كانت آفاق التعاون وتعزيز العلاقات البرلمانية بين المغرب والمملكة المتحدة في صلب الأجندة الدبلوماسية بلندن، من خلال زيارة وفد من مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية-البريطانية. وتأتي هذه الزيارة بعيد إعادة تشكيل المجموعة البرلمانية متعددة الأحزاب المخصصة للمغرب، مع انتخاب رئيس جديد لأول مرة منذ 10 سنوات، في شخص النائبة عن حزب المحافظين، هيذر ويلر. وتتكون المجموعة من 25 برلمانيا من أصدقاء المغرب، ينتمون إلى أحزاب سياسية مختلفة. وتساهم إعادة تشكيل مجموعة الصداقة في تعزيز العلاقات البرلمانية بين المغرب والمملكة المتحدة. وبالفعل، جرت أكثر من أربع زيارات لوفود برلمانية بريطانية إلى المغرب العام الماضي، فيما تم تشكيل مجموعتي صداقة في غرفتي البرلمان المغربي، مما مهد الطريق لزيارة وفد البرلمانيات المغربيات. وعقد الوفد الذي يضم سحر أبدوح، رئيسة مجموعة الصداقة المغربية-البريطانية في مجلس النواب، وجليلة مرسلي، رئيسة المجموعة في مجلس المستشارين، وزينة إدحلي، نائبة رئيس مجلس النواب، سلسلة لقاءات مع نواب ومسؤولين بريطانيين. وقالت مرسلي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الزيارة تأتي بدعوة من السيدة ويلر، مشيرة إلى أنها توفر فرصة لإجراء محادثات مع العديد من النواب البريطانيين وتعزيز "العلاقات العريقة بين حضارتينا وشعبينا الذين يتقاسمان العديد من القيم المشتركة". من جانبها، قالت أبدوح إنه خلال هذه اللقاءات "أكدنا على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه البرلمانيون المغاربة والبريطانيون في تسريع المشاريع الاستراتيجية الثنائية". وأكدت إدحلي من جهتها على التوقيت الملائم لهذه الزيارة على اعتبار أنها تعقب عملية إعادة هيكلة مجموعات الصداقة، مؤكدة أن ذلك يشهد على الإرادة المشتركة بين البلدين لتعزيز الشراكة بينهما. وبالإضافة إلى اجتماعات عمل مع مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية، ستيفن هيكي، ونائب رئيس مجلس العموم، نايغل إيفانز، وأعضاء بارزين في مجلسي اللوردات والعموم، ناقش الوفد مع أعضاء مجموعة الصداقة متعددة الأحزاب، المخصصة للبرلمانيات، دور ومشاركة المرأة المتزايدة في الحياة السياسية بالمغرب. وأشار سفير المغرب لدى المملكة المتحدة، حكيم حجوي، إلى أن "هذه اللقاءات كانت فرصة لإبراز زخم التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المغرب في ظل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس"، مؤكدا أن "هذه الإصلاحات هي أساس مغرب جديد مصمم على المضي قدما ومواجهة التحديات بهدوء وتصميم". وأضاف أنه تمت مناقشة عدة مواضيع في هذا الصدد، لاسيما التقدم المحرز في مجال المساواة بين الجنسين، من خلال تعزيز تمثيل المرأة في مناصب المسؤولية، مشيرا إلى أن البرلمان المغربي يضم ما يقرب من 25 في المائة من النائبات، وهي نسبة تعادل تقريبا نظيرتها في المملكة المتحدة. وأوضح حجوي أن القضايا المتعلقة بالنموذج التنموي الجديد، وإصلاح مدونة الأسرة، وتحديث النظام الصحي ورقمنة التعليم وتوجيهه نحو النماذج الأنجلوسكسونية، كانت في صميم المناقشات. وأبرز أن المملكة المتحدة بكافة مكوناتها المؤسسية تواصل دعمها والترحيب بالإصلاحات التي يقوم بها المغرب في جميع المجالات، لاسيما تلك المتعلقة بتعزيز دور ومكانة المرأة وتلك المتعلقة بالتعليم والشباب. وأقيم حفل إفطار على شرف الوفد البرلماني المغربي ومجموعة الصداقة البرلمانية في مقر الإقامة المغربية بلندن، مما أتاح للسيدين ويلر وحجوي الفرصة لإبراز الطابع النوعي للعلاقات التي تربط بين المملكتين على مختلف المستويات، مع التأكيد على أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية الثنائية وإقامة حوار دائم بين المنتخبين. وقال المتحدثان إنه مع إنشاء مجموعات الصداقة هذه في المملكتين، سيواصل المغرب والمملكة المتحدة تنزيل خطة عمل طموحة لزيادة تعزيز العلاقات البرلمانية، وتسريع تنفيذ المشاريع الهيكلية المشتركة، وزيادة تعزيز التعاون بين البلدين. كما أتاح هذا الإفطار، الذي شهد حضور المبعوثة الخاصة لرئيس الوزراء لحرية الدين أو المعتقد، فيونا بروس، فرصة لتسليط الضوء على دور المغرب الرائد في الحوار بين الأديان وتاريخه المتجذر كملتقى طرق للحضارات وأرض للتعايش.