مع شركة أخرى فأرسلوا له تقنيا بعد يومين. ركب جهازا جديدا وانصرف. ارتبطت أجهزة صديقي بالنت يومين بسرعة البرق، ثم تسلحفت باقي أيام الشهر. جن جُنون سليمان. اتصل واتصل ليتحدث مع خدمة سعادة المستهلك، ف"أخلوا عيشته ومرمطوا" مزاجه. ثم بعد حوالي الشهر تسرب الماء من الطابق العلوي، فلم يكترث أحد لذلك بمن فيهم صاحبة الشقة التي ادعت أنها في عطلة طويلة. وبعد أسابيع لم يشتغل الخلاط الذي اشتراه قبل يومين؛ اتصل بالسعادة مرة أخرى فأجابته التعاسة. رجع إلى السوق الممتاز ليستفسر عن المشكل فكان الوضع أقرب إلى المجاز: لا غرضه قُضي في الحين، ولا هو أرجع معه الخلاط الخرب. اختلط على سليمان الأمر فاستغنى عن أي طبق يحتاج خلاطا إلى أن عاد إلى الشمال وخالط بني جنسيته مرة أخرى. حجر بحكم إقامة صديقي في الحواضر الكبرى، كان دائما يعشق أن يرفع رأسه إلى الأعلى. كان كل مرة أخذته الحاجة إلى شوارع المدينة القديمة يتحسس الجدران والنوافذ والأبواب والواجهات. لاحظ أن النموذج ذاته يتكرر في سيدي إفني والصويرة وطنجة والناظور وفاس ومكناس والرباط والدارالبيضاءوالجديدة ومدن أخرى: قلب نابض بأزقة ضيقة بِبُيوتٍ واسعة وكأنها شعاب من رياض الجنة، وعقل راسخ ببناياتٍ أوروبية تحيلك واجهاتها على شارع حقول الجنة الباريسي أو ساحة الرامبلا البرشلونية. فهم سليمان في الحين لماذا يتهافت الأجانب على كل رياضٍ في مدن المغرب القديمة، يبُثون فيه الحياة ترميما وتحديثا، "فتتمَكْيَجُ" هذه الدرر المنسية بمستحضرات سياحية بعد أن كانت مفخرة عائلية! لكنه على ذلك لم يستوعب تناسي البنايات الحديثة وتركها شعثاء غبراء عرضة لدخان العربات وحمض الأمطار ومثانة السكارى وصراخ الحمقى. عدا ذلك، كان يجد صديقي نشوة كبيرة في الصلاة في باحات المساجد، خاصة لما تكون مُظللة. كان دائما يقول لي إن من وراء خرير مياه النافورة وبرودة الزليج الأرضية وإطلالة الباحة العلوية على السماء مباشرة وهي محاطة بحيطان مزركشة بالجبس والخشب، كل هذه الهندسة والتصميم، نوابغ فقهوا جيدا أسرار مزاوجة السمو العلمي والذوق الجمالي. لم يشكَّ يوما ألا تُرَدَّ صلاة أو لا يبلغ دعاء من مجالس روحية كهذه. أما لما اقترحتُ زيارة مسجد الحسن الثاني في الدارالبيضاء، فلم يُخرجْه منه إلا طلب الحراس ولو على مضض! كان قد أرسل لي سليمان أيضا صورا ومن رحلاته حول البلدِ لخيامٍ في فم زݣيد وأخفنير، ولقصورٍ في فݣيݣ الريش والملعب، لأبنية بُنِّيَةٍ لدواوير من تيزي نتاشديرت وآيت بوݣماز، وأخرى زرقاء من أسجن وتلمبوط. أما لما رأى تازوطات دكالة، فقد سألني هل لها علاقة بأهرام السودان؛ قلت إن الغرض من البناء واحد، الحماية والخلود، لكن القوم غيْر! كنت دائما أتساءل هل يعرف سليمان أكثر من المغاربة أنفسهم عن تنوع معمار مغربنا؟ تيه طيلة سنواته الأربع في المغرب، لم يفوت سليمان أي عطلة ليسافر حوالي البلد، وشغفه ينادي هل من مزيد. رغم ذلك، وبعد أن يَمَّمَ شمالا بعد نهاية عُقدة عمله هنا، ما فتئ يعقد العزم على أن يعود للمغرب سائحا كل مرة سنحت له الفرصة. أخال أنه مازال يحتفظ بخريطةٍ ورقية كبيرة كان قد خط عليها كل الطرق التي مر منها والمحطات التي حط الرحال فيها. آخر مرة أراني إياها، لم يبق بها من الطرق الطويلة التي لم يبلغها آنذاك إلا ذانك الجنوبي الذي يصل الداخلة بالݣرݣرات، إلى جانب الخط الرابط بين بوعرفة ووجدة. ومن التجارب التي يميل سليمان إلى اقتراحها على المغاربة لما يسألونه عن وجهة يستلطفونها، يذكر تناولَ التمر من نخيل واحات فينت وتيوت، والسباحة في مياه كالايريس والجبهة، و"النزول" على طاجين الدجاج البلدي بضفاف بحيرات بوغابة وأݣلمام أزݣزا ويوان، والتطلع إلى ذرع مجرة التبانة من خيام مرزوݣة أو قلعة بنحدو، واحتساء الشاي بماء الورد قرب جليد بحيرة إفني أو قلعة مݣونة، وأخيرا العبور بدريجات ممر تاغية. لائحة صديقي الأجنبي عن الأطلس المغربي أطولُ من هذا بكثير، وكلما ازداد طولها، كل ما تعاظم حرجي من جهلي لما يعلم هو عن بلدي! بشر كان وداع سليمان من أصعب المواقف التي عشناها كأصدقاء. لم يحصل قبل ذلك أن ودعت صديقا لأن أغلبهم، على قِلَّتِهم، يعيش في البلد، ولو إلى أمد غير مسمى. رافقته إلى مطار صغير، وللعجب كان حاله أحسن بكثير من المطار الكبير الذي في ذهنك! سليمان يقاوم دموع البقاء في المغرب وأنا أقاوم رغبة الهجرة إلى غيره، لأن موسمها كان قد حل. مرت السنوات الأربع خاطفة أمام ناظرينا، وحضرتنا الكثير والكثير من الذكريات رغم أننا لم نتكلم عن أية واحدة منهن. أقلعت طائرة سليمان وأخذت معها واحدا من المُتَيَّمِين بالمغرب. رغم ذلك، رُحْتُ أتساءل كيف أنه لم يلفت نظري قط إلى الأشياء التي كانت تزعجه إلا إذا ما دمت عليه قائما. تراوحت فرضياتي بين حيائه الشديد واحترامه للأجانب -بسبب أصله وفرعه العائلي وخلفية معتقده- وبين احتمال أن الواقع في بلده الأصل الفقير، الذي لم يزره أبدا بسبب الحرب، أدهى وأمرّ. على أي، سأزال أتذكر لازمة لصديقي كلما تعجب من أمر واستعجبه هنا؛ كان سليمان دائما يقول وبلكنة أجنبية خفيفة الظل: "المغرب... بزاااف!". فعلا ثقافة هذا البلد متعددة وتؤشر على امتدادٍ عظيم في الأرض وفي الزمن. لربما السؤال هو: "هل نحن، أهل المغرب حاضرا، نستحق هذا الماضي العظيم؟ هل تسببنا لهذا البلد الأمين في نوبة توقف في زمنية؟ وهل نحتاج إلى مغاربة قادمين من المستقبل لِيُسَرعوا من زحف البلد في شتى المشارب؟ لنا حديث قريب في هذا الأمر.