نظمت الجبهة الاجتماعية المغربية، ليلة السبت، وقفات احتجاجية بمجموعة من المدن للتنديد بالوضعية الاقتصادية، واحتجاجا على غلاء أسعار المحروقات. وخاضت قيادات الجبهة الاجتماعية المغربية، في مدن الرباط والدار البيضاءوالمحمدية ومراكش وغيرها من مناطق المملكة، وقفات احتجاجية تم خلالها رفع شعارات منددة بغلاء أسعار المحروقات. ورفع ناشطو الجبهة شعارات في العاصمة الرباط، من بينها "حرية كرامة، عدالة اجتماعية، ومساواة فعلية"، و"المغرب أرض حرة، الفاسد يطلع برا". وصدحت حناجر أعضاء الجبهة الاجتماعية لفرع الرباط باستنكار ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة، وطالبت بالحياة الكريمة للمواطن المغربي. وعلى مستوى المحمدية نظم أعضاء الجبهة وقفة احتجاجية بالقرب من مصفاة "سامير" لتكرير البترول، المتوقفة عن الاشتغال منذ غشت 2015، مطالبين بضرورة استئناف نشاطها ضمانا للأمن الطاقي للمغرب. واستغرب المحتجون، من أعضاء أحزاب سياسية يسارية ونقابيين، استمرار إغلاق المصفاة، مما يساهم في ارتفاع أسعار المحروقات، التي ألهبت جيوب المغاربة هذه الأيام ووصلت أسعارها أثمنة قياسية. وأوضح يونس فيراشين، المنسق الوطني للجبهة، أن هذه الوقفات التي قررت الهيئة خوضها على المستوى الوطني، مع وقفة مركزية أمام مدخل شركة "سامير" بالمحمدية، "تأتي احتجاجا على موجة الغلاء المستمرة، التي مست كل المواد الأساسية وكذلك المحروقات بشكل غير مقبول". وأضاف فيراشين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الحكومة تفسر الغلاء بالسوق الدولية، ملفتا الانتباه إلى أن تقلبات هذه السوق لا تنعكس في اتجاه الانخفاض، بل في اتجاه الارتفاع فقط. وأشار إلى أن هذا الأمر يؤكد أن السوق المغربية "بعيدة عن شروط المنافسة الشريفة، وأننا أمام سوق فيها احتكار وتفاهمات بين الفاعلين، وهذا الوضع أضر بالقدرة الشرائية للمواطنين، خاصة الطبقة المتوسطة والطبقة الهشة". وأردف عضو اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الديمقراطية للشغل أن الجبهة اختارت التعبير عن الغضب الذي يشعر به المغاربة من خلال هذه الوقفات، خاصة أثناء شهر رمضان الذي تضررت فيه جيوبهم بشكل كبير. كما سجل أن المغاربة "ما زالوا يعانون من تداعيات جائحة "كورونا"، لتنضاف إليها جائحة الأسعار"، قبل أن يضيف قائلا: "ونحن نخوض هذه الوقفة أمام مصفاة "سامير" لأننا نعتبرها معلمة اقتصادية وطنية". وطالب المتحدث نفسه بضرورة تأميم المصفاة لكونها تضمن الأمن الطاقي للمغرب، ومن شأن ذلك أن يساهم في توفير احتياطي من المحروقات وضبط السوق الوطنية. وينتظر أن تلي هذه الوقفات الاحتجاجية، التي سطرتها الجبهة الاجتماعية المغربية، خطوات احتجاجية أخرى، مع تنظيم مسيرة وطنية لم يحدد تاريخها بعد.