واصلت الصحف العربية، اليوم الأربعاء، اهتمامها بالمستجدات السياسية لعدد من الدول العربية مثل الاستفتاء في مصر، وترحيل السلفيين من دماج، في إطار وقف المواجهات بينهم وبين الحوثيين في شمالي اليمن، ودور ناشطي الشبكات الاجتماعية في البحرين في الدفاع عن السياسة الداخلية لبلادهم. واهتمت هذه الصحف أيضا بتطورات عدد من القضايا العربية على الساحة الدولية ومنها القضيتان الفلسطينية والسورية، إضافة إلى الأوضاع في جنوب السودان. وهكذا، وجهت الصحف المصرية اهتمامها صوب نقل جوانب مختلفة من اليوم الأول لعملية الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد التي شهدتها مختلف المحافظات المصرية أمس الثلاثاء، حيث ركزت الصحف على نقل وقائع التصويت بالصور المختلفة التي غطت الجزء الأكبر من صفحاتها الأولى. وفي هذا السياق، كتبت يومية (الوطن) مقالا تحت عنوان "الصندوق يهزم الرصاص" متحدثة عن أن "الملايين يتحدون إرهاب تنظيم +الإخوان المسلمون+ في طوابير الاستفتاء"، بينما اختارت صحيفة (المصري اليوم) عنوانا يقول "الشعب يجدد الثورة في الصندوق"، مشيرة إلى أن هناك "إقبالا غير مسبوق على الاستفتاء، والنساء في المقدمة". من جهتها، أشارت يومية (الأهرام)، في مقال تحت عنوان "المصريون يدقون أبواب الحرية والمستقبل"، إلى أن الملايين احتشدوا للتصويت على الدستور بالزغاريد والأفراح، كما أوردت تصريحا للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، ورئيس الوزراء حازم الببلاوي، حيث قال الأول "إن المشاركة دليل على رفض الإرهاب الأسود"، بينما اعتبر الثاني أن "الاستفتاء عرس تاريخي في حياة الوطن". من جانبها، اعتبرت يومية (الشروق) أن "طوابير المصوتين تمنح 30 يونيو الشرعية الدستورية"، بينما تحدثت يومية (الجمهورية) عن كون "المصريين .. اختاروا المستقبل، وأن الملايين يكتبون التاريخ أمام لجان الاستفتاء". وواصلت الصحف اليمنية اهتمامها بتفاعلات قضية تهجير السلفيين من دماج، في إطار الاتفاق الذي أشرفت عليه اللجنة الرئاسية لوقف المواجهات بينهم وبين الحوثيين في هذه البلدة الواقعة في إقليم صعدة ذي الأغلبية الشيعية الحوثية. وذكرت صحيفة (الثورة)، بهذا الخصوص، أن الجيش واصل انتشاره في كافة مواقع ونقاط طرفي النزاع في البلدة، وأن أربع طائرات مروحية أقلت مساء أمس الشيخ السلفي يحيى الحجوري والقيادات السلفية برفقة عدد من أعضاء لجان الوساطة إلى الحديدة، "فيما انطلقت مواكب نقل برية خاصة بطلاب العلم وعدد من أبناء منطقة دماج نحو المحافظة ذاتها مشيرة إلى أن الدولة تحملت كافة تكاليف هذا الانتقال. وعلى العكس من ذلك، نقلت صحيفة (المصدر) عن رئيس اللجنة الرئاسية للوساطة بين الطرفين يحيى أبو أصبع قوله "إن خطة انتشار الجيش في صعدة أحبطت ولم يسمح له بالانتشار سوى في أماكن محدودة"، مؤكدة أن أربع مروحيات عسكرية نقت الحجوري و100 من قادة السلفيين الى المدينة السياحية في صنعاء، مشيرة الى أن "الحوثيين انقلبوا على لجنة الوساطة ... وشعارات الحوثي دخلت الى دماج لأول مرة عقب مغادرة السلفيين". أما صحيفة (الأولى) فأوردت مضمون بيان إدانة من حزب الرشاد اليمني السلفي لما وصفه بÜ"التهجير القسري الجماعي الذي طال سكان منطقة دماج والطلاب والدارسين في مركز دار الحديث الموجود بالبلدة"، مشيرة إلى قول الحزب في بيانه "لقد تفاجأ الرشاد كغيره بظهور الدولة بمظهر