يوجد الشاب حمدون مراد، في وضعية إعاقة حركية مطلقة يعاني منها مند أن جاء إلى هذه الدنيا.. حمدون الذي شب وترعرع في ظروف صحية غريبة تبعث عن الخوف، لا ينعم بتحريك يديه ولا رجليه. وللضرورة فوق الطبيعية المتحكمة فيه، فهو لا يغادر البيت للعب مثل أقرانه، إذ يبقى طريح الفراش في انتظار من يحركه أو يداعبه... مراد أصبح عمره اليوم عشرين سنة، كان من المفترض في مثل هذا العمر، أن يكون مستعدا لخوض غمار الحياة حرا ومستقلا كما هو الشأن بالنسبة لأنداده الأصحاء، إلا أن الإعاقة التي ابتلي بها وهي إعاقة معقدة تجعل من المستحيل أن يقوم بأدنى حركة سواء بيده أو بلسانه، وبالتالي يبقