بعد أن شهدت مواجهة الرجاء الرياضي والأهلي المصري، أمس السبت، ضمن منافسات إياب ربع نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا، حدثاً مؤسفاً تمثل بوفاة مشجعة تبلغ من العمر 29 سنة قبيل المباراة، نتيجة تدافع وازدحام كبير عند إحدى بوابات مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، طرحت عدة علامات استفهام عن أسباب وملابسات وفاة الشابة المحبة للفريق الأخضر، وعن من يتحمل مسؤولية الفوضى الذي شهدها "دونور" قبل المباراة. وفاة المشجعة، خلف استياء كبيرا وسط المجتمع المغربي، وتمّ إلقاء اللّوم على المنظمين، بسب بيع تذاكر تتجاوز عدد المقاعد المسموح بها بالمركب الرياضي محمد الخامس، الذي يسع ل45 ألفا في مجمله، إلى أنه عرف أمس إثقالا بشريا فاق 50 ألفا مناصر، ما سبب حالة هستيرية وتدافع جراء منع الجماهير خارج الملعب من الدخول. وفي الوقت الذي أرجع العديد من الجماهير ما حدث قبل مباراة الرجاء الرياضي والأهلي المصري، إلى سوء تنظيم عملية دخول المشجعين إلى الملعب، وعجز السلطات عن ابتكار حلول بعيدة عن العنف والقوة لتفادي تحول ملاعب الكرة من مسارح للفرجة إلى ساحات فيها البقاء للأقوى، فإنّ مصادر أخرى وجهت أصابع الاتهام إلى الشركة المكلفة بتنظيم المباريات، التي تجرى في ملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء. وهو ما أكده المنتخب عن دائرة عين السبع ورئيس مقاطعتها، يوسف الحسينية، حيث قال إن "المسؤول الأول عن هذه الفوضى التي وقعت بملعب دونور، هو شركة "كازا ايفنت المسيرة للمعلب، مؤكدا أنها لن تحاسب بلا ضيعو الوقت". ومن جهة أخرى نسب كريم الكلايبي، عضو لجنة تتبع مركب محمد الخامس، الفوضى التي عرفتها المبارة وأدت إلى ووفاة الشابة إلى "تزوير التذاكر وحجيج جماهير كبيرة للمركب دون توفرها على تذكرة و الفوضى التي تخلقها جهات معينة في محيط الملعب وبواباته كلها وراء وفاة المشجعة الرجاوية". كما طالب عضو لجنة تتبع مركب محمد الخامس ب"فتح تحقيق عاجل في هذه الكارثة، لأن أرواح المواطنين لا ثمن لها". رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، أكد أنه "في الوقت الذي لازال فيه المغاربة ينتظرون نتائج التحقيق في تذاكر المونديال دون جدوى ،نزلت علينا أخبار تفيد ان عددا مهما من أنصار الرجاء يتوفر على تذاكر مباراة الرجاء والأهلي ولم يتمكن من دخول ملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء الذي عرف عدة اصلاحات التهمت اموالا كبيرة دون أن يظهر عليه أي إصلاح ،حدث ذلك دون تقديم اي توضيح من طرف المسؤولين عن الملعب ،وتبين التقارير المتداولة أن سوء تنظيم واضح وفوضى كبيرة تسببت في تدافع كبير في محيط الملعب وهو مايطرح من جديد مسؤولية الشركة المشرفة على التنظيم (كازا إيفنت )". وأضاف الغلوسي، المؤسف أن شابة في مقتبل العمر ينتظر أهلها عودتها بشوق كبير فارقت الحياة بمحيط الملعب. ودعا رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إلى ضرورة فتح تحقيق موسع ليس فقط حول ظروف وملابسات وفاة تلك الشابة بل في الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي ساهمت في حدوث فوضى بمحيط الملعب والتقصير المفترض في التنظيم ومسؤولية الشركة المدبرة للملعب وأيضا ظروف وملابسات توزيع وبيع تذاكر المباراة والتي يبدو أن رائحة مضاربة وفساد أزكمت الأنوف وبيعت التذاكر بشكل يفوق الطاقة الإستيعابية للملعب لتكديس البشر في الزوايا وليربح التجار والسماسرة. وشدد محمد الغلوسي، على أن هذه الواقعة لا يجب أن تمر دون حساب ومعاقبة المتورطين دون تأخير بدلا من الرهان على الوقت كالعادة لطي القضية ويأتي هذا في وقت تثير فيه الخدمات التي تقدمها الشركة المكلفة بتدبير المنشآت الرياضية بمدينة الدارالبيضاء، عدة تساؤلات كثيرة حول جودة الخدمات أحيانا وغيابها في أحيان كثيرة، حيث مازال الملعب يفتقد للخدمات الضرورية والأساسية، رغم الملايير التي صرفت في إعادة تأهيله.