اضطر ركاب مسافرون قادمون من مطار شخيبول الهولندية نحو مطار الشريف الإدريسي بمدينة الحسيمة لقضاء اثني عشر ساعة ببرشلونة الإسبانية، وذلك بعد أن ركبوا طائرة تابعة لشركة ترانسافيا في الساعة السابعة بالتوقيت المعتمد بالمغرب، في رحلة كان يقدر أن تستغرق أربع ساعات تحولت إلى ست عشرة ساعة، في ظروف تم وصفها بالصعبة تغيب فيها أبسط شروط احترام المسافرين وتوفير حاجياتهم . بداية هذه المحنة انطلقت بعد أن عثر طفل كان على متن تلك الطائرة، أثناء لعبه على آلة تصوير مربوطة بشريط لاصق على علبة تحت كرسي، إذ أثارت هاته الأخيرة استنفار المسؤولين عن الطائرة الذين قرروا أن يهبطوا بمطار برشلونة اضطراريا بعد أن أبلغوا بما وجد على متنها، وتلقوا أمرا بضرورة تفتيش الطائرة والتأكد من سلامتها قبل إتمام الرحلة إلى الحسيمة. وعند هبوط ركاب الطائرة بمطار برشلونة في الساعة التاسعة بتوقيت المغرب، كانت في انتظارهم حافلتان أقلتهم إلى مكان مجهول خارج المطار، إذ بدأت هناك أطوار التحقيق مع الركاب المسافرين من طرف محققين ورجال الشرطة، حيث أنكر جميع المتواجدين على متن الطائرة ملكيتهم لذات العلبة . وتم خلالها كذلك تفتيش جميع الحقائب بعناية فائقة لمدة دامت سبع ساعات في ظروف أقل ما يقال عنها أنها كارثية، فحرم المسافرون الذين كانوا من بينهم عجزة وأطفال من الشرب والأكل، رغم حاجتهم لذلك نظرا لظروف الصيام والحالة الصحية لبعضهم ، ظروف أقل ما يقال عنها أنها كارثية . ولم ينته التحقيق إلا بعد الساعة الرابعة، حيث تمت إعادة المسافرين إلى مطار برشلونة، حينها ناولوهم المياه المعدنية والمشروبات، ومع الساعة السادسة أعطوهم أكلات منتهية الصلاحية، ولم تأت الطائرة التي ستقلهم إلى مدينة الحسيمة حتى الساعة التاسعة صباحا، أي بعد اثني عشر ساعة قضوها ببرشلونة، في غياب تام لأبسط الحاجيات والضروريات واحترام المسافرين . وقد اتهم الركاب المسافرون شركة ترانسافيا باللامبالاة والاستهتار اللذين صدرا من طرفها، وحرمانهم من أبسط الحقوق التي يجب مراعاتها، وتحمل الشركة مسؤولية ما وقع نظرا لعدم تفتيش الطائرة قبل إقلاعها، والتي كانت تحمل ركابا قادمين من تركيا إلى هولاندا، إذ لم تعاين الطائرة بعد نزولهم. كما استنكر ذات المسافرين الطريقة التي تمت بها معاملتهم بمطار برشلونة، بحيث تم حرمانهم من المأكل والمشرب بسبب عدم تصريح الشركة للمسؤولين بالمطار بالموافقة على إمداد ركابها بما يحتاجونه، وسيتخذ المسافرون إجراءاتهم ويقدمون شكاياتهم فو رجوعهم إلى الديار الهولندية.