خلق عرض الفيلم الوثائقي "زوايا الصحراء.. زوايا الوطن"، لمخرجته مجيدة بن كيران، جدلا واسعا في الأقاليم الجنوبية للمملكة بسبب شهادة المؤرخ الجيلالي العدناني التي اعتبرتها شريحة واسعة من المجتمع الصحراوي إساءة لأحد رموز المنطقة ولمكون من مكوناتها الكبيرة. وفي هذا الصدد، كشف مصدر مطلع لجريدة هسبريس الإلكترونية أن وزارة الثقافة والاتصال والشباب أعفت بشكل مباشر المدير بالنيابة للمركز السينمائي المغربي على خلفية تداعيات الطعن في شرف إحدى القبائل الصحراوية، قبل الإعلان عن فتح مباراة الترشح لمنصب مدير المركز السينمائي. وأشار المصدر ذاته إلى أن اجتماعات المكون القبلي المُساء إليه قد خلصت إلى رفع دعاوى قضائية ضد المركز السينمائي المغربي ومخرجة الفيلم الوثائقي "زوايا الصحراء .. زوايا الوطن"، وضد المؤرخ الذي جاءت على لسانه الإساءة خلال عرض الفيلم. وأضاف المصدر عينه، الذي آثر عدم ذكر اسمه، أن عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، قد أعطى تعليماته لإلغاء التظاهرة بشكل كامل لما قد تسببه من حساسيات قبلية خطيرة على المنطقة. وكان المركز السينمائي المغربي أصدر بلاغا أعرب من خلال عن شجبه الواضح ورفضه القاطع واستنكاره العلني لفيلم "زوايا الصحراء.. زوايا الوطن"، بالخصوص، ولأي عمل لا يحترم الثوابت والوقائع التاريخية اللازمة في الأعمال الوثائقية مهما كانت التبريرات المقدمة من طرف صناعه، موردا أنه ارتأى عدم تنظيم حفل توزيع الجوائز بعد اختتام فعاليات المهرجان كاملة والاكتفاء بالإعلان عن نتائج مداولات لجنة التحكيم في وقت لاحق. وأضاف البلاغ أنه "انطلاقا من هذا الوضع، يتضح أن منظومة الدعم العمومي للشريط الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني المحدثة سنة 2015، لم تعد تستجيب للأهداف المتوخاة منها". وأعلن المركز السينمائي المغربي أنه "سينكب في أقرب الآجال على إعداد تصور شامل لإصلاح هذا الصنف من الدعم وآليات وضوابط اشتغال لجنة الدعم، وكذا التظاهرات المخصصة لعرض الإنتاجات المنبثقة عنه، بما فيها مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني".