اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، بمحاكمة الرئيس المصري السابق محمد مرسي التي ستنطلق أولى جلساتها اليوم، والزيارة التي قام بها أمس إلى القاهرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، فضلا عن اهتمامها بمستجدات الأزمة السورية وتطورات القضية الفلسطينية والأوضاع السياسية في البحرين واليمن والسودان ولبنان. فقد خصصت الصحف المصرية عناوين صفحاتها الأولى للحديث عن انطلاق أولى جلسات محاكمة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، إلى جانب 14من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، حيث أوردت صحيفة (الأهرام) لهذا الحدث عنوانا بارزا قالت فيه "مرسي في قفص مبارك اليوم" متحدثة عن أن "الرئيس المعزول يوافق على حضور المحاكمة ثم يتراجع .. واستدعاء مستشار قانوني لإقناعه". أما صحيفة (الجمهورية) فتحدثت عما أسمته ب"محاكمة القرن الثانية .. في أكاديمية الشرطة"، حيث اختارت بدورها عنوانا مشابها لما أوردته (الأهرام) وهو "اليوم .. مرسي في قفص اتهام مبارك". ومن جانبها، كتبت يومية (الأخبار) عما أسمته ب"مفاجأة.. محاكمة مرسي بأكاديمية الشرطة بدلا من طرة"، مشيرة إلى أن "الداخلية خدعت الإخوان وأحبطت مخططا لإراقة الدماء وإشاعة الفوضى"، وذلك في إشارة إلى القرار الذي اتخذته السلطات المصرية يوم أمس بتغيير مكان محاكمة الرئيس مرسي. وبخصوص زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للقاهرة،أشارت صحيفة (المصري اليوم) إلى أن تزامن زيارة كيري مع محاكمة مرسي "محض صدفة"، مبرزة ما أعلن عنه رئيس الدبلوماسية الأمريكية بخصوص علاقة واشنطن مع القاهرة والتي وصفها بال"مهمة". أما يومية (الأخبار) فأوردت تصريح جون كيري الذي قال فيه إن"المصريين أظهروا قوتهم للعالم"، إلى جانب تصريحه بأن واشنطن "تدعم الحكومة المؤقتة وخارطة الطريق". وبدورها، ركزت الصحف العربية الصادرة من لندن على انطلاق محاكمة الرئيس المصري السابق محمد مرسي حيث كتبت صحيفة (القدس العربي) أن أنظار العالم تتركز مجددا على مصر اليوم، حيث تبدأ محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي في مقر أكاديمية الشرطة، والتي يحاكم فيها أيضا الرئيس المخلوع حسني مبارك، وسط استنفار أمني لضمان نجاحها. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الحياة) أنه قبل ساعات من انطلاق محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، والتي نقلتها السلطات القضائية في اللحظات الأخيرة إلى أكاديمية الشرطة ، حملت زيارة خاطفة أجراها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للقاهرة رسائل "دعم للحكم المؤقت ولتنفيذ خارطة الطريق، والتي سيكون أولى محطاتها الاستفتاء على الدستور أواخر العام". وأشارت الصحيفة، من جهة أخرى، إلى مطالبة منظمة العفو الدولية السلطات المصرية بضرورة توفير ضمانات محاكمة عادلة للرئيس السابق، مضيفة أن القوات المسلحة والشرطة رفعتا درجة الاستعداد إلى القصوى، اعتبارا من أمس استعدادا لبدء المحاكمة. أما صحيفة (الشرق الأوسط)، فنقلت عن وزير الخارجية الأمريكي قوله إن هناك مؤشرات على أن قادة الجيش المصري مستعدون لإرساء الديمقراطية، مشيرة إلى دعوة جماعة الإخوان المسلمين أنصارها إلى الزحف نحو مقر محاكمة محمد مرسي. وتناولت الصحف الإماراتية موضوع القضية الفلسطينية، والوضع المتأزم في سورية، حيث كتبت صحيفة (الخليج)، أن "الرؤية الصهيونية واضحةº فهي تؤكد أن كل فلسطين تعود لليهود، ومفكرو الصهيونية على تنوع مشاربهم أدركوا أن الوقائع على الأرض لا تسمح بتحقيق الرؤية دفعة واحدة، ولذلك، عملوا على إيجاد موطئ قدم، أي قيام الكيان الصهيوني، ومن ثم واظبوا باستمرار على توسيع هذا الكيان كي يشمل لاحقا كل فلسطين، وقد أسعفهم في ذلك، تواطؤ دولي، وضعف عربي" . من جهتها، كتبت صحيفة (البيان) تحت عنوان "أساسيات الحل في سورية" أنه "بعد أكثر من 30 شهرا من القتل المستمر وتشريد الملايين في الداخل ودول الجوار، بات لزاما