فضل مسؤولو إدارة محطة أولاد زيان والمصلحة المشرفة على محاربة الزيادات غير القانونية في تذاكر السفر عبر حافلات النقل الطرقي، مغادرة مكاتبهم بالطابق الأول من المحطة في ساعة مبكرة من ليلة يوم عيد الفطر، ليتركوا مئات المسافرين المتوجهين إلى مختلف المدن المغربية يواجهون مضاربي تذاكر السفر التي ارتفعت أسعارها بنسبة تراوحت ما بين 30 و50 في المئة ليلة وصباح العيد. باستثناء عناصر الشرطة، التي ظل أفرادها مرابطين بالمحطة يتجولون في مختلف مرافقها، وجد العشرات من المسافرين أنفسهم عاجزين عن تقديم شكاياتهم بشأن الزيادات غير القانونية التي فرضها المضاربون وأصحاب حافلات المسافرين على الزبناء، فمعظم المسافرين أسلموا أمرهم للوسطاء (الكورتية) ولتحرشاتهم وسلاطة لسانهم، أملا في الحصول على مقعد لكي يتمكنوا من بلوغ وجهتهم. ويؤكد المهنيون العاملون في مجال النقل الطرقي للمسافرين، أن السلطات المحلية في عمالة درب السلطان الفداء، لم توفق في الوفاء بوعودها التي تعهدت عبرها في شهر أبريل من السنة الماضية بإعادة النظام للمرفق العمومي الاستراتيجي، وهو ما تسبب في استمرار تخبط المحطة في فوضى عارمة. توفيق واحد من المسافرين الذين تفاجؤوا بالارتفاع الصاروخي لأسعار تذاكر السفر نحو مدينة وجدة إلى مستويات قياسية، وقال في هذا الصدد "لقد تفاجأت أن سعر تذكرة السفر نحو وجدة بواسطة حافلات المسافرين، قد انتقل من 100 درهم في الأيام العادية إلى 200 درهم دفعة واحدة". وأضاف المتحدث: "أتيت إلى المحطة الطرقية أولاد زيان على الساعة الثالثة من بعد زوال يوم الثلاثاء، والآن الساعة تشير إلى الثانية والنصف قبل فجر يوم الأربعاء، وما زلت أنتظر دوري لأستقل الحافلة في اتجاه وجدة لقضاء عطلة العيد رفقة أفراد أسرتي". كمال، وسيط (كورتيي) يعمل في الخط الرابط بين الدارالبيضاء ومنطقة سوس، قال في تصريح لهسبريس إن الأسعار تظل عادية في مثل المناسبات، معتبرا أن الزيادات في الأسعار لم تتعد 10 دراهم فقط، وهو ما دحضه الشاب محمد الذي كان متوجها إلى مدينة فاس. محمد قال في تصريح لهسبريس، إن أسعار تذاكر السفر نحو فاس انتقلت من 60 درهما في الأيام العادية إلى 100 درهم أي بزيادة بلغت 40 درهما في التذكرة الواحدة، مشيرا إلى أنه لا يتوفر على بديل. ويقدر عدد الحافلات التي تنطلق من المحطة الطرقية أولاد زيان في الأيام العادية بنحو 400 حافلة، وما بين 800 و900 في الأعياد الدينية والعطلة الصيفية والعطل المدرسية، وهو ما يعني أن عدد المسافرين الذين يمرون من المحطة المذكورة يتراوح ما بين 2500 و5500 راكب في اليوم.