نجح المنتخب المغربي في تدوين فصل تاريخي جديد للكرة العربية في نهائيات كأس العالم، إذ تأهل لأول مرة للدور ربع النهائي، بعد الإطاحة بمنتخب إسبانيا، أحد المرشحين للقب. وحافظ أسود الأطلس على نظافة شباكهم لمدة 120 دقيقة، قبل أن تحملهم ركلات الترجيح (3-0) وتألق الحارس ياسين بونو لدور الثمانية، في مونديال قطر 2022. وينتظر المنتخب المغربي في الدور ربع النهائي المتأهل من لقاء البرتغال وسويسرا. وعلى وقع الإنجاز المغربي والصدمة الإسبانية غيما يلي.. أبرز الرابحين والخاسرين من مباراة المنخبين في ثمن النهائي. الرابحون سفيان بوفال استعاد بوفال ثقة مدربه بعد أدائه غير المقنع في دور المجموعات، إذ نجح اليوم ضد لاروخا في كل مراوغاته، وربح كافة النزالات الثنائية. كما تمكن من تحجيم دور ماركوس يورينتي الذي اختاره المدرب لويس إنريكي في مركز الظهير الأيمن، إذ منعه بوفال من التقدم، فغادر الملعب بعد ساعة من اللعب، تحت وقع تصفيقات حارة من أنصار المغرب في ملعب المدينة التعليمية. وقدم بوفال واحدة من أفضل مبارياته مع الأسود هذا العام، بشهادة الركراكي نفسه، وفقا لتصريحاته بالمؤتمر الصحفي. وليد الركراكي كسب المدرب المغربي التأهل وقلوب المغاربة وتحول لأسطورة في وقت قصير، بعدما سجل إنجازا تاريخيا غير مسبوق كأول مدرب عربي ومغربي وأفريقي يبلغ الدور ربع النهائي في تاريخ كأس العالم. وقاد الركراكي منتخب المغرب لإنجاز رقمي آخر غير مسبوق يتمثل في تسجيل الانتصار الثالث من أصل 4 لقاءات (3 انتصارات وتعادل) خاضها في هذه النسخة المونديالية بالمجموعات وثمن النهائي. كما جمع هذه الانتصارات بأداء رائع، مستفيدا من الأجواء العائلية المحيطة بالأسود في كافة المباريات، سواء خارج مقر الإقامة أو في التدريبات. ياسين بونو عانى حارس الأسود وإشبيلية وضعا صعبا أمام بلجيكا بسبب الإعياء المفاجئ، مما تسبب في استبعاده قبل ضربة الانطلاقة، إلا أنه عاد أمام كندا، فتلقى هدفا عكسيا عبر زميله نايف أكرد، هو الوحيد بشباك الأسود في هذا المونديال. ورغم ارتكابه بعض الهفوات خلال المباراة على مستوى تمرير الكرة، إلا أنه استطاع أن يستحوذ على الإعجاب في ركلات الترجيح أمام إسبانيا، ليلحق بحارس كرواتيا الذي تصدى ل 3 ضربات أمام منتخب اليابان، ليبرهن بونو على أحقيته بجائزة زامورا كأفضل حارس بالدوري الإسباني في الموسم الماضي. الخاسرون لويس إنريكي بدا أن مدرب إسبانيا لم يقرأ منتخب المغرب جيدا كما ينبغي، إذ اعتمد تشكيلا لم يزعج المغرب خلال الشوط الأول، سوى بتسديدة واحدة، وهو رقم سلبي لم يسجله لاروخا منذ مونديال 1966. ولم يقو إنريكي على فك شفرات وليد الركراكي الدفاعية، وانهار أمام سطوة الأسود، وتكتيكهم الصارم، الذي درسه المدرب المغربي بإحكام وترك الكرة للإسبان ليستحوذوا على الكرة دون إزعاج مرمى بونو. وليد شديرة خسر شديرة كثيرا بعدما دافع عنه الأنصار ليلعب مكان عبد الرزاق حمد الله، إذ لم يكن موفقا أمام إسبانيا اليوم، وأهدر 3 انفرادات صريحة بمرمى الحارس أوناي سيمون، وتسبب في معاناة جماهير الأسود بسبب رعونته أمام المرمى الإسباني، فضيع فرصا سهلة كانت كفيلة بحسم المباراة قبل ركلات الترجيح.