حكمت محكمة أمستردام على يوسف تاغي، المحامي السابق ابن شقيق رضوان تاغي، زعيم ما يُعرف ب"المافيا المغربية" (Mocro Mafia) أو "ملائكة الموت"، بالسجن 5 سنوات ونصف السنة، لاتهامه بلعب دور رئيسي داخل التنظيم الإجرامي من خلال إبقاء رضوان على اتصال بالعالم الخارجي. وكانت النيابة العامة الهولندية طالبت، في وقت سابق، بسجن يوسف تاغي سبع سنوات، غير أن المحكمة وجدت أن جزءًا من التهم المزعومة لا يمكن إثباته، وفق ما أوردته صحيفة "دي تليخراف" الهولندية. واتهمت المحكمة يوسف باستغلال دوره كمحام، حيث كان يتمتع بحرية الوصول إلى رضوان تاغي، المشتبه فيه الرئيسي في عمليات التصفية الواسعة تحت مسمى "مارينغو"، وبالتالي كان قادرًا على نقل رسائل لم تتم ملاحظتها. وكشفت الصحيفة أنه في المجموع، زار يوسف زعيم المافيا ما يقرب من 50 مرة، حيث كان يتردّد عليه أحياناً مرات عدة في اليوم، كما ظلا على اتصال عبر الهاتف كثيرا، مُحصية ما يقرب من مائة لحظة اتصال بين الإثنين، وفق المعطيات التي حصلت عليها من الشرطة الهولندية. وتتّهم المحكمة يوسف أيضاً بتقديم مشورة غير مرغوب فيها لرضوان تاغي، كما أدى دورا كمستشار سرّي له، مشيرة إلى أن هذا الدّور يبرز "كيف تخترق الجريمة المنظمة العالم العلوي، حتى في مهنة يجب أن تكون مثالا على النزاهة بامتياز" (تقصد مهنة المحاماة). وكشفت المحكمة أن "التنظيم الإجرامي كان يهدف أيضا إلى إرشاء المسؤولين (الضرائب) في هولندا والقضاة في المغرب". وخلصت إلى أنه "أضر بسيادة القانون ومهنة المحاماة بشكل خطير من خلال أفعاله". في المقابل، برّأت المحكمة المحامي السابق من تهم غسل الأموال وتهريب المخدرات والتحضير الفعلي لهروب رضوان تاغي من سجن فوخت، أشد السجون حراسة في هولندا. كما لم تتمكّن من تحديد إلى أي مدى أدت الرسائل التي نقلها يوسف بالفعل إلى ارتكاب جرائم، على الرّغم من تأكيدها أنه كان رابطا لا غنى عنه، وأن جميع الرسائل خصصت لاستمرار وجود المنظمة الإجرامية وحماية أعضائها، ومن بين هؤلاء الأعضاء العديد من أقارب رضوان تاغي، إلى جانب رافاييل إمبريال، وهو مجرم إيطالي قبض عليه مؤخراً. وكان رضوان تاغي قد ألقي عليه القبض سنة 2019 في دبي قبل أن يتم تسليمه إلى هولندا حيث يقضى حاليا عقوبة المؤبد في سجن فوخت. وفي 18 يناير الجاري، أيّدت غرفة الجنايات الاستئنافية لدى محكمة الاستئناف بمراكش حكم الإعدام الصادر في حق المتهمين الهولنديين منفذي هجوم مقهى "لاكريم"، الذي راح ضحيته طالب جامعي، وهو الهجوم الذي يُتّهم رضوان تاغي بتدبيره.