دعم مغربي متجدد للقضية الفلسطينية أعلنت عنه مبادرة جمعت أزيد من مائة فنان تشكيلي مغربي، من بينهم أسماء إبداعية بارزة، تبرعوا بأعمال لهم من أجل المشاركة في مزاد علني لفائدة وكالة بيت مال القدس. هذا المزاد العلني للوحات التشكيلية الذي تحضر فيه أعمال للراحل المليحي، والسفاج، وربيع، وفوزي العتريس، وماحي بينبين، وتشكيليين آخرين، من المرتقب أن ينظم يوم 29 نونبر من السنة الجارية (2021) بتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وتفاعل مع مبادرة النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين ودار "مزاد وفن" بطنجة، أزيد من مائة فنان وفنانة؛ وهو ما رأى فيه المنظمون "تجسيدا لوعي النخبة المغربية بالقيم الفضلى للفنون بأنواعها"؛ إذ "تسقط الادعاءات أمام واقع امتزجت فيه دماء المغاربة الزكية مع أشقائهم الفلسطينيين في الماضي، وما يزالون على عهد التضامن بما يقدمونه اليوم من دعم كريم وموصول لهذا الشعب الأبي". وتحضيرا لهذا المزاد، من المرتقب أن تتيح وكالة بيت مال القدس وشركاؤها للمهتمين والراغبين في اقتناء اللوحات، أفرادا ومؤسسات، إمكانية معاينة هذه الأعمال في معرض ينظم على مدى شهر كامل في بهو المعارض بمقر الوكالة في الرباط في الفترة الممتدة ما بين 28 أكتوبر و28 نونبر 2021. وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال محمد سالم الشرقاوي، مدير مكلف بتسيير الوكالة، إن العائد المالي للمزاد المعنون ب "قِطافُ الأهِلَّة"، سيرصد ل"تمويل بعض برامج التنشيط الثقافي والفني في القدس ومشاريع البحوث والدراسات التي تشتغل عليها الوكالة في أكثر من مجال". وأضاف الشرقاوي: "في ظل انحسار التمويل، تسعى وكالة بيت مال القدس الشريف إلى تنويع مصادرها المالية، بما يسمح لها به نظامها الأساسي، سواء من خلال حملات جمع التبرعات أو من خلال المبادرات النوعية التي تساهم فيها النخب، كالفنانين والرياضيين ورجال الأعمال وغيرهم"، بالتالي يأتي في هذا الصدد "تجاوب أزيد من 124 من الفنانين التشكيليين المغاربة مع نداء نقابتهم للمشاركة في مزاد علني يعود ريعه لفائدة بيت مال القدس، وذلك بانخراط طوعي من دار مزاد وفن بطنجة". وتابع المدير المسير للوكالة: "لم نفاجأ بالتجاوب الواسع للفنانين التشكيليين مع قضية القدس، فذلك يؤكد المعدن الأصيل للمغاربة في تضامنهم التلقائي والثابت مع أشقائهم في القدس وفلسطين، وهو تضامن يقوم على إرث أصيل من العلاقات التاريخية، التي تمتد لأكثر من 800 عام، يستعصي على الادعاءات والأساطير التي يحيكها البعض". وشدد على أن هذا العمل يتواصل اليوم ب"رؤية حكيمة بلورها جلالة الملك محمد السادس لعمل لجنة القدس، على مسارين متكاملين هما: العمل السياسي والدبلوماسي، والعمل الاجتماعي الميداني، مما يمنح المملكة مكانتها المُقدَّرة على صعيد هذا الملف". بدوره، قال محمد المنصوري الإدريسي، رئيس النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، إن هذا المزاد العلني "يجمع أزيد من 120 فنانا من مختلف الاتجاهات والمدارس التشكيلية". وأضاف: "بدأت الفكرة مع المرحوم محمد المليحي، وحرصت على استمرارها، وتحقيق أمنيته". وزاد نقيب التشكيليين: "يشارك في هذا المزاد العلني فنانون لهم مكانتهم داخل المغرب وخارجه، ومغاربة لا يقيمون بالمغرب حرصوا على الإسهام بأعمالهم". وأكبر المنصوري الإدريسي في الفنانين المشاركين "تجاوبهم العفوي، ومساهمتهم بلوحات لها قيمة تداولية كبيرة في السوق"، مما يعكس أن "القضية الفلسطينية ما تزال في الوجدان"، ويظهر "ارتباطهم القوي بها، وبنهج صاحب الجلالة الملك محمد السادس كرئيس للجنة القدس". وواصل بأن "هذه شعلة يحملها المثقفون المغاربة دائما، وهم القضية الفلسطينية في وجداننا، وهذا استمرار في نهج معروف على المغرب المعروف بمساندته للقضية وللشعب الفلسطينيين". وحول رمزية تنظيم المزاد بتزامن مع "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، قال المنصوري: "هي مناسبة لها دلالتها القوية، حتى تبقى هذه المبادرة في الذاكرة وشاهدة في التاريخ على كرامة الفنان التشكيلي والمثقف بصفة عامة".