بعد 120 دقيقة وضربات ترجيح شدت أعصاب وأنظار الملايين عبر العالم، استأثر تأهل المنتخب المغربي لكرة القدم إلى ربع نهائي كأس العالم 2022 المتواصلة في الملاعب القطرية إلى غاية 20 دجنبر الجاري؛ بعد تغلبه، مساء الثلاثاء، على المنتخب الإسباني بضربات الترجيح (ثلاثة لصفر)، باهتمام بالغ لمختلف وسائل الإعلام الدولية، التي احتفت ب"ليلة القبض على الماتادور الإسباني وإقصائه". صحيفة "ليكيب" الفرنسية، المتخصصة في الشؤون الرياضية، عنونت بالخط العريض على صدر صفحتها الأولى "جواهر مغمورة بالفرح"، مرفوقا بصورة للظهير الأيمن أشرف حكيمي، بعد نجاحه في آخر ركلة ترجيح، وهو يحتفل مع اللاعبين عبد الحميد صابيري ويحيى عطية الله. وأضافت في تعليق مرفَق بالصورة: "أحدث المغاربة ضجة فرح كبيرة، أمس، بإقصائهم إسبانيا بعد ركلات الترجيح المثيرة. وسيواجهون البرتغال يوم السبت، في أول مشاركة لهم في ربع النهائي". وعنونت أحد مقالاتها خصصتها لانتصار "رفاق أشرف حكيمي": بعد التمريرات، الطريق المسدود "Après les passes, l'impasse"؛ في إشارة منها إلى أن عدد التمريرات وطول امتلاك الكرة التي ميزت معظم فترات المقابلة لم تعطِ أكلها، دون أن تغفل إرفاق المقال بصورة لتسديدة قوية من اللاعب الإسباني صابورا ارتطمت بالقائم الأيمن للحارس بونو ويتحول مسارها خارج الملعب. "بأسلوبها المتميز بمصادرة الكرة أكثر وقت ممكن ومضاعفة نسبة الاستحواذ على الكرة، لم يكن منتخب إسبانيا خطيرا بما فيه الكفاية؛ ما جعله يودع المونديال، مرة أخرى، من باب دور الثمن"، تسجل "ليكيب" مؤكدة تفوق "أسود الأطلس" بعد مواجهة إسبانيا بطريقة لعبها الخاصة، مشددة على أن "فريق وليد الركراكي وصل ربع نهائي كأس العالم بشكل غير مسبوق في التاريخ الكروي لبلاده". وحظي ياسين بونو، حارس "عرين الأسود"، بقسط وافر من الإشادة والثناء من طرف أغلب الصحف والمنابر الإعلامية العالمية، بعدما نجح في التصدي لركلتيْ ترجيح من أصل 3 للمنتخب الإسباني. وأكدت "ليكيب": "في إسبانيا، لم يتم انتظار أن يغادر منتخب "لاروخا" منافسات كأس العالم حتى نستكشف قدرات وإمكانيات الحارس الذي سبق له الظفر العام الماضي بجائزة "زامورا" المرموقة لأفضل حارس مرمى في "الليغا" الإسبانية، بعد تلقيه أقل عدد من الأهداف خلال الموسم الكروي". من جهتها، أبرزت صحيفة "نيو تايمز" الرواندية تفرد المنتخب المغربي لكرة القدم باعتباره "البلد الإفريقي الوحيد الذي يحفل بتاريخ كبير في مسار منافسات كأس العالم"، مشددة على أن "المغرب هو رابع فريق إفريقي يصل إلى ربع نهائي المونديال، بعد كل من الكاميرون في 1990 والسنغال 2002 وغانا عام 2010". وعددت "نيو تايمز"، حسب ما اطلعت عليه هسبريس، "سبع لحظات صنع من خلالها المغرب التاريخ في كأس العالم"، مشيدة بنجاعة المدرب المغربي وليد الركراكي ك"أول مدرب إفريقي يصل إلى ربع نهائي كأس العالم مع منتخب إفريقي"، لافتة إلى أنه إنجاز يتمثل في أنه "أول دولة إفريقية تتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم بركلات الترجيح"، بعد أداء رائع من دولة إفريقية تتصدر مجموعاتها في الدور الأول بكأس العالم (المكسيك 1986، وقطر 2022). "إنها صدمة تسبب فيها المغرب في كأس العالم"؛ هكذا علقت أيضا الجريدة اليومية البريطانية العريقة "The Daily Mirror"، مضيفة أن فوز الأسود في دور الستة عشر "لم يكن أبدا مفاجأة للمهاجم سفيان بوفال"، إذ توقع نجم الدوري الإنجليزي الممتاز السابق "مفاجأة كأس العالم أمام إسبانيا قبل ثلاثة أشهر". وأورد المنبر الإعلامي البريطاني تصريحات بوفال بعد فوزه على إسبانيا: "في كرة القدم، هذا أفضل يوم في حياتي". "اليوم، صنعنا التاريخ. يمكننا أن نرى سعادة المواطنين، وعائلاتنا. اليوم مذهل لا أستطيع وصفه بأمانة. اليوم يومٌ تاريخي"، مضيفا: "المشجعون المغاربة هم الأفضل في هذه البطولة. نستمد منهم الكثير من القوة. إنهم الرجُل واللاعب الثاني عشر". وكتبت "ذي دايلي ميرور" معلقة: "انتصر المنتخب الشمال إفريقي بركلات الترجيح بعد تعادله 0-0 طيلة 120 دقيقة. فشل فريق المدرب لويس إنريكي في تسجيل ركلة جزاء واحدة، حيث أنقذ الحارس ياسين بونو شباك بلاده من هدفيْن ليساعد المغرب على الفوز بركلات الترجيح 3-0". كما نقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، في روبورتاج مطول، "مشاهد الفرح" الذي غمر مغاربة فرنسا في مختلف المدن الفرنسية، لاسيما العاصمة باريس، بمجرد صافرة الحَكم، واصفة أن الاحتفالات التي عمت طوال الليلة تضمنت ابتهاج حشود من أنصار "أسود الأطلس" في كل أنحاء فرنسا، ولا سيما في المنطقة الباريسية التي تعرف "كثافة في الجالية المغربية" بعد التأهل التاريخي للمغرب إلى ربع النهائي.