حتى لا ننسى رجالنا : رسالة حب ووفاء إلى روح الشهيد أحمد ياسين في الذكرى الخامسة لاستشهاده "" (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) (الأحزاب: الآية :23) هذه نُتَفٌ من سبحات الشوق العذري المختلج في فؤادي ، المستكن بين جوانحي ، الباعث أضواءه السَّنِيَّة في حركاتي وسكناتي، آناء ليلي ونهاري .. شوق يُذِرُّ علي من العواطف والأحاسيس ، ما يلهي نفسي عن نفسي ،فيستحيل وجودي سرابا ،وكياني هباء ،وآمالي هراء.. بين الوجود والعدم ، والغيب والشهادة ..تحضر أيها الشيخ المجاهد ، بنسماتك العطرة ، وألطافك البهية ، لترد لهذا الكيان المُمَزَّع نسمات حياة زكية ، طيبة ،مباركة...تسمو في آفاق من الكمال الملائكي ، يتماهى فيه الغيب بالشهود ، ويسيخ الوجود في اللاوجود ، فتكتمل الصورة خلقا آخر " فسبحان الله أحسن الخالقين"!! صبيحة البَيْنِ ، عزَّ عليَّ الفراق ، فاكتحلت عيناي بعبرات الحب والوفاء ، وزادت الحسرة بازدياد الغبطة ، فاشتد ألمي لحالي البئيس ، كما للفقدان والفراق سواء.. لقد تربص بك العدو ، وطاردك ،واعتقلك ، وشرد عائلتك ،وحاصرك لسنوات ؛ فلم تَلِنْ ،ولم تستكن ،ولم تستسلم ، وظللت تردد بملء فيك أنك من طلاب الشهادة ،وعشاق الجنة ،وأن الموت لا يخيفك ، بل هو أعز غائب تنتظره ، وأن جهادك للأرض ، وفوق الأرض حتى تحرير آخر شبر من الأرض... لقد جاهدت يوم فاوض الناس ، واعتقلت يوم هرول الناس ، واستعليت يوم انبطح الناس ..فمثَّل جهادك عمق وجدان هذه الأمة ، وعنوان عزها وشموخها ..فكان استشهادك آية ، و رحيلك صحوة ، ودماؤك الزكية " بنزين حياة " لأُسُد المقاومة ... فجر الاثنين 22 مارس 2004 تترجَّل من صهوة جوادك إلى السماء ، بعد أن استهدفك عدوك الجبان ، في عملية حقيرة ، حقارة طغاته ؛ خسيسة ، خسة مشروعه الاستيطاني ؛جبانة ، جبن عساكره المنهزمة ... ليحقق لك أمنيتك التي لطالما عشت لها ..شهادة تنقلك إلى حواصل طيْر خُضْر في قناديل تحت عرش الرحمان ، لترتاح من كدر هذه الحياة وضنكها ، وتحيى حياة حقيقية لا ينغِّصها شيء ، ولا يُكدِّرها مكروه ..(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ،بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم الله من فضله...) ، ولسان حالك يردد مع عملاق الرعيل الأول خُبَيْب بن عدي – رضي الله عنه- نشيد الخلود الأبدي ، على مِقْصَلة الشهادة أمام الجِبِلَّة المُشْرِكة ، في ذلك اليوم الكئيب الحزين ، على ذانك الطريق اللاحب الطويل .. : فذا العرش صبِّرني على ما يُراد بي+++فقد بَضَّعُوا لحمي وقد بؤس مطعمي وقد خَيَّروني الكفرَ والموتُ دونَه+++فقد ذرفت عيناي من غير مَدْمَِع و لست أبالي حين أُقْتَلُ مسلما +++على أيِّ شِقٍّ كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ+++يبارك على أوصال شلْوٍ ممَُزَّعِ ولرفاق دربك في المقاومة والجهاد تزف ترانيم نشيد وصية الوداع : أخي إن ذرفت علي الدموع++++وبللت قبري بها في خشوع فأوقد لهم من رفاتي الشموع++++وسيروا بها نحو مجد تليد ... فسلام لك سلام ..وهنيئا لك الشهادة.. [email protected]