على المجتمع الدولي التحرك بشكلò فعال بشأن سورية، وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات أو مواقف لا تسمن ولا تغني من جوع. فالمشكلة في سورية تكمن في ذلك التجاهل غير المقبول من قبل العالم لواحدة من أسوأ الأزمات وأكثرها إيلاما". ولاحظت الصحيفة أن "الموقف العربي تفرد هذه المرة في تصدره المشهد"، موضحة أن "العرب، وخاصة دول الخليج العربي، كانوا هم السباقون في طرح المبادرات العملية لحل الأزمة منذ بدايتها، من دون أن تجد تلك المبادرات المخلصة أي صدى". وارتأت، في هذا الصدد، ضرورة تحديد "أساسيات ومبادئ لا تقبل اللبس بخصوص الحل السياسي ووضعه في إطارò زمني ينتهي إلى نتائج يرضى عنها الشعب السوري". وفي الأردن، عادت الصحف إلى الاهتمام بمؤتمر جنيف 2، حيث كتبت صحيفة (الغد)، نقلا عن نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية السابق، قدري جميل، أن "مؤتمر جنيف 2 بدأ منذ فترة، وكل ما يجري اليوم يدور في فلكه، ونهايته ستكون يوم انعقاده، بالإعلان عن نتائج كل هذه المباحثات"، معتبرة أن "جنيف 2 ليس من وجهة نظر النظام وداعميه، مناسبة لتسوية سياسية تõخرج سورية من حربها المدمرة، حتى وإن تضمنت هذه التسوية إمكانية بقاء النظام، بل وبشار الأسد ذاته. إنما هو مؤتمر يجب أن يسمح، من وجهة نظر هؤلاء، بالعودة إلى ذات الأوضاع التي أدت إلى انفجار الثورة، ثم أحالت سورية إلى ساحة إقليمية يصفي الجميع حساباتهم على أرضها". وبخصوص الانتقادات التي وجهت للإبراهيمي في ذات الموضوع، قالت صحيفة (الرأي)، إن "كثيرا من النقد الموجه للإبراهيمي يقوم على أساس افتراض أنه مفاوض باسم جهة بعينها وليس وسيطا، وهذا ما لم يفعله الابراهيمي، الذي امتلك الخبرة لوضع الآلة الدبلوماسية في خدمة أي تحرك دولي يسعى إلى تحقيق التقارب بين الأطراف المشتبكة في الملف السوري". وأضافت أنه "بعد كل ما قيل فيه من نقد لا يزال الوسيط المثالي لمهمة معقدة تعقيدا شديدا، وعندما يطلب منه المجتمع الدولي دفع النظام والمعارضة للجلوس على مائدة جنيف 2 ، فهو لا يستطيع فرض أسماء وفد النظام أو المعارضة"، وأنه "يكفي الإبراهيمي انجازا أن المواقف الأمريكية والروسية والأخرى الإقليمية، هي اليوم في مناخات أفضل منها عندما بدأ مهمته قبل 14 شهرا". وفي قطر، انصب اهتمام الصحف على التطورات السياسية التي تشهدها الأزمة السورية، في ضوء المؤتمر الوزاري العربي الطارئ الذي عقد أمس في القاهرة، حيث رأت صحيفة (الشرق) أنه رغم حملات الحشد لمؤتمر (جنيف 2) سواء من قبل القوى الدولية الراعية له أو الموفد العربي والأممي الأخضر الإبراهيمى الذي انتهى منذ يومين من جولة واسعة بالمنطقةº "فان ثمة مؤشرات بالأفق تشي بأن المؤتمر ربما لن ير النور بفعل ألاعيب ومراوغات حكام دمشق". وفي نفس السياق تلاحظ صحيفة (الراية) أنه كلما اقترب الحديث عن إمكانية عقد مؤتمر (جنيف2)، الذي تأجل أكثر من مرة وفشل المجتمع الدولي في الضغط لانعقاده ، "يسعى النظام لتغيير موازين القوى العسكرية على الأرض، مهما كان الثمن لتحقيق مكاسب سياسية على طاولة المفاوضات المفترضة في مؤتمر (جنيف2 )، في نفس الوقت الذي تتراجع فيه وعود المجتمع الدولي في توفير الدعم والحماية للشعب السوري ولقوى المعارضة المسلحة". إن الانحياز للشعب السوري وقضيته العادلة ومطالبه المشروعة ، تضيف الصحيفة ، "يبدأ في توحد المواقف والرؤى الدولية حول ضرورة إجبار النظام على وقف العنف والقتل تحت طائلة البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة وإرسال قوات دولية لحماية الشعب السوري تõشرف على وقف إطلاق النار، وهو ما سيوفر المناخ المناسب لعقد مؤتمر (جنيف 2) والبدء في تنفيذ المرحلة الانتقالية في البلادº ما يضمن الاستجابة لمطالب الشعب السوري المشروعة ويطفئ الحريق السوري الملتهب". وانصبت اهتمامات الصحف السودانية واليمنية والبحرينيةواللبنانية على القضايا المحلية، حيث أشارت صحيفة (الانتباهة) السودانية إلى أن عدم تعامل حكومة الخرطوم بالحسم المطلوب تجاه