هاجم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، المواقف الداعية إلى المناصفة في الإرث، واصفا إياها ب"الشاردة عن الدين الحنيف، الذي ينبني على الكتاب والسنة والإجماع والقياس". وأوضح رئيس الحكومة الأسبق، في بث مباشر على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، مساء اليوم السبت، أن "هذه الدعوة لم تأت لإصلاح مدونة الأسرة، وإنما واضحة للحديث عن المناصفة في الإرث". وقال إن "الملك وضع إطارا لتعديل المدونة، لكن الكلام انتقل من إصلاح المدونة وتماسك الأسرة وحقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الرجل، وهذا لا إشكال فيه، إلى المطالبة بالمناصفة في الإرث". وأضاف أنه مع هذه الدعوة "خرجنا من مرحلة تغليف مطالب الجمعيات النسائية من تصحيح أوضاع الأسرة إلى المناصفة التي لا تراعي خصوصيات الرجل والمرأة، ومبنية على تعارض واضح مع نص ثابت في كتاب الله". وأكد أن هذا المطلب "لم يرفع من طرف الشعب المغربي ولا من طرف نسائنا، وهناك استطلاعات للرأي تؤكد بأنهم غير مستعدين لمخالفة شريعتهم، وبالتالي فهذا المطلب غير ديمقراطي وغير شرعي"، مشيرا إلى أن "هناك جهات خارجية تشتغل على هذا الموضوع، ولها فلسفة في اتجاه بأنه ليس هناك رجل ولا امرأة وإنما كائن بشري، وهذا فيه ظلم للمرأة أكثر". وتحدث بنكيران عن وجود جهات أجنبية تشتغل على شقاء الأسرة والمرأة والرجل والأطفال، "لذلك على المغاربة الانتباه إلى ذلك"، موضحا أنهم "يريدون خلق العداوة بين الأخ والأخت، على اعتبار أن صدور قانون يلغي ما جاء في القرآن سيؤدي إلى العداوة وضرب علاقة الأخوة، وبالتالي ضرب القرآن". ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل إن المناصفة في الإرث، يضيف بنكيران، تضرب أساس الدولة، وتخلق مشكلا سياسيا "لأن الملك أمير المؤمنين، وإمارة المؤمنين مبنية على الدين والقرآن والبيعة"، لافتا إلى أن "الملك سبق له التأكيد على أنه لن يحرم ما حلل الله ولن يحلل ما حرم الله". وأكد أن هذه الخطوة ضد السياسة وضد الأحزاب التي لا تتنكر جميعها للمرجعية الإسلامية. وخاطب رئيس الحكومة الأسبق أصحاب هذه الدعوة قائلا إن "المغرب له بنية بقيت صامدة، وبعد تجاوزه الربيع العربي أنتم الآن تغامرون بذلك، وتفتحون بهذا أبواب التطرف علينا، بعدما استطعنا التغلب عليه بفضل الأجهزة الأمنية بارك الله فيها"، مضيفا "في حالة المس بهذا سنفتح الباب على المجهول ولن تبقى المنظومة الدينية". ودعا بنكيران المغاربة إلى عدم مشاركة هذه الدعوة، مؤكدا أن حزبه مستعد لمناقشة مدونة الأسرة بندا بندا، مشددا على ضرورة توخي الحذر من تقسيم الشعب المغربي على غرار المرحلة السابقة. وأضاف قائلا: "لا نريد تقسيم الشعب المغربي، فمن خرج سابقا في الدارالبيضاء هو الشعب المغربي وليس العدالة والتنمية، وإيلا حكّرتو عليه غادي يخرج، وإيلا خرج سير شوف شنو غادي يوقع. هذه الظروف لا يجب فيها تقسيم الشعب".