العاجز عن ردع المعتدي، والسكوت عن جرائمه طول الوقت، ثم الإقرار أخيرا بتهجير آلاف الضحايا بدلا من حمايتهم وبسط سيادة الدولة على التراب اليمني ونزع أسلحة المليشيات التابعة لجماعة الحوثي". من جهتها، أبرزت صحف البحرين دعوة رئيس الوزراء، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، خلال استقباله أمس مجموعة من الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى استغلال هذه الشبكات في "الدفاع أولا عن البحرين ومجابهة محاولات تشويه واقعها الحضاري ونهجها الإصلاحي وتطورها الديمقراطي". وأوردت صحف (البلاد) و(الوطن) و(الوسط) و(الأيام) و(أخبار الخليج) قول رئيس الوزراء لهؤلاء الناشطين، "من وجدتموه يسعى بتغريداته لاستهداف البحرين فواجهوه، ومن باع نفسه لجهات خارجية فاكشفوه، فالوطن للجميع وهو بلد التعايش والتسامح لا مكان فيه لا للكراهية ولا للانقسام". وعلى صعيد آخر، أبرزت الصحف أن المردود المالي المباشر المتوقع على الدخل الوطني جراء تنظيم (معرض البحرين الدولي للطيران) ما بين 16 و18 يناير الحالي بقاعدة الصخير، سيبلغ 75 مليون دولار، حسب المنظمين، مشيرة إلى أن المعرض سيشهد مشاركة 120 ممثلا ل 35 دولة من مختلف مناطق العالم. واهتمت الصحف الأردنية بعملية التصويت على الدستور الجديد في مصر، وما إذا كان سيساهم في وضع هذا البلد على سكة الديمقراطية. وهكذا، اعتبرت صحيفة (الرأي) أن "هذه الأيام ستكون فاصلة في تاريخ مصر، فالتصويت على مشروع الدستور الجديد سيؤسس لانتقاله نوعية ستضع هذا البلد، الذي يستند على أولى وأهم الحضارات في العالم، على منصة القرن الحادي والعشرين والألفية الثالثة وستخلصه نهائيا من محاولة السطو السياسي التي قام بها الذين سرقوا انتفاضة يناير العام 2011 وبذلوا جهودا مضنية لتحريفها عن مسارها الصحيح". وكتبت، في مقال بعنوان "مصر : الأمل بدأ يتحقق"، أن هذا التحول الهام والتاريخي، وإن هو قد يواجه بعض الإخفاقات، والذي سيواجه بالتأكيد عمليات إعاقة كثيرة، لكنه في النهاية سيسلك الطريق الصحيح التي ستأخذ مصر إلى ما بقي يحلم به شعبها، أي إلى النظام الديمقراطي التعددي، وإلى التداول على السلطة، وإلى أن يصبح هذا البلد لكل أبنائه بدون تمييز بين مسلم وقبطي". وخلافا لذلك، رأت صحيفة (الدستور) أن "نتيجة الاستفتاء على الدستور في مصر محسومة سلفا، لكن هذه النتيجة لن تمحو من ذاكرة المصريين ما حدث من وقائع لتمرير وصفة الشرعية التي تعتقد السلطة أنها مفتاح الحل للخروج من الأزمة التي تحاصرها". وأضافت، استنادا لطارق البشري أحد فقهاء القانون المصريين، أن "لجنة الدستور في جلستها الأخيرة عدلت مواد مشروعها التي تسري على مؤسسات الدولة، التي ستõنشأ بعد الموافقة عليه وفور صدوره، عدلتها لا لتغير من مضمونها المحدد إلى مضمون آخر محدد، ولكنها عدلتها لتتركها على بياض أي حكم غير محدد، بمعنى أنها أفرغتها من مضمونها ومعناها وتركتها على بياض. فصار من يصوت للدستور لا يعرف متى وكيف سيشكل كل من مجلس النواب ورئاسة الجمهورية، أي لا يعرف متى وكيف ستشكل كل من السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية". وأولت الصحف القطرية اهتماما بالوضع المتأزم للمشهد السياسي الفلسطيني جراء عدم تفعيل المصالحة بين حركتي (فتح) و(حماس)، علاوة على تسليطها الضوء حول تقارير المنظمات الإنسانية المعنية بضحايا الحروب والتي