مع اقتراب كل عيد تتعالى أصوات المواطنين المنتقدين لغلاء أسعار تذاكر الحافلات، خاصة تلك التي تتجه إلى مدن لا يتوفر فيها خط السكك الحديدية. ومع الضغط الذي تشهده محطات البلاد، وأيضًا ضعف المراقبة، تشهد بعض المحطات الطرقية زيادات صاروخية في أسعار التذاكر. وفي هذا الإطار قال أحد المسافرين من مدينة الرباط صوب الرشيدية في حديث مع هسبريس: "هناك زيادة ملحوظة في الأسعار، إذ عادة يكون سعر التذكرة من العاصمة إلى الرشيدية هو 150 درهما، فيما السعر اليوم هو 180 درهما". في المقابل، لمس عدد من المواطنين على مستوى المحطة الطرقية الجديدة بمدينة الرباط تحسنا مقارنة بالسنوات الفارطة، إذ أكد عدد منهم أنه لم تسجل أي زيادات كبيرة في أسعار التذاكر. وقال أحد المواطنين: "هناك تغيير. في مثل هذه المناسبة يصل السعر أحيانا إلى الضعف، لكنه ظل هذه السنة في مستواه المعتاد... نلمس اليوم نظاما مع غياب العشوائية والقضاء على الوسطاء الذين يزيدون السعر". وفي المقابل، يختلف الوضع في محطات أخرى، مثل محطة الدارالبيضاء التي تعرف إقبالا واسعا خلال هذه الفترة من السنة، حيث يؤكد المواطنون تدخل وسطاء يزيدون السعر بشكل كبير. وبلغ الموضوع البرلمان، حيث وجه فريق التقدم والاشتراكية سؤالا كتابيا إلى وزير النقل واللوجستيك حول أسباب "الارتفاع الصاروخي لأثمان تذاكر النقل الطرقي للمسافرين خلال العطل والأعياد". وقال الفريق ذاته ضمن سؤاله إنه "مع كل اقتراب للمناسبات والعطل المختلفة ببلادنا، ومنها الأعياد الدينية والعطلة السنوية، يشهد تنقل المواطنين والمواطنات حركية كثيفة ودينامية لافتة، وذلك بغرض زيارة العائلات وفقا للثقافة المغربية الأصلية والمتشبثة بالروابط الأسرية"، وتابع: "تعرف كل المحطات الطرقية ببلادنا خلال هذه العطل والأعياد والمناسبات توافدا مهما وإقبالا استثنائيا للمسافرين للتوجه صوب مناطق الإقامة، وعند كل مناسبة تتجدد معاناة المسافرين مع أسعار تذاكر حافلات النقل الطرقي، إذ ترتفع بشكل مهول، وتتضاعف أحيانا مرتين أو ثلاث مرات، وذلك خارج كل الضوابط والقواعد المعمول بها، وفي ظل ضعف أو بالأحرى غياب كافة أشكال المراقبة". "وتسجل هذه الزيادات في أسعار تذاكر حافلات النقل الطرقي خاصة بالنسبة للخطوط التي تعرف إقبالا كثيفا. ومن بين الجهات المعنية جهة درعة تافيلالت بأقاليمها الخمسة، التي لا تتوفر على أي خط سككي"، يردف المصدر ذاته. من جانبه قال يوسف بناني، المدير العام للمحطة الطرقية بالرباط: "إن المحطة الجديدة تواكب العدد الكبير من المسافرين خلال هذه الفترة وطيلة أسبوع قبل عيد الفطر"، مؤكدا ضمن تصريح لهسبريس أن "الحافلات متواجدة بدون أي عناء، إذ يجد المسافر مكانه رغم ضغط عيد الفطر، فيما ظلت الأثمان على حالها، وكما وعدنا المسافرين ستظل مستقرة طيلة السنة". وأشار المتحدث ذاته إلى أن "الحافلات، سواء التي نقطة انطلاقها هي مدينة الرباط، أو تلك العابرة عبر المدينة، عددها كاف لمواكبة أعداد المسافرين العابرين عبر المحطة؛ فيما تم تخصيص أربع حافلات إضافية لوجهات الجنوب لمواكبة الطلب".