حملت تنسيقية للمهنيين العاملين في قطاع السينما بالصحراء، الاثنين، مسؤولية الإخفاق في رصد مس بشخصية صحراوية في فيلم وثائقي، إلى المركز السينمائي المغربي، بعدما عُرض في مهرجان "الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني"، في مدينة العيون، وأدى إلى إلغاء المهرجان برمته. هذه التنسيقية كانت ترد في بلاغ، على المركز السينمائي المغربي الذي قرر مراجعة الدعم العمومي الممنوح لأصحاب الأشرطة الوثائقية في الصحراء، بعد تضمن الشريط الوثائقي "زوايا الصحراء، زوايا وطن"، لادعاءات تمس بشخصية صحراوية بارزة في تاريخ هذه المنطقة. الفيلم الوثائقي لمخرجته مجيدة بن كيران ومن إنتاج شركة FAN PROD، وكان الشخصية الصحراوية، الشيخ سيدي أحمد الركيبي، أحد موضوعاته. ولقد دعت هذه التنسيقية إلى سحب هذا الفيلم ومنع عرضه بشكل نهائي، وكذلك سحب رخصة الإنتاج من الشركة المنتجة للفيلم وحرمانها من الاستفادة من أي دعم مستقبلا. وسحب بطاقة الإخراج من مخرجة الفيلم الوثائقي. مهنيو السينما في الصحراء، يزعمون أن الدورة التي جرى إلغاؤها من لدن السلطات المحلية بسبب هذا الشريط، هي "الوحيدة التي لم يتم تشكيل لجنة لانتقاء الأفلام السينمائية المشاركة في المسابقة"، ما تسبب وفق المصدر نفسه، في "الانزلاق الخطير الذي وقع في هذا الفيلم وغيره"، ويعتبر أن ما حدث "مسؤولية مباشرة للمركز السينمائي المغربي". وبينما قال بلاغ المركز السينمائي إن لجنة دعم مستقلة ضمت ممثلا عن الثقافة الصحراوية الحسانية وافقت على الشريط دون أن تثير أي ملاحظة، رد مهنيو السينما بالصحراء بالقول إن هذه اللجنة التي تضم أحد عشر عضوا "تتخذ قرارات الدعم بشكل جماعي وبناء على مداولات وليس وفق رغبة أحادية للعضو المذكور". مؤكدين أن لجنة الدعم "تبت في سيناريو مشروع الفيلم الوثائقي فقط، وتبقى الموافقة على مضامينه والترخيص بعرضه في القاعات السينمائية والمهرجانات من مهام لجنة التأشيرة وهو اختصاص حصري لمصالح المركز السينمائي المغربي". ويتخوف مهنيو السينما بالصحراء من أن يكون الحادث سببا في "الإجهاز على صندوق دعم الأفلام الوثائقية حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني الذي رأى النور قبل سبع سنوات فقط، وحقق إشعاعا كبيرا للثقافة الحسانية، وأفرز جيلا من المبدعين والمخرجين والتقنيين الذين توجت أفلامهم في مهرجانات وطنية ودولية".