قضية آبيي، وموقفها الرمادي تجاه هذه القضية، سيزيد الأمور تعقيدا في ظل محاولاتها لتطبيع وتحسين العلاقات مع دولة الجنوب، مشددة على ضرورة القول "بصوت عال إن تنظيم استفتاء أحادي الجانب من طرف قبيلة دينكانوك يستوجب التعامل معه بقدر من المسؤولية والحزم، وإلا نسعى لتسفيهه على اعتبار انه استفتاء قبلي عرقي" . وقالت صحيفة (التغيير) إن ما يثير الدهشة والشكوك معا هو موقف بعثة حفظ السلام الدولية في آبيي التي سمحت بإجراء استفتاء أحادي، مما يخالف قرارات الاتحاد الإفريقي في هذا الشأن ويخلق توترا في بقعة تقع على عاتقها مسؤولية حفظ السلام والاستقرار. بينما أشارت صحيفة ( الخرطوم) إلى أن تجاهل اجتماع رئيسي السودان وجنوب السودان الذي عقد في جوبا مؤخرا مناقشة قضية آبيي هو الذي ساهم في إيجاد فراغ للتسابق نحو الحلول الانفرادية، من قبيل الاستفتاء والاستفتاء المضاد، وربما العودة إلى الخيار العسكري مجددا، مبرزة أن ردود أفعال قبيلة المسيرية المتراوحة بين اللجوء إلى استفتاء مضاد أو حمل السلاح، تبين أن الحلول الأحادية لن تحقق السلام والأمن والاستقرار بالمنطقة. أما الصحف اليمنية، فواصلت اهتمامها بموضوع المواجهات المسلحة في دماج، كما اهتمت بالمواقف وردود الفعل التي أثارتها هذه المواجهات في الشارع السياسي اليمني. وفي هذا الإطار، أبرزت صحيفة (الاولى)، استنادا إلى ناطق باسم السلفيين، "مقتل 60 شخصا من بينهم جزائريون وباكستاني وإماراتي وجنسيات أخرى"، مشيرة إلى "مشاركة كتيبة المدفعية في اللواء التاسع المحسوب على اللواء علي محسن (كان قد انشق عن نظام الرئيس صالح وانضم إلى الثوار سنة 2011) في الدفاع عن دماج". وتحدثت صحيفة (اليمن اليوم) عن فشل مساعي اللجنة الرئاسية في صعدة ووصول مجاميع سلفية إلى دماج"، في حين تحدثت (أخبار اليوم) عن "منع مليشيات الحوثيين الصليب الأحمر من دخول دماج ومواصلتها قصف المدينة"، ونقلت عن الشيخ يحيى أبو إصبع رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء النزاع في دماج قوله "الحوثيون منعونا من دخول دماج لليوم الثالث والقتلى كلهم سلفيون". وأشارت صحيفة (الثورة)، من جهتها، إلى توجيه مجلس النواب اليمني رسالة للحكومة بشأن مسؤوليتها حول أحداث دماج، حيث دعا المجلس إلى بسط نفوذ الدولة على كافة المناطق اليمنية. وأبرزت صحف (البلاد) و(الوطن) و(الوسط) و(الأيام) و(أخبار الخليج) البحرينية تأكيد مجلس الوزراء، أمس، استمرار الحكومة في متابعة تنفيذ توصيات المجلس الوطني بشأن مكافحة الإرهاب، وإشادته بالتعاون "البناء" بين الحكومة والسلطة التشريعية في مجال تشديد العقوبات على الإرهاب. وعلى الصعيد الداخلي، أيضا، أوردت الصحف فحوى اللقاء الصحفي الذي عقدته وزيرة الدولة في شؤون الإعلام الناطقة باسم الحكومة، والذي أوضحت فيه، بالخصوص، أنه عندما تعلق المعارضة مشاركتها في حوار التوافق الوطني "فلا بد من التوقف للمراجعة واستيضاح الأمور". وأشارت الصحف، من جهة أخرى، إلى أن النيابة العامة أخلت سبيل الأمين العام ل(جمعية الوفاق الإسلامية) الشيعية المعارضة، أمس، بضمان محل إقامته بعد أن وجهت إليه تهمة إهانة هيئة نظامية (وزارة الداخلية). وأبرزت، أيضا، صدور حكم بالسجن المؤبد على أربعة مدانين وبالسجن 15 سنة على ستة آخرين وتبرئة 14 متهما في ما عرف بخلية (جيش الإمام) التي كانت تروم استهداف مواقع حساسة عسكرية ومدنية، وشخصيات عامة داخل البحرين. وفي لبنان، ما تزال تداعيات الوضع الأمني في طرابلس تشكل محط اهتمام الصحف،حيث خصصت جل الصحف حيزا من تعاليقها لتوتر الأجواء في طرابلس نهاية الأسبوع المنصرم، خاصة مع حادث اعتداء مسلحين ملثمين على حافلة تنقل عمالا من جبل محسن، مما استدعى تدخلا من الجيش، و"ارتفاعا في منسوب التوتر، تبعته حركة اتصالات مستنكرة للحادث". ونقلت الصحف تصريح وزير الداخلية مروان شربل الذي شدد فيه على أن "الجيش أخذ على عاتقه مسؤولية منع الإخلال بالأمن، والحسم في أي اعتداء أو خرق أمني يطال الأبرياء سواء في طرابلس أو غيرها".