تعود طموحات سكان مدن جوار سبتة ومليلية في فتح أبواب الثغرين المحتلين إلى الانتعاشة، عقب لقاءات مغربية إسبانية رسمية قادها وزير الخارجية المغربي بمعية نظيره الإسباني. وعلى الرغم من أن مضامين اللقاء المعلنة حاليا اكتشفت بالإشارة إلى السماح بحركية البضائع فقط، فإن طموح دخول المواطنين كذلك يدب في نفوس السكان لاستعادة بريق اقتصادي سابق، كما أن ثلاثة آلاف من العمال القانونيين بالثغرين لم يتمكنوا من الالتحاق بسبب غياب التصريحات من أرباب العمل. وتضم سبتة، وفقا لآخر الإحصائيات النقابية، ستمائة عامل مغربي قانوني؛ فيما تنتظر ثلاثة آلاف من العمال الآخرين فرصة الدخول من أجل البحث عن عمل مفقود، بسبب التكاليف الإضافية التي أقرتها حكومة مدريد على أرباب العمل فيما يخص الأجور والتقاعد. ويستفيد العمال من بطاقة "الباصي فرونتيريسو"، وهي التي تضمن لهم العمل القانوني داخل سبتة ومليلية. ومبدأها الرئيسي هو السماح بالاشتغال داخل الثغرين دون حق في الإقامة، إذ يعودون إلى مدن الجوار بنهاية الدوام. واتفق المغرب وإسبانيا، أمس في نيويورك، على مرور البضائع عبر المراكز الجمركية البرية، اعتبارا من يناير المقبل، وفق ما أعلنه وزير الخارجية الإسباني في تصريحات صحافية. وفي السياق ذاته كان المغرب قد منع، في مارس 2020، حركة البضائع عبر الجمارك جراء تفشي فيروس "كورونا". وبسبب الأزمة التي خلفها استقبال إبراهيم غالي، زعيم الجبهة الانفصالية، تقرر استمرار قرار المنع. شكيب مروان، الكاتب العام للعمال والعاملات المرخص لهم قانونيا بالعمل في سبتة ومليلية، قال إن السلطات لم تتواصل مع النقابة إلى حدود اللحظة بشأن تفاصيل العملية، مؤكدا أن فتح المعبر أمام مزيد من الحركية سينعش المنطقة بشدة. وأضاف مروان، في تصريح لهسبريس، أن التهريب المعيشي مرفوض وسبق للمغرب أن عبر عن ذلك بشكل صريح، مسجلا أن ثلاثة آلاف من العمال القانونين لم يلتحقوا بعد بشغلهم بسبب تخلف مشغليهم عن دفع كافة الواجبات المالية والتصريحات التي تفرضها السلطات الاسبانية. وأشار المتحدث إلى أن دخول هؤلاء سيجعلهم يبحثون عن فرص أخرى للعمل، وبالتالي انتعاشهم ماليا؛ وهو ما ينعكس مباشرة على أهلهم في المغرب والحركة التجارية في جوار المدينة، مشددا على أن السماح لسكان مدن الجوار عموما بالدخول إلى سبتة سيكون جيدا اقتصاديا. وبالنسبة للبضائع، قال مروان إنه إلى حدود الساعة لا تفاصيل بخصوص السلع المسموح أو الممنوع إدخالها. كما لم تكشف السلطات بعد عن الكمية المسموح بإدخالها، مشيرا إلى أن التهريب غير مقبول بسبب الصورة السلبية التي يقدمها للبلد. واعتبر مروان، ضمن التصريح ذاته، أن العديد من الحرفيين ينتظرون السماح لهم بالدخول، خصوصا المشتغلات في البيوت ومجالات السياحة وباقي المؤسسات وكذلك في التعليم. وزاد: "ما يقارب 300 أستاذ ينتظر فرصته للدخول من أجل تدريس التربية الإسلامية لأبناء المسلمين بسبتة".