تعبيرات غاضبة من استمرار ارتفاع أسعار المواد الأساسية في المغرب صدحت بها حناجر محتجين في وقفة دعت إليها الجبهة الاجتماعية المغربية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، حيث طالب الحاضرون الحكومة بالتدخل لضبط الأسعار حماية للقدرة الشرائية للمغاربة. وعلى امتداد نحو ساعة ردد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية شعارات غاضبة تنديدا بغلاء الأسعار وتردي القدرة الشرائية للمواطنين، من قبيل: "الشعب يريد تخفيض الأسعار"، و"بلادي فلاحية والخضرة غالية عليا"، و"ناضل يا مناضل ضد الغلاء، ضد الفساد، ضد الاستبداد، ضد التفقير، ضد الحگرة". وعلى غرار العاصمة الرباط، تم خوض وقفات دعت إليها الجبهة الاجتماعية المغربية، وهي تكتل حقوقي مشكل من نقابات وجمعيات حقوقية، احتجاجا ضد "الغلاء والقهر الاجتماعي"، في سبع وخمسين مدينة مغربية، بحسب المنظمين. وعبر المشاركون في الوقفة المنظمة أمام البرلمان عن رفضهم للتبريرات التي تقدمها الحكومة بخصوص ارتفاع الأسعار، مطالبين ب"معاقبة المضاربين والمحتكرين للسلع، وإنصاف المواطنين المقهورين". عبد العزيز بلحسن، عضو المكتب السياسي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، قال إن الوقفة الرمزية تأتي "احتجاجا ضد الأوضاع المزرية التي يعيشها المغرب، ولدق ناقوس الخطر"، مضيفا أن المغرب "لم يشهد وضعا مماثلا حتى في عام 1981، الذي شهد انتفاضة المغاربة بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية". وذهب المتحدث ذاته إلى القول إن نسبة التضخم "أكبر بكثير مما يصرح به المسؤولون"، لافتا إلى أن "الوضع المتأزم الذي يعيشه المغرب، بسبب الارتفاع المهول للأسعار، لم يعد مثار خلاف حتى من قبل مؤسسات الدولة، وهذا الوضع ينذر بما هو أسوأ، حيث ستتزايد الهجرة القروية نحو المدن لأن الغلاء بلغ مستويات غير مسبوقة". المشاركون في الوقفة الاحتجاجية نددوا كذلك ب"تفويت الامتيازات للمحظوظين وإثقال كاهل الكادحين بالضرائب"، واصفين ميزانية 2023 ب"ميزانية اطحن مُّو". الجبهة الاجتماعية المغربية طالبت، في الكلمة التي أعقبت الوقفة، ب"التراجع الفوري عن الزيادات المهولة التي لم تعد الجماهير الشعبية، بمختلف فئاتها وطبقاتها الاجتماعية، قادرة على تحملها اليوم". كما طالبت بتشغيل الشباب العاطل، "الذي شبع وعودا من طرف مختلف الحكومات المتعاقبة على هذه البلاد، في الوقت الذي لم تعرف البطالة سوى مزيد من الاستفحال". الهيئة ذاتها طالبت أيضا بتأميم المصفاة المغربية لتكرير البترول "سامير"، معتبرة أن خوصصتها كانت "كارثة على الشعب المغربي عامة".