أصيب مجموعة من السياح الأجانب بصدمة قوية عندما توفي أحدهم، يبلغ من العمر ستين عاما وهو من جنسية أمريكية، أول أمس، على إثر محاولة تعلقه بجرف صخري بالجماعة القروية نايت حامد بضواحي قلعة مكونة، ممازحا ابنته ذات ال25 عاما، غير أنه سقط رفقة صخرة كبيرة هوت على جمجمته فهشمتها، في مشهد درامي مؤثر. وكان السائح الأمريكي يوجد ضمن مجموعة سياحية يقودها مرشد سياحي بمنطقة مضايق "أكوتي"، ولم يكن يعلم أن "مزاحه" مع ابنته بالتعلق في الصخرة الكبيرة سيفضي بحياته أمام أنظارها، وبحضور مجموعة من السياح الأجانب الذين كانوا متواجدين لحظتها، لتنقل بالرحلة السياحية إلى مأتم قاتم. وقال مرشد سياحي، حضر واقعة مقتل السائح الأمريكي، إن الباعث على الأسى في هذه الحادثة كون السلطات المحلية بالمنطقة وسيارة الإسعاف لم يقوما بدورهما ومسؤوليتهما كما ينبغي في هذه الحالات المستعجلة، حيث إن الإسعاف لم يصل إلى مكان الحادثة إلا بعد ساعتين من وقوعها". وأفاد المرشد السياحي، في اتصال هاتفي مع هسبريس، أن الضحية الأمريكي تعرض لإهمال من لدن السلطات المعنية بالمنطقة، حيث كان ممكنا برأيه إنقاذ حياته وإيقاف نزيف الدم الغزير الذي طال جسده جراء سقوط الصخرة على رأسه"، مضيفا أنه "لو وصل الإسعاف مبكرا ربما كان بالإمكان إنقاذ حياة السائح الأمريكي". وحتى بعد وصول سيارة الإسعاف بعد ساعتين تقريبا من التأخر، يردف شاهد العيان، فإنها كانت خالية من وسائل العمل الضرورية لتقديم الإسعافات الأولية للضحية، فلا قارورات الأوكسجين، ولا حتى مُطهر "البيتادين" موجود، علما أن الضحية كان مريضا ويحمل معه آلة تساعده على التنفس. وتابع المصدر ذاته أنه عند حضور "القايد" إلى عين المكان دقائق قبل وصول سيارة الإسعاف، اكتفى بترديد عبارة "لقد فات الأوان لأن الضحية قد مات"، فيما طالبت سائحة أجنبية تشتغل ممرضة، بالنقل العاجل للمواطن الأمريكي إلى أقرب مستشفى بقلعة مكونة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وسرد المتحدث كيف أصيبت ابنة الضحية الأمريكي بالصدمة والهلع وهي تشاهد بأم عينها والدها يفارق الحياة شيئا فشيئا، دون القدرة على إنجاده أو مد يد العون له، وفي خضم تباطؤ كبير في وصول سيارة الإسعاف لنقله إلى المشفى، بينما تستعد لتقديم تقرير تفصيلي للواقعة ذاتها إلى السفارة الأمريكية.