يبدو مجرد شبح إنسان لا حول له ولا قوة..لا هو بالحي ولا بالميت..ضعفه البشري وهشاشة بنيته الجسدية لا تخطئهما العين، ووضعيته الحياتية تذرف لها المُقل..حياته كلها تُختزل في كأس حليب يرتشفه بمعاناة، بسبب صعوبة تحريك فكيه، وحفاظات تستبدلها له أمه الفقيرة كل يوم. عبد الواحد بديع، من دوار ميلف بضواحي مدينة ابن أحمد، شاب في ال21 من عمره، معاق حركيا بشكل كامل، وكفيف أيضا لا يُبصر، وُلد بإعاقته التي جعلت منه شخصا أشبه بحطام إنسان، زادت من تحطيمه ظروفُ أسرته الفقيرة التي ألْفت نفسها لا تكاد تسد حاجياتها المعيشية، فإذا بها تجدها أمام حالة إنسانية صعبة للغاية. ولعل شابا آخر سويا وطبيعيا، من أقران عبد الواحد وفي مثل عمره، يعيش في سلام مع جسده ومحيطه، يتابع دراسته الجامعية، ويأمل في تحقيق مستقبل يعد بالخير..لكن عبد الواحد غيْر أقرانه تماما؛ فلا تعليما تابعه، ولا مستقبلا رسمه في أحلام يقظته..فكيف يفعل وقد رأى النور أول مرة معاقا بمشاكل جسدية عويصة، لا تترك له مجالا للتحرك بلْهَ للكلام. عبد الواحد شاب لا كبقية الشباب..إنه رجل بحجم وقوة طفل صغير، لا يملك سوى فتح عينيه دون ضوء يرى به العالم الضيق الذي يحيط به، والتألم من الحالة التي يوجد عليها.. فليس شكله وإعاقته ما يُحزنه، فتلك إرادة الله وشأنه في خلقه يصورهم كيف يشاء، لكن الألم عندما لا يجد المسكين حتى مجرد اقتناء حفاظات له. والد الشاب، محمد بديع، يعمل مياوما في مجال البناء بمدينة الدارالبيضاء بعيدا عن ابنه المعاق، لعله يوفر لأسرته الفقيرة ما تقتات به، أما والدته فلا معين لها سوى الله، وهي تواجه معركة العناية بابنها ذي الاحتياجات الخاصة جدا، وترجو ممن يرى حالة ابنها أن يسعفها ولو بالقليل. أحمد اهريض، عضو في جمعية "ديما شباب للتنمية" بإبن أحمد، والتي تبنت أخيرا ملف عبد الواحد، قال في تصريحات لهسبريس أنه مُطلع على حالة الشاب المعاق حركيا، حيث إنه يستخدم حفاظتين من الحجم الكبير في اليوم الواحد، ما يعني أن علبة الحفاظات تنتهي في اجل لا يتجاوز خمسة أيام. أما أكله وشربه ونومه، فأوضح الناشط الجمعوي بأنه لا يستطيع الأكل بسبب مشاكل العظام والعجز عن تحريك فكه، وبالتالي فهو يكتفي بشرب السوائل والحليب فقط، إذ يستهلك حوالي لتر ونصف من الحليب كل يوم، وبالنسبة لأكله فيكتفي بشيء من "الكيكة" الرطبة التي يمكنه أن يبلعها بيُسر. عبد الواحد يعيش مع عائلته في وضع جد مزري، مما يتطلب تدخل أهل الخير والعطاء للتخفيف من معاناته، فهو ينقصه الكثير من اللوازم من ثياب وفراش وأغطية، وحتى الحفاظات، كما أن الفراش الذي يستلقي عليه جد متهرئ، وبنيته الجسدية لا تحتمل البرودة، وفوق كل هذا فحتى كرسي متحرك لا يتوفر عليه. عبد الواحد بأمس الحاجة إلى من يرأف قلبه لحاله.. فقط لا تتركوه يواجه لمفرده قهر الإعاقة ومصيبة الفقر معا. وأية زيارة له ستكون خير دعم له.. وللاتصال جمعية "ديما شباب للتنمية" 0662077232 - 0665090954، ووالد الشاب عبد الواحد: 0601565098.