استعداد لمعرض فني كبير ستحتضنه الرباط تزامنا مع اليوم العالمي للشعر المصادف ل21 مارس من كل عام، تحت عنوان: "الشعر بألوان القدس.. تقاسيم الشعراء برِيش الفنانين التشكيليين"، واحتفاء بالشعر والشعراء والفنانين التشكيليين شهدته وكالة بيت مال القدس الشريف بالرباط، زوال اليوم الخميس 9 مارس الجاري. هذا الاحتفاء تجسد في التوقيع على "بروتوكول تعاون بين الوكالة والنقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين ومؤسسة بيت الشعر بالمغرب" لتنظيم المعرض سالف الذكر "في إطار فعاليات تخليد الوكالة لعيدها الفضي، تحت رعاية الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس"، حسب إفادة محمد سالم الشرقاوي المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف. وأضاف الشرقاوي، في كلمة بالمناسبة، أن "تقدير وكالة بيت مال القدس الشريف للفن والفنانين وللشعر والشعراء نابع من قناعة راسخة بأن الآداب والثقافة والفنون ليست ترفا أو تسلية أو ملء فراغ، من باب الواجب ورفع العتب، بل هي روافع حقيقية لبناء المجتمع على أسس صحيحة، تستدعي تاريخه وأمجاده، وتفهم خصوصياته، وتتمثل قيمه ومرجعياته". واتفقت الأطراف الثلاثة على التعاون من خلال هذا البروتوكول، الذي وقعه كل من محمد سالم الشرقاوي وسيدي محمد المنصوري الإدريسي، رئيس النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، ومراد القادري، رئيس مؤسسة بيت الشعر، لتنظيم معرض للوحات التشكيلية بمشاركة فنانين تشكيليين وشعراء مغاربة "تتقاطع فيه الأصوات لتُثمر فنا رفيعا بزينة ألوان القدس". وجاء في تقديم المعرض بأن فنانين تشكيليين مغاربة "أبدعوا لوحات فنية احتفاء بعناصر الجمال التي تَساقط من رِيش الشعراء رُطبا جَنيا، فتعم الابتسامة أرجاء بيت المقدس، لتنفخ فيها روحا سنية، تنفض عن (مدينة الله) غُبار الكآبة فينتصر نور الحياة فيها على الظلام". المدير المُسير للوكالة قال، في تصريح لهسبريس، على هامش التوقيع، إن "النخبة المثقفة المغربية تظل في صدارة المهتمين بالقضية الفلسطينية بصفة عامة، والقدس خصوصا"، موضحا: "نحن في وكالة بيت مال القدس الشريف مقتنعون بانخراط النخبة المغربية في دعم القضايا الإنسانية العادلة بما يعكس المعدِن الأصيل لهذا الشعب، ويكرس نزعته التي انتصرت دائما لقيم الحرية والعدالة والمساواة". "القطاع الثقافي يحظى بأولوية خاصة، تتوزع تدخلات الوكالة فيه على دعم المراكز الثقافية وتمويل برامج التنشيط الثقافي، بما في ذلك المنتديات والمعارض الفنية، والنشر والتدوين وحماية الأرشيف الفلسطيني والذاكرة الجماعية للمدينة ولأهلها المرابطين"، خلص الشرقاوي في تصريحه لهسبريس. من جهته، قال محمد المنصوري الإدريسي، رئيس النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، إن "تماهي أقلام 25 شاعرا مع فرْشات 25 فنانا تشكيليا في حوارية بلاغية يدل على ثقافة الاعتراف والتواشج والتعالق بكل ما تحمله هذه الثقافة الإنسانية المثالية من رسائل ورموز"، مؤكدا: "تجاوبنا التلقائي مع هذه الذكرى الفضية موقف اعتباري إزاء المجهودات الجبارة التي تبذلها وكالة بيت مال القدس على مدى مسارها العملي إنصافا للكينونة الفلسطينية وتثمينا لهويتها الحضارية وذاكرتها الجماعية". مراد القادري، رئيس مؤسسة بيت الشعر بالمغرب، اعتبر أن "تزامن الاحتفاء بشكل مزدوج بين اليوم العالمي للشعر الذي سبق للمؤسسة أن طالبت به اليونسكو لإقراره"، لافتا في تصريح لهسبريس إلى أن "مساندة المغاربة للقدس وقضاياه مسألة غير مستجدة، ومبادرة اليوم التي تجمع تشكيليين بشعراء مغاربة تندرج في إطار هذه الروح التي طالما أكد عليها المغرب ملكا وحكومة وشعبا". البرتوكول الموقع يهم، حسب ما اطلعت عليه هسبريس، يهم تنظيم معرض للوحات الفنية المنجَزة انطلاقا من أبيات شعرية سيُفتح في وجه الفنانين التشكيليين والشعراء الذين يرغبون في المساهمة بأعمال فنية يعود ريعها لفائدة الوكالة. جدير بالإشارة أن افتتاح هذا المعرض، المتوقع في 20 مارس الجاري بالمقر الرئيسي للوكالة بالرباط ويستمر طيلة شهر رمضان، سيكون مصحوبا بالكشف عن "الطابع البريدي الخاص" الذي تم إصداره بمناسبة اليوبيل الفضي للوكالة بالتعاون مع مؤسسة "بريد المغرب".