انطلقت، الإثنين بالناظور، الدورة الحادية عشر للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة، تحت شعار" لنعد إنارة النجوم"، احتفاء ب"بناة السلام العالمي، والعيش الإنساني المشترك وبالتجارب الناجحة في الإنصاف والمصالحة، وحفظ كرامة الإنسان". وأعطى مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلم –الجهة المنظمة للمهرجان- انطلاقة الدورة التي حملت اسم "الحاج محمد البوكيلي" نظير ما قدّمه للمدينة والمنطقة، في أحد الفنادق المصنّفة بالناظور، بحضور شخصيات فنّية وثقافية وسياسية. وخلال الحفل ذاته، كرّمت إدارة المهرجان جهة الأندلس الإسبانية، إلى جانب فعاليات بصمت على إنجازات في مجالات عدّة من بينها، فضيلة لعنان، وزيرة سابقة للثقافة في بلجيكا من أصول مغربية، والمخرج والمنتج المغربي أحمد المعنوني، والممثل الإسباني ماريانو بينيا والممثلة المغربية ذات الأصول الريفية سميرة المصلوحي. وفي كلمة ترحيبية، قال عبد السلام بوطيب، رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، "لا أحد يمكن أن ينكر أن السينما والفنون عامة، ساهمت في إعطاء الأشياء دلالتها الحقيقية". لذلك، يضيف بوطيب، "تندرج هذه الدورة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة في سياق خاص مرتبط بالعواقب الصحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لوباء كوفيد-19، واقتناعا من إدارة المهرجان على المساهمة في تقديم اجابات للقضايا التي أثرت على السينما وفنون والإبداع والعدالة الاجتماعية بسبب هذه الوباء وما تلاه". واعتبر أن المهرجان "بات بالفعل حدثا ثقافيا لا يفوت على الساحة السينمائية الوطنية والدولية، حيث يساهم في تطوير الإبداع الفني والثقافي من خلال البرمجة الموضوعاتية، ويعلي من شأن قضايا حقوق الإنسان وثقافتها، والديمقراطية والصيغ المثلى لممارستها واستيعاب ثقافتها، والعيش المشترك وطرق بنائه السليم". وتعرف هذه الدورة مشاركة 35 عملاً سينمائياً، تنقسم إلى ثلاث أصناف وهي الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية، ثم الأفلام الأمازيغية، مع حضور خاص للأعمال الاسبانية ولاسيما الأندلسية منها، تكريما لهذه المنطقة وساكنتها، "التي تجمعها بالمغاربة عامة، وساكنة الناظور، عمق العلاقات المغربية الاسبانية". وفق الجهة المنظمة للمهرجان. وينتمي مخرجي الأفلام المشاركة في الدورة الى كل من، إسبانيا، وكوبا، والمكسيك، وتونس، والعراق، والأرجنتين، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، وغواتيمالا، وفلسطين وإسرائيل، وأرمينيا، ومصر، وأوكرانيا وبلجيكا والمكسيك، والمغرب. وكان حفل افتتاح هذه الدورة من المهرجان، مناسبة لتوقيع اتفاقية شراكة بين مجلس المدينة ومركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، سيضع المجلس بموجب هذه الاتفاقية قطعة أرضية واسعة رهن الشركاء لبناء قاعة سينمائية بمواصفات مهنية دولية، ثم اتفاقية شراكة بين جامعة محمد الأول بوجدة وكلية متعدّدة التخصصات بالناظور وجامعة غرناطة الإسبانية لتسهيل متابعة طلبة مغاربة دراساتهم العليا في الجامعة الإسبانية. وعلى مدى أسبوع، وضعت إدارة المهرجان برنامجاً غنياً بالأنشطة الثقافية والفكرية، حيث سيتم تنظيم ندوتين دوليتين، تناقش الأولى موضوع "المغرب، إسبانيا وأمريكا اللاتينية: الديبلوماسية الموازية في خدمة السلام العالمي"، فيما تهتم الثانية بموضوع: "السينما بين الذاكرة و التاريخ و السياسية"، ثم لقاء يجمع الفعاليات النسائية المشاركة في المهرجان بالفعاليات النسائية المحلية بعنوان: "نساء على أجنحة الحلم"، إلى جانب عرض الأفلام المشاركة طيلة أيام المهرجان.