أظهرت أرقاما مفزعة بخصوص تزايد عدد القتلى من المدنيين في كل من سوريا ،وجنوب السودان. في الشأن الفلسطيني، أكدت صحيفة (الوطن) أنه "آن الأوان لأن توقف المكونات السياسية والتنظيمية للشعب الفلسطيني خلافاتها وتضخيم تقاطعاتها في زمن صار فيه الخلاف ترفا لا مجال له"، مطالبة جميع هذه التيارات والقوى الفلسطينية "بأن تبادر إلى مصالحة عاجلة، وإلى توافق وطني يمليه الظرف وما فيه من ضرورات غير قابلة لتأجيل استحقاقاتها". وترى الصحيفة أن المصالحة الفلسطينية "هي التطور الطبيعي في مواجهة تحديات كبيرة صارت على علاقة كبيرة مع ما يدور في مجتمعات عربية على نحو مأساوي وأيضا على اعتبار أن هذه المصالحة هي الآلية الدفاعية التي يجب أن تلتزمها هذه القوى ليمكن تجاوز سلبيات هذه المرحلة الداكنة من التاريخ العربي". في قراءتها للتقارير الصادرة مؤخرا عن المنظمات الإنسانية المعنية بضحايا الحروب والتي أظهرت أرقاما مفزعة يتزايد فيها القتلى من المدنيين في كل من سورياوجنوب السودان، طالبت صحيفة (الشرق) المجتمع الدولي بوقف نزيف الدم وحماية أرواح المدنيين في كلا البلدين. وكتبت الصحيفة، في افتتاحيتها، أنه مع انشغال المجتمع الدولي بالتحضير لمؤتمر (جنيف 2) والإرهاصات التي توحي بصعوبة انعقاده، "تواصل آلة القتل التي يمسك بها الأسد وتحالف الشر في سوريا حصد أرواح الأبرياء من السوريين ومن الفلسطينيين سكان مخيم اليرموك الذي تحكم عليه قوات بشار الأسد مدعومة بعناصر (داعش) التي باتت عنوانا للقوات الحكومية برداء إسلامي، حصارها لتقوم بتمشيطه وتصفية من فيه ولا تكون النتيجة سوى سقوط ضحايا أبرياء". وأضافت أن المأساة تتكرر في جنوب السودان حيث تجري معارك عنيفة بين القوات الحكومية والمتمردين، "تبدد التعايش السلمي في هذا البلد الوليد، موقعة المزيد من الضحايا الأبرياء الذين يسقطون في أتون الحروب"، مشيرة إلى أنه بالأمس سقط 200 شخص بعد أن قضوا غرقا إثر انقلاب عبارة كانت تقلهم من مدينة (ملكال) جنوب السودان كان على متنها أكثر من 255 شخصا عمدوا للهرب بعد أن تسربت أخبار عن مهاجمة المتمردين لمدينتهم. وواصلت الصحف العربية الصادرة من لندن، اليوم الأربعاء، متابعة تطورات الأوضاع السياسية والميدانية المرتبطة بالأزمة السورية. وكتبت صحيفة (القدس العربي) عن التحذير الذي وجهته واشنطنولندن للمعارضة السورية من أنهما قد توقفان دعمهما لها في حال لم تشارك في مؤتمر جنيف - 2 المرتقب عقده في 22 يناير. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الائتلاف الوطني السوري المعارض قوله إن الولاياتالمتحدة وبريطانيا أبلغتهم "بوضوح شديد أنهم سيوقفون دعمهم لنا وأننا سنخسر مصداقيتنا لدى المجموعة الدولية إذا لم نشارك في المؤتمر". وأشارت صحيفة (الشرق الأوسط)، من جانبها، إلى احتضان الكويت، اليوم الأربعاء، أعمال المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية بمشاركة 69 دولة ومنظمة دولية، مبرزة أن القائمين على المؤتمر يأملون في جمع 5ر6 مليار دولار لدعم العمليات الإنسانية داخل وخارج سورية. أما صحيفة (الحياة) فكتبت، من جهتها، عن سعى النظام السوري في الساعات الماضية إلى أخذ زمام المبادرة بالتقدم في اتجاه مواقع سيطرة المعارضة المسلحة في محافظة حلب الشمالية على وجه الخصوص، مستغلا انخراط المعارضين في مواجهات دامية مع (الدولة الإسلامية في العراق والشام).