على بعد يومين على تنشيط الجمارك التجارية في معبري سبتة ومليلية المحتلتين، يُثار جدل واسع حول إمكانية السماح بدخول الأسماك المغربية إلى المدينتين، وذلك بعد أن مُنعت في وقت سابق بعد إعادة فتح المعابر البرّية في ماي 2022. ودعا تُجار الأسماك الإسبان سلطات المدينتين إلى العمل على ضمان وصول الأسماك المغربية إلى الأسواق، نظرا للإقبال الكبير عليها في الثغرين المحتلين نتيجة جودتها العالية وسعرها الرخيص مقارنة بالأسماك القادمة من إسبانيا. ومباشرة بعد إعلان وسائل إعلام إسبانية، من بينها "إلباييس" ذائعة الصيت، عن فتح الجمارك التجارية في ال25 من يناير الجاري، أُثير جدل واسع حول ما يروج من كون سلطات سبتةالمحتلة ستسمح لتجار الأسماك باستيرادها من المغرب، على عكس سلطات مدينة مليلية. ورداً على هذه المعطيات، قالت مندوبة الحكومة الإسبانية بمليلية المحتلة، صابرينا محمد، إن إعادة فتح الجمارك التجارية في مليلية وسبتة سيكون متزامنًا وللمنتجات ذاتها، مشيرة إلى أن "كون مكتب سبتة جاهزا لعبور منتجات من أصل حيواني لا يعني أن الأسماك ستدخل عبر مدينة سبتة دون مدينة مليلية". ورغم ذلك، قال أحمد حميدة، متحدّث باسم تجار الأسماك في السوق المركزي بمليلية، إن اجتماعا سيعقد يوم الجمعة المقبل مع مندوبة سانشيز للتداول في هذا الموضوع، مستنكرا اعتبار معبر تراخال جاهزاً لمثل هذه الأنشطة التجارية بينما معبر بني أنصار ليس كذلك، قائلا في هذا السياق: "بهذه الطريقة نحن نقتل مليلية". وأكد حميدة، في حديثه إلى صحيفة "إلفارو دي مليلية" المحلية، أن سكان مليلية يفضّلون الأسماك المغربية على الأسماك القادمة من إسبانيا، مشيرا إلى أن هناك من يسافر إلى الناظور في نهاية الأسبوع فقط من أجل تناول الأسماك هناك بفضل جودتها الممتازة وسعرها المناسب. وبسبب الطلب الواسع على الأسماك المغربية، يضطر حميدة إلى التنقل إلى الناظور لاقتناء الأسماك ونقلها إلى مليلية عبر ألميرية، حيث يستغرق الأمر ما بين يوم ونصف ويومين، على عكس ما كان عليه الأمر في السابق، حيث كان التجار، وفق المتحدّث ذاته، يستيقظون في السادسة صباحًا ويقصدون مزاد بني أنصار وفي الساعة التاسعة أو التاسعة والنصف تكون الأسماك "طازجة" رهن إشارة الزبائن.