تستعد اليابان لإجلاء رعاياها من السودان، وفق ما أكدته الحكومة الأربعاء، لتكون أول دولة تعلن عن خطط من هذا القبيل. وأسفر العنف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل حوالي 200 شخص منذ أدى صراع على السلطة بدأ قبل أسابيع إلى اندلاع معارك دامية السبت. وشهد النزاع قصفا جويا ومدفعيا، بينما تجوب دبابات الشوارع ويتبادل الطرفان إطلاق النار في أحياء مكتظة في العاصمة الخرطوم وغيرها من المدن. وأفاد الناطق باسم الحكومة اليابانية، هيروكازو ماتسونو، بتواجد حوالي 60 مواطنا يابانيا في السودان، بينهم موظفون في السفارة. وبدأت وزارة الدفاع "التحضيرات الضرورية" لعمليات الإجلاء، وفق ما قاله الناطق في مؤتمر صحافي طارئ. وقال ماتسونو: "مع تدهور الوضع الأمني هناك، تبذل الحكومة كل ما في وسعها لضمان سلامة المغتربين اليابانيين". وحضّت بلدان أخرى مواطنيها في السودان على تزويد سفاراتهم بأسمائهم والمعلومات اللازمة للاتصال بهم. وبدأت السفارة الأميركية في الخرطوم جمع البيانات الشخصية للمواطنين، وحضّتهم على البقاء في منازلهم والابتعاد عن النوافذ. وقالت السفارة ذاتها في "تغريدة": "نظرا للوضع الأمني الضبابي في الخرطوم وإغلاق المطار لا توجد أي خطط لعملية إجلاء منسقة مع الحكومة الأميركية". وتُكثّف الدعوات لوضع حد للأعمال العدائية في الدولة الإفريقية، بينما دعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع الثلاثاء إلى وقف فوري لإطلاق النار بين القوى المتحاربة. واندلعت المعارك إثر خلافات بين الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب العام 2021 من جهة، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الجنرال محمد حمدان دقلو الملقّب "حميدتي"، بشأن خطة دمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش النظامي، وهو شرط أساس لاتفاق نهائي يهدف إلى طي صفحة أزمة تعيشها البلاد منذ انقلاب 2021 الذي أخرج عملية الانتقال الديمقراطي عن مسارها.