عندما خرج مارد التعصب العرقي من قمقمه مزمجرا ومتوعدا ومحرضا على قتل المفكرين واغتصاب بناتهم والمس بالسلامة الجسدية لشخصيات ثقافية وفكرية ممثلة هنا في رائد التجديد الفكري الإسلامي ورمز الدمج الإيجابي بين الثقافة الأصيلة والثقافة المعاصرة الأستاذ المقرى الإدريسي أبو زيد حفظه الله من مكر الماكرين ومن تربص المتعصبين، وذلك من قبل عناصر محسوبة على تيار عنصرية وإباحية في الحركة الثقافية الأمازيغية، لم نكن نتوقع غير الصمت المريب ممن كانوا يضجون بالصراخ عندما يتعلق بأحداث مماثلة يكون احد مشايعيهم ضحية لها من قبيل السيد عصيد والسيدة الرويسي وغيرهما، لكن المؤسف هو أن ينضم إلى هذه الجوقة الصامتة أناس عرفوا بالإتزان الفكري ويحظون بمكانة مرموقة من جميع المغاربة ليس بسبب انحيازاتهم أو نشاطهم هنا او هناك، ولكن بسبب إنتاجاتهم ومواقفهم التي بموجبها يشعر الجميع بأنها تعبر عنه في جانب من جوانبها. إحدى هذه الشخصيات التي أعني هنا هو المفكر والمثقف ورجل الدولة المحترم الدكتور حسن أوريد الذي خانه التعبير وانزلق به القلم ودفع به إلى استكثار الدفاع عن المفكر أبو زيد في محنته ضد التهديدات بالتصفية الجسدية من قبل امازيغيين متعصبين فسمح لنفسه بالنزول من البرج العالي للثقافة والفكر إلى درك الدعم غير المباشر للفعل التحريضي العنصري البغيض الذي عمد في سابقة من نوعها إلى عرض مبالغ طائلة لمن ياتي برأس مفكر ذنبه أنه أورد في سياق بعيد عن شبهة العنصرية نكتتة معروفة ومنسوبة إلى عرق لم يسميه ورأى فيه بعض دهاقنة التعصب العرقي من المتاجرين بالقضية الأمازيغية انها تعنيهم. لا أريد ان أناقش هذه النكتة ولا الدخول في متاهات الردود والردود المضادة عليها ولا تخطات الإستشهاد بها من عدمه، ولكن آلمني أن يتخلف المنصفون سواء الح عليهم مواطنون أو اجانب أو بدافع من ضميرهم اليقظ عن الإسهام في كبح جماح التعصب العرقي والتطرف العنصري الذي بدأ ينفذ وعيده وتهديداته الصريحة والمبطنة باستعمال وسائل خطيرة على السلم الأهلي والتماسك الإجتماعي الذي يفخر ابه المغرب لقرون طويلة بفعل سماحة الإسلام وسلامة فطرة أهله عربا وامازيغ. أن يكتب الدكتور حسن اوريد رافضا الدفاع عن مفكر مرموق ومستهدف في حياته وفي سلامته وسلامةأاسرته بدعوى أنه أخطأ، فهذا أبعد ما يكون عن الثقافة الفكر لنني ما كنت أظن ان المخطئ حتى إذا ثبت خطأه وثبت القصد الخطإي في فعله الخاطئ هذا (ما ظننت أنه) لا يستحق الدفاع عنه ومحاسبته محاسبة عادلة على خطئه إذا ثبت بكل أركانه، ما ظننت أن يستكثر مثقف مرموق كلمة إنصاف دعي إليها من مواطن سوداني قلبه على المغاربة وعلى المازيغية في حق مفكر مثله حتى وإن اخطا بقصد او بدون قصد، ما ظننت أن يسلم المفكر حسن اوريد زميلا له لشريعة الغاب التي سلكت مسلك العدالة الإنتقامية والشخصية ضاربة عرض الحائط كل ما راكمته المدنية الحديثة من مثل وقيم ومعايير وتدابير في المحاسبات العادلة واستبدلت كل ذلك بمحاكم التفتيش وبشريعة الغاب وبالإبتزاز وتصفية الحساب التاريخي معه. ومن هذا المنطلق أحببت أن أخط هذا العتاب في حق مفكر مرموق تنكب عن قول كلمة حق إن لم تكن في حق مفكر يتربص به المتعصبون والعنصريون من المتاجرين بالامازيغية فعلى الأقل ان تكون رفضا للأعمال الجانحة والطائشة والجبانة التي تتوعد مخالفيها بالتصفية الجسدية وباغتصاب فلذات أكبادها. من جهة أخرى تالمت لإخوة في الدرب أعرف صدقهم وبسالتهم في التضحية والنضال في سبيل ما يؤمنون به من قيم وما يحملونه من قناعات فكرية وإسلامية عندما لا يدخرون جهدا في إبتكار اكثر مكن سبعين عذرا للمنافحة عن لنشطاء أمازيغيون معروفين بتعصبهم الفكري وعنصريتهم وبمجاهرتهم بالمس بحرمة الدين الإسلامي وحرمة شعائره أو بضلوعهم في بالإشادة بجرائم الصهيونية وبممارساتهم التطبيعية من المنتسبين إلى التيار الأمازيغي المتطرف، وذلك لكي يقللوا من شأن ما يقترفونه أو لكي يبرؤوا ساحة الحركة الثقافية الأمازيغية من صنيعهم ولا يجرؤون بنقدهم أو إدانة فعالهم مبررين ذلك بفقدانهم للمصداقية أو بكونهم هامشيون في تياراتهم وفي المقابل نجدهم يتصدرون جوقة محاكم التفتيش التي نصبها المتعصبون للمفكر أبو زيد فقط لكون لم يوفق في استدعائه لنكتتة معروفة مع أخذه الإحتياط الواضح من تهمة العنصرية. وفي طليعة هؤلاء اعني الأخ العزيز حسن بويخف الذي يرأس جمعية تحمل اسم " تامازيغت لكل المغاربة" لكنه بمثل هذه المواقف وغيرها لم يستطع أن يحافظ لها عهلى بصيص تمثيل حتى كل الأمازيغ أحرى ان تمثل كل المغاربة. لكن نحمد الله أن الساحة لم تخل من منصفين ونبلاء من الأمازيغيين الأصلاء على امتداد الوطن وغيرهم وأولهم الأخ الفاضل والبرلماني المحترم السيد عبد الله أباري الذي بلغ به تحرره الفكري المعهود عليه، أن كسر حملة الضغوط التي مارسها إخوة مناضلون فضلاء لاستصدار إعتذار من أبي زيد بمناسبة انعقاد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية. مضمون النكتة مرفوض أيا كان الجهة المعنية به لكن الأشد رفضا هو الإبتزاز ومحاكم التفتيش خاصة إذا جاءت من ذوي القربى أو من المفكرويين المرموقيين وإلا بما نميز المثقفين عن السوقيين والدهماء من المتعصبين إذا لم نقل كلمة إنصاف في وقتها وفي حق من يستحقها.