أفرجت السلطات الإيرانية بشكل مؤقت ولأسباب صحية، عن المخرج محمود رسول آف الموقوف منذ أشهر، على ما أفادت محاميته الأربعاء وكالة فرانس برس. وأوقف رسول آف (50 عاما) الفائز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين، في الثامن من يوليوز بعد تأييده تظاهرات شهدتها مدن إيرانية عدة في أعقاب انهيار مبنى بجنوب غرب الجمهورية الإسلامية في ماي. وفي أعقاب الحادثة التي أودت بحياة أكثر من 40 شخصا وتعد الأسوأ في إيران منذ أعوام، أصدرت مجموعة من السينمائيين يتقدمهم رسول آف، رسالة مفتوحة دعت فيها قوات الأمن إلى "إلقاء أسلحتها" في مواجهة غضب الناس جراء "الفساد والسرقة وعدم الكفاءة والقمع". وقالت المحامية مريم كيان إرثي "تم تعليق احتجاز موكلي لأسبوعين لأسباب صحية، وأفرج عنه السبت". وأضافت لفرانس برس إن المخرج "ترك حاليا المستشفى ويتعافى في منزله"، من دون أن تحدد تفاصيل ظروفه الصحية. وفاز رسول آف بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين 2020 عن فيلمه "لا وجود للشيطان"، لكنه لم يستطع التوجه إلى ألمانيا بعدما صادرت السلطات الإيرانية جواز سفره إثر فيلمه السابق لعام 2017 بعنوان "رجل نزيه" الذي عُرض في مهرجان كانّ وحصل على جائزة في فئة "نظرة ما". وأتى الإفراج عن رسول آف في وقت تشهد إيران منذ 16 شتنبر، احتجاجات إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها من جانب شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية. وقتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كما تم توقيف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءا كبيرا منها "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" الجمهورية الإسلامية. وكانت السلطات أوقفت في يوليوز أيضا، المخرج المعارض جعفر بناهي، أحد أبرز الأسماء في السينما الإيرانية المعاصرة. وأفادت وسائل إعلام محلية أن بناهي أوقف بعد حضوره الى النيابة العامة لمتابعة قضية رسول آف.