واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس اهتمامها بالخصوص بالتطورات السياسية التي تشهدها بعض البلدان العربية كالاستفتاء على الدستور في مصر ومجريات الحوار الوطني والصراع الطائفي في اليمن،الى جانب العلاقات البحرينية المغربية وآفاق حوار التوافق الوطني في البحرين، إضافة الى لوضع الإنساني والتطور السياسي للقضية السورية على الساحتين الإقليمية والدولية ،وكذا بعلاقات عمانبطهران في ضوء الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني للأردن. وهكذا ركزت الصحف المصرية اهتماماتها على ما ميز اليومين الماضيين المخصصين للاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد، مع تقديم قراءات عن مستقبل مصر في فترة ما بعد التصويت على الدستور. فتحت عنوان"المؤشرات تؤكد الموافقة على مشروع الدستور بأغلبية غير مسبوقة"، تحدثت يومية (الأهرام) عن استمرار عملية فرز الاصوات، مشيرة إلى ان اللجنة العليا للإنتخابات ستعلن النتيجة النهائية خلال ساعات، وأن قرارا جمهوريا سيصدر خلال ايام لتحديد موعد الانتخابات الرآسية والبرلمانية. واختارت يومية (الجمهورية) كعنوان لمقالها الرئيسي".. وانتصر الشعب في معركة الدستور"،كما أوردت من خلال عنوان فرعي خبرا حول بدء عملية فرز الاصوات وإعلان النتيجة خلال 72 ساعة، معتبرة أن "التصويت انتهى.. وبدأ الطريق". أما يومية (الوطن) فكتبت قائلة أن"المؤشرات الأولية للفرز تشير إلى أن عدد المشاركين الأعلى في تاريخ الاستفتاءات، ونسبة تأييد الدستور تتجاوز 95 في المئة"، وهي نفس نسبة التأييد التي توقعتها صحيفة (المصري اليوم) التي اختارت كعنوان لمقالها الرئيسي "نعم.. اكتساح". وتحدثت يومية (الشروق) عما اعتبرته "مواكب الاستفتاء تواصل ملحمة الخروج الكبير"مشيرة إلى أن النتائج النهائية سيعلن عنها يوم السبت القادم طبقا لمصادر قضائية،على حد تعبير الصحيفة، بينما علقت صحيفة (اليوم السابع) على حدث الاستفتاء من خلال عنوان يقول"المصريون كتبوا شهادة وفاة الإخوان". وواصلت الصحف اليمنية اهتمامها بمجريات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في افق عقد جلسته النهائية، وأيضا بالمنحى الذي اتخذه تهجير السلفيين من دماج بعد رفض بعض قبائل محافظة الحديدة، لجوء المرحلين الى مناطقهم كما كان مقررا. وأبرزت صحيفة (الثورة) في هذا الصدد قول الرئيس عبد ربه منصورهادي، خلال استقباله أمس عددا من مشايخ ووجهاء محافظاتمأرب والجوف والبيضاء،"انه ستتم دراسة كافة المطالب المشروعة لأبناء هذه المحافظات من خلال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل واللجنة التي سيتم تشكيلها لتحديد عدد الاقاليم". أما صحيفة (أخبار اليوم) فنقلت عن" قيادات في مؤتمر الحوار" تحذيرات لهيئة رئاسة المؤتمر وامانته العامة "من مساعيهم الرامية لتمرير وثيقة الحوار الختامية التي أقرتها لجنة التوفيق أمس والمتضمنة خلاصات تقارير الفرق التسع، كرزمة واحدة ودون التصويت عليها في الجلسة العامة مادة مادة وتقريرا تقريرا بحسب النظام الداخلي للمؤتمر". وأضافت الصحيفة أن "هيئة رئاسة المؤتمر وأمانته العامة، تهدفان في حالة نجحت مساعيهما، في تمرير الوثيقة في جلسة اليوم كروزنامة واحدة، لتوثيقها دوليا من خلال إرسال نسخ منها لجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي". وفي موضوع الصراع الحوثي السلفي نسبت الصحيفة نفسها لÜ "مصدر حكومي" لم تحدده بالاسم، قوله أن "حصار الحوثي لدماج وتهجير أهلها تم بموافقة الدولة، وان أمريكا طلبت تفكيك جميع المدارس الشرعية للسلفية باليمن"، مشيرة الى أن "الحرب التي شنت على سليي دماج بدءا بالحصر كانت ضمن سيناريو استخباراتي دولي أدارته غرفة العمليات المشتركة لما يسمى بالحرب على الإرهاب المتواجدة بصنعاء". وذكرت صحيفة (اليمن اليوم) من جهتها أن الشيخ السلفي المرحل