تعثرت الرحلة الجويّة الرابطة بين مطاري محمّد الخامس وشْخِيبُول الدوليّين، التي كان من المترقب أن تقلّ 175 راكبا من الدّار البيضاء نحو أمستردَام زوال أمس، في إقلاعها.. ولم يفلح دافعو أثمان الاستفادة منها في الارتفاع عن أرضية "مطار النواصر" ولو بسنتيمتر واحد، وهذا بالرغم من استغراق هؤلاء ل10 ساعات من أعمارهم بمنشأة الملاحة الجوية الدولية، منها 6 ساعات ونيف وسط طائرة البوينغ 800-737 التابعة لTransavia.. الشركة الضامنة للرحلة والمحصّلة لأموال خدمتها غير المنجزة. بما أنّ ذات الشركة تحرص على تضمين توثيقات حجوزات السفر على متين رحلاتها ملاحظات تطالب المسافرين بالحضور إلى منطقة التسجيل قبل ساعتين ونصف من أي رحلة والجة خطوطها، فإنّ الركاب ال175 الذين يعنيهم التنقل الجوي HV5750 كانوا بالمحطة الثانية من مطار محمّد الخامس قبل الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم السفر المحدد توقيته بحلول الواحدة وعشر دقائق بُعَيْد الزوال.. الجميع أودعوا أمتعتهم في الوقت المحدّد واصطفّوا أمام بوابة الإركاب A10 ترقبا للانتقال صوب الأراضي المنخفضة. عند مرور نصف ساعَة على منتصف النهار، وهو التوقيت المحدّد للإركاب من طرف Transavia، أشارت سبورة الإرشادَات إلى تأخير الرحلة ساعة كاملة، كأقلّ تقدير.. فالطائرة لم تكن قد حلّت بمطار محمّد الخامس بعد.. لكنّ المركبة التي أخلفت ميعادها لم تحرج المسؤولين عنها بإفراط وقتها، خاصّة وأنّ همسات المنتظرين كانت قد بدأت تتعالى بالانتقادات، وما أن حطّت ال800-737 وأفرغت حمولتها حتّى ضمِنت تواجد كل المسافرين على متن "رحلة الذهاب" بداخلها.. وذلك قبل الموعد المعدّل. "هنَاك عطب تقني يمنعنا من التحليق، سيتمّ إرجاعكم لبهو الاستقبال بالمطار إلى حين البتّ في الأمر".. هذه هي الرسالة الصوتية التي حرص على تعميمها قبطان طائرة Transavia للرحلة HV5750.. وأمام استفسارات الفضوليّين ال175 عُدّل مضمون "المكاشفَة" إلى: "انتظارِ تعليماتِ المسؤولين بمطار شخِيبُول" ثمّ: "التريث بإلى حين فحص التقنيّين للطائرة بدقّة" ثمّ غيرها من الرسائل التي بقيت تتردّد من مقصورة الطيار إلى أن أعلن عن "تدخّل مباشر من تقنيّي لاَرَام لإصلاَح العطب". وبمَا أنّ الطاقم الهولنديّ لذات الناقلة الجوية يؤمن بكون "مصائب المسافرين من ورائِهَا فوَائدُ"، لم تتردّد المضيفات في عرض "البُوفِيه" الذي تلقّت عوضا عنه بالأورُو لقاء كل قطرة مَاء وكسرة خبز.. ففِي الحين الذي كان "المرمّمُون" يشتغلون أسفل الطائرة، كانت "مَائدة Transavia" تبيع ما تحمله للعطشَى والجوعَى بعد أن قضُوا داخل المركبة ثلاث ساعات.. ومن احتجُّوا على هذا التعاطي، باعتبار وثيقة الحجز تضمن للمسافرين الاستفادة من "إطعام مجانيّ" عقب التأخر لثلاث ساعات، وُوفُوا بمَا رغِبُوا بعيدا عن أعين المؤدّين. بعد 5 ساعات وبضع دقائق من الالتزام بمقاعدهم، شرع المسافرون في تبادل عبارات الشكّ في قدرة الرحلة HV5750 على الوصول صوب مطار شْخِيبُول الدّوليّ.. وبما أنّ جمع ال175 لا يلمّ المكتفين بالهمسات، أخذ بضعة أفراد في فقدان أعصابهم.. وأذكى كل ذلك متاعب بدنية أخذت تلوح على راكبين يعانون من متاعب صحيّة.. لتتطوّر الأمور إلى ملاسنات لم يفلح في تغييبها الإعلان عن إصلاح العطب وجاهزية الإقلاع.. ولا حضور عناصر الدرك لتلافي الانفلاتات.. وتعاطيا مع هذه المشاحنات ارتأت الشركة، بحضور "عقلاء التدبير" إلغاء رحلتها، معلنة للراكبين "عدم الرغبة في السهر على سفر وسط جوّ مشحون"، مفضّلة نقل الجميع نحو فندق بجوار مطار البيضاء على أساس استئناف الرحلة صباح اليوم الموالي. جدير بالذكر أنّ مشاكل Transavia مع زبنائهَا قد تفاقمت مؤخّرا، وقد سبق لمسافرين على متن ذات الرحلة، قبل 10 أيّام، أن طالهم الاستياء من مستخدمين مكلفين بالإركاب وآخرين لمراقبة الحقائب.. حينها تم منع 10 أفراد من ولوج الطائرة بداعي عدم وجود أسمائهم في النظام الإلكتروني للشركة بالرغم من توفرهم على تذاكر إلكترونية مدفوعة الثمن مسبقا، وقال بعض هؤلاء لهسبريس، وقتها، إنّه قد جرى تعنيفهم بالاعتماد على كلمات نابية قبل أن يتم السماح لهم بالاستفادة من الرحلة التي أدوا ثمنها وقرنوا مصالحهم بتوقيتها.