اختتمت، ليل أمس الأحد بمداغ، في إقليمبركان، فعاليات الدورة السابعة عشرة من الملتقى العالمي للتصوف الذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة "الملتقى"، بشراكة مع المركز الأورو متوسطي لدراسة الإسلام اليوم. وتوّجت الدورة، التي نُظمت هذه السنة حضورياً بالكامل إلى جانب صيغة رقمية بثت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بتوقيع اتفاقية شراكة بين مؤسسة "الملتقى" ومؤسسة "المدينة" بولاية جورجيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تروم تبادل الخبرات في التكوين والدبلوماسية الروحية. وفي تصريح لهسبريس قال منير القادري بودشيش، مدير مؤسسة الملتقى، إن هذه الدورة تميّزت بحضور حوالي 70 عالما وأستاذا جامعياً، سواء من المغرب أو خارجه، كما عرف جانبها الرّقمي مشاركة أكثر من 90 متدخلا من جميع القارات، وأضاف: "بعد الوصول إلى نهاية هذه الدورة نؤكد أنها كانت متميزة من حيث المضمون والمواضيع التي تم تدارسها، والتي من أهم مقاصدها ربط العلم بالعمل في زمن تفشّت ظاهرة القول بلا عمل". إلى ذلك، خرج المشاركون في أشغال هذه التظاهرة العالمية بست توصيات تدعو إلى "ضرورة إعداد برامج إعلامية هادفة لتسليط الضوء أكثر على الدور الحيوي والجوهري الذي تضطلع به الطرق الصوفية الأصيلة، التي ترسّخ بطبيعتها العملية السلوكية روح العمل والقيم الإيجابية البناءة المنخرطة في المشاريع التنموية، وذلك تجاوزا للصورة النمطية المغلوطة التي تقدم التصوف على أنه انعزال وانزواء وضرب من السلبية والانطوائية". كما أوصى الملتقى ب"إنشاء رابطة صوفية تضم كبريات الطرق الصوفية المغربية، بهدف بثّ روح الأخوة ولمّ الشمل وتوحيد الجهود، خدمة لثابت السلوك في بعده الوحدوي، ثم ربط الصلة مع الأقطار التي شهدت حضورا وإشعاعا واسعا لهذه الطرق، خاصة في إفريقيا، والتأكيد على أن التصوف مبني على العمل وإتقانِه ارتباطا بالعلم وحُسن المقصد، وقوة اقتراحية يتعيّن أخذه بعين الاعتبار في كل المشاريع التنموية والإصلاحية". ومن بين توصيات الملتقى العالمي للتصوف كذلك التشديد على "ضرورة إدراج البعد الروحي العملي وإفساح المجال له بشكل كبير في البرامج التعليمية ومجال التكوين المهني، تحصينا للمتعلمين وترسيخا لروح المبادرة الإيجابية، خاصة في مجال المقاولة والمشاريع التنموية، وتسليط الضوء على كبار أعلام التصوف السُّني العملي الذين رسّخوا بسلوكهم روحَ العمل الديني الأصيل الجامع بين الجانب التعبُّدي ومقتضيات العيش المبني على أُسس التضامن والتكافل والرحمة والمحبة". كما دعا المشاركون في الملتقى إلى "ضرورة العناية بالتراث الصوفي القادري جَمْعا وتحقيقا ودراسة، والتنسيق التواصلي بين الطرق ذات المشرب القادري بيانا وتثمينا لما أسهم به هذا المشرب، إلى جانب باقي المشارب الصوفية الأخرى، في ترسيخ معالم التديُّن الأصيل وتنزيله في العديد من ربوع العالم عامة وفي القطر الإفريقي خاصة". واختتمت فعاليات الدورة السابعة عشرة من الملتقى برفع برقية الولاء والإخلاص إلى الملك محمد السادس، تلاها مدير الملتقى، الدكتور منير القادري.