وأتباعه من دماج سيبني مركزه البديل لدار الحديث في صنعاء بعدما أبلغه (الحراك التهامي) في الحديدة اقامته والسلفيين بهذه المحافظة كما كان مقررا في السابق، في حين أشارت صحيفة (الاولى) الى "توافد قوافل السلفيين الى صنعاء" مسجلة "حالة صعبة في صفوفهم يعيشها الأطفال والنساء". وفي البحرين، أبرزت الصحف استقبال القائد الأعلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمس بقصر الصخير، للمفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية الجنرال دوكور دارمي عبد العزيز بناني والوفد العسكري المرافق له الذي يزور مملكة البحرين. وذكرت صحف (الايام) و(الوسط) و(الوطن) و(أخبار الخليج) و(البلاد)، أن الملك حمد أعرب خلال الاستقبال عن "اعتزازه بالمستوى المتطور الذي وصلت إليه العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة التي تربط المملكتين الشقيقتين بفضل حرص قيادتي البلدين على دعمها وتطويرها". كما اهتمت الصحف بعقد جلسة مباحثات رسمية بين الجانبين المغربي والبحريني برئاسة الجنرال دوكور دارمي عبد العزيز بناني، والقائد العام لقوة دفاع البحرين، المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة. ومن جهة أخرى، أبرزت الصحف اتفاق الأطراف المشاركة في حوار التوافق الوطني، خلال اجتماع حضره أمس الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على "الدخول في مرحلة جديدة من الحوار تعتمد التفاعل وتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف والالتزام بمبادئ المسؤولية والجدية والشفافية والمصداقية ووضع المصلحة العليا للوطن فوق كل الاعتبارات". وواصلت الصحف القطرية اهتمامها بالوضع الانساني المتأزم،الذي يعيش على ايقاعه اللاجئون السوريون بمختلف أعمارهم ،وذلك في ضوء احتضان الكويت حاليا للمؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية. وهكذا،ترى صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها أنه ولوقت طويل ظلت معاناة وآلام النازحين السوريين بالداخل،إضافة إلى الذين اضطرتهم ظروف الأزمة الراهنة في سورية إلى اللجوء لدول الجوار القريبة،أو الهجرة للبعض منهم، إلى دول بعيدة،" تكشف للعالم عن واقع الأزمة وتداعياتها التي دفع ثمنها المواطن السوري". وأضافت أنه مع تفاقم هذه الأزمة الإنسانية، فإن أنظار العالم تتجه مجددا إلى كيفية تفعيل جهود إغاثة الشعب السوري، بعد أن طالت معاناته وبلغت هذه المأساة الإنسانية الحرجة التي يعيشها أبناؤه، حدا يفوق الوصف، مشيدة في هذا الصدد بتقديم قطر مبلغ 60 مليون دولار للمساهمة في تخفيف معاناة المواطنين السوريين من اللاجئين والنازحين. ومن جهتها ،كتبت صحيفة (الشرق) أن "انطلاق مؤتمر المانحين بالعاصمة الكويت يؤكد حرص دول الخليج على إيجاد حل للأزمة السورية وتخفيف المعاناة عن اللاجئين السوريين، ويأتي بعد فشل المجتمع الدولي حتى الآن في معالجة الازمة السورية،الذي كشف عن عجز دولي خطير في الاستجابة لتحديات أخلاقية مثلتها هذه المأساة". وبعد أن اشارت الى أن ما لا يقل عن 2,5 مليون سوري يعيشون في مناطق يصعب على عمال الإغاثة الوصول إليها، شددت الصحيفة على أهمية توفيرممرات آمنة لكي تتمكن الجهات الإغاثية من توصيل المعونات لأصحابها ويصل الدعم إلى مستحقيه، مؤكدة أن هذه هي مهمة المجتمع الدولي،"الذي عليه أن يعوض إخفاقاته المتكررة في ذات الأزمة وأن يجد شيئا يسجل فيه رقما ناجحا". وسلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء على مستجدات الأزمة السورية سواء في بعدها الانساني أو ما يرتبط بتنامي الإرهاب. وكتبت صحيفة (الشرق الأوسط)،عن وجود لقاءات سرية بين مسؤولين في استخبارات دول غربية مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لجمع معلومات عن 1200 جهادي أوروبي انضموا إلى جانب المجاهدين للقتال في سورية. ونقلت الصحيفة عن دينا بدوي ،المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية نفيها مناقشة مكافحة الإرهاب مع النظام السوري، فيما أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن مسؤولي أجهزة الاستخبارات الغربية في البلدان المناهضة للأسد زاروا دمشق لمناقشة التعاون الأمني مع حكومته. واعتبرت صحيفة (القدس العربي)،أن هذه اللقاءات تعد الأولى من نوعها منذ سحب سفراء الدول الأوروبية من سورية بعد الأزمة، موضحة أن المحادثات التي تركزت على المتشددين وازدياد قوة تنظيم القاعدة في سورية لا تشكل انفتاحا دبلوماسيا واسعا. وحسب (القدس العربي)، فقد التقى ممثلون عن بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، عددا من المسؤولين السوريين، بينهم مدير مكتب الأمن القومي، علي مملوك. وأضافت أن البلدان الأوروبية تتخوف من أن يشكل الجهاديون الأوربييون خطرا على بلدانهم لدى عودتهم. وسجلت صحيفة (العرب) من جهتها أن الاتصالات الغربية التي جرت مباشرة مع القيادة السورية، أو بواسطة جهات إقليمية، شهدت تبادل معلومات استخبارية هامة مفيدة في القضاء على رؤوس الجماعات المتطرفة من الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة الإسلامية وحتى الجبهة الإسلامية التي يجري العمل على تخليصها من رؤوس الإرهاب" لضمان مشاركتها في مؤتمر (جنيف 2)". وعلى الصعيد المعاناة الانسانية للمتضررين من الأزمة السورية، أشارت صحيفة (الحياة) إلى أن مؤتمر المانحين الذي استضافته الكويت أمس، تعهد بتقديم أزيد من 4ر2 مليار دولار لإغاثة الشعب السوري. وأشارت إلى أن مؤتمر الكويت، والذي كانت الأمم المتحدة تأمل في أن يسفر عن جمع 5ر6 ملايير دولار، يأتي قبل أسبوع من موعد انعقاد مؤتمر (جنيف 2) للسلام في سورية. ومن جهتها اهتمت الصحف الأردنية بالعلاقات بين عمانوطهران، في ضوء الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني للأردن،وتصريحات قائد قوات (الباسيج)الإيرانية حول اعتزام قواته إنشاء إمتدادات لها في الأردن ومصر. وهكذا، كتبت صحيفة (الدستور)،أن محمد جواد ظريف حمل إلى عمان ثلاث ملفات،يتعلق أولها بالأزمة السورية، حيث يمكن لعمان أن تلعب دورا مهما في ترسيخ التصور الايراني القائم على أن لطهران دور ومصلحة في حل الأزمة،والثاني يهم تسوية السلام في الشرق، حيث تعتقد إيران أن عودة علاقتها مع حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) بعد ثلاث سنوات من القطيعة تمنحها ما يلزم من النفوذ لتطويع مواقف الحركة في تجاه تمرير التسوية". وأضافت أن الملف الثالث يتكون هو الآخر"من شقين متكاملين: الأول يتعلق بدور أردني في ترطيب العلاقات بين طهران ومحيطها العربي، وخاصة الدول الخليجية التي ما تزال تتوجس من امتداد النفوذ الإيراني والشق الآخر يتعلق بدور إيراني- أردني مشترك لمحاصرة الصراع بين المذاهب الاسلامية". وبخصوص تصريحات قائد قوات (الباسيج) الإيرانية، اعتبرت صحيفة (الرأي)، أنه "عندما يقول قائد قوات الباسيج الإيرانية، الجنرال محمد رضا نقدي، أن قواته تعتزم إنشاء إمتدادات لها في الأردن ومصر على غرار إمتداداتها في فلسطين وفي لبنان، فإن هذا يعني أن هذه النوايا هي نوايا الولي الفقيه ومرشد الثورة علي خامنئي، فالمعروف أن هؤلاء أهل تقية وأنهم يظهرون غير ما يبطنون، ولذلك فإن ما قاله هذا الجنرال إما أن يكون مجرد فلتة لسان، وإما أن الأوامر قد جاءته من الأعلى لقول ما قاله من أجل التلويح وجس النبض". واعتبرت الصحيفة أن في هذا التصريح "نوع من توازن العمل الخارجي الذي بدأ بالاتفاق الإيراني الأمريكي بشأن مشروع طهران النووي، مع متطلبات الثورة في الداخل.وتغطية التراجع الإيراني الذي سيشمل ما هو أكثر من التنازل في المشروع النووي، بعد أن لم تعد الخطابات النحاسية قادرة على تغطية الإفلاس الاقتصادي للدولة نتيجة للعقوبات الدولية".