خيم الحزن على حي الوفاء بمدينة المحمدية، اليوم الأحد، أثناء مراسم دفن جثمان المشجعة الرجاوية التي توفيت أمس السبت في بوابة مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، تزامنا مع مباراة الرجاء البيضاوي ضد نادي الأهلي المصري. وتوافد العشرات من المواطنين، من جيران الراحلة وأقاربها ومعارفها ومشجعين رجاويين، على منزلها بمدينة الزهور من أجل نقل جثمانها إلى مثواه الأخير، في غياب لمسؤولي النادي الأخضر الذين اكتفوا بتقديم العزاء عبر "فيسبوك". على مقربة من منزلها، نصبت خيمة كبيرة توافد عليها المعزون، قبل أن يتم نقل جثمانها في الثالثة زوالا إلى مقبرة "سيدي علي بونوارة" بدوار لشهب، المتواجدة على الطريق الساحلية الرابطة بين المحمدية والدار البيضاء والمقابلة لشركة سامير لتكرير البترول. إصابات بجسد الراحلة بمستودع الأموات الرحمة بالدار البيضاء، ظل والد ضحية مركب محمد الخامس وبعض أقاربها وأصدقائها مرابطين ينتظرون إلقاء نظرة الوداع الأخيرة. ترقب وحسرة، دموع وحزن؛ مشهد هؤلاء وهم ينتظرون رؤية الجثمان في مستودع الأموات، بعدما كانوا ينتظرون رؤية الراحلة عروسا في الأسابيع المقبلة. بدت "نورة"، المشجعة المهووسة بحب "الرجاء البيضاوي"، وفق شهادات أقاربها، مصابة في كل أنحاء جسدها. مختلف مناطق جسمها عليها إصابات ناجمة عن الرفس بسبب التدافع في مداخل مركب محمد الخامس. ورغم عدم توصل العائلة بعد بنتائج التشريح الطبي الذي خضعت له الجثة، في انتظار إحالته على النيابة العامة المختصة التي فتحت تحقيقا في الواقعة، إلا أن الجميع يؤكد أن الوفاة ناجمة عن التدافع والفوضى اللذين شهدهما المركب بعد محاولات اقتحامه من طرف الجماهير. يؤكد المهدي العلمي، واحد من أقارب الضحية، في تصريح لهسبريس بمدخل مستودع الأموات الرحمة بالبيضاء، أن "من ملامحها يمكن التعرف عليها، لكنها مصابة بكدمات جراء الرفس". وقال المتحدث الذي بدا متأثرا لوفاة صديقة العائلة: "دْخلْنا شفْناها، إنها في حالة لا يستطيع أحد وصفها. منفوخة، وجسمها أزرق وعليه إصابات في الرجلين والرأس". تدافع وتذاكر مزورة مئات الجماهير تدافعت من أجل ولوج مركب محمد الخامس، وهو ما تسبب في فوضى كبيرة جعلت القوات العمومية تلجأ إلى استعمال خراطيم المياه للسيطرة على الوضع. الصور والفيديوهات التي تم تناقلها تكشف عدم قدرة الجهات المنظمة على مواجهة جيش "شعب الرجاء" التواق لمتابعة المباراة ضد الأهلي المصري. رشيد الخادم، مصور صحافي حضر واقعة وفاة المشجعة الرجاوية عقب الاشتباك بين المشجعين والعناصر الأمنية، سجل أن الوفاة ناجمة عن التدافع قبل ساعة من انطلاق المباراة. وقال: "كان هناك تدافع لأعداد كبيرة من الجماهير، وأصيبت حينها هذه الشابة"، مضيفا: "حضرنا لحظة وفاتها، هذا أمر محزن ومؤسف". وشدد على أن أعداد الجماهير المتوافدة على المنطقة 3 بالمركب "كانت قياسية، وخلفت تدافعا كبيرا رغم استعمال خراطيم المياه من طرف الأمن لتنظيم الوضع". وعزا المتحدث نفسه هذا التدافع وتوافد الجماهير بشكل قياسي إلى وجود تذاكر مزورة، حيث تم حرمان مشجعين اقتنوا تذاكرهم الحقيقية بينما ولج الملعب أشخاص يتوفرون على تذاكر مزورة، مؤكدا أن "شركة التنمية المحلية المشرفة على تدبير الولوج، يلزم توفرها على آليات لمعرفة التذاكر المزورة من الأصلية". بدوره، كريم الكلايبي، عضو لجنة تتبع مركب محمد الخامس، أوضح عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن وفاة المشجعة الرجاوية "ناجمة عن تزوير التذاكر وحجيج جماهير كبيرة للمركب دون توفرها على تذكرة، إلى جانب الفوضى التي تخلقها جهات معينة في محيط الملعب وبواباته"، وفق تعبيره. ودعا الكلايبي، عضو المجلس الجماعي للدار البيضاء، إلى "فتح تحقيق عاجل في هذه الكارثة، لأن أرواح المواطنين لا ثمن لها". جدير بالذكر أن السلطات أعلنت عقب وفاة المشجعة الرجاوية عن فتح بحث من طرف المصالح المعنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن ظروف وملابسات ما وقع.