فجرت المنح الخاصة بجمعيات المجتمع المدني الدورة العادية لشهر فبراير بمجلس الدارالبيضاء، وأخرجت خلافات داخل الأغلبية المسيرة للعلن. وشهدت الدورة العادية المنعقدة اليوم الثلاثاء غليانا كبيرا، وتبادلا للاتهامات، ونعت نائب عمدة الدارالبيضاء المكلف بالشؤون الثقافية والاجتماعية ب"الكذاب". وهاجم حزب الاستقلال عبر رئيس فريقه مصطفى حيكر، المنتمي للأغلبية، نائب العمدة عبد اللطيف الناصري، واصفا إياه ب"الكذاب"، موردا: "لا أحترمه، كذب عليّ ولم أعد أحترمه. نحن في التحالف وماخاصش يكذبوا علينا". وشدد حيكر، في كلمة له بالمجلس فجرت المسكوت عنه، على أن فريقه كان سينسحب من الجلسة، مضيفا: "نحن نتحمل المسؤولية وصبرنا تايعيينا، وكنا غادي ننسحبو من هذه الجلسة". كما قال رئيس الفريق الاستقلالي: "الكلام الذي يروج داخل لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية يعاكس ما يروج داخل المواقع"، وزاد: "ملف الجمعيات أضاع وقتا طويلا. وقد طالبنا بالتخليق والشفافية في التعامل مع هذه الهيئات". ولم يستسغ حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يسير المدينة التهجم على عضوه ونائب العمدة، إذ قال محمد حدادي، البرلماني ورئيس مقاطعة سيدي عثمان: "ما سمعته أغضبني؛ عضو ينعت بالكذاب، فريق من الأغلبية ينعت نائب الرئيسة بالكذاب". وشدد حدادي على أن رئيس الفريق الاستقلالي كان مفترضا فيه أن يوجه انتقاداته بطريقة غير تلك التي جاءت على لسانه، مؤكدا أن "العلاقة التي تجمع بين الفرقاء أكبر من هذا". ودخلت العمدة نبيلة الرميلي في محاولة لإرجاع الأمور إلى نصابها، بعدما تحولت القاعة إلى فوضى وصراخ وانتقادات، إذ طالبت رئيس الفريق الاستقلالي بالاعتذار. وشنت فعاليات مدنية حضرت الجلسة انتقادات واسعة للمجلس الجماعي للدار البيضاء، مستغربة "الإقصاء" الذي طال جمعيات للمجتمع المدني من الدعم، ومطالبة بضرورة إرجاعه للمقاطعات. واضطرت عمدة الدارالبيضاء، نبيلة الرميلي، أمام الغليان الذي عرفته الجلسة، والغضب الذي تم بين حزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار، إلى التأكيد على إعادة ملف الجمعيات للجنة قصد المناقشة والتدقيق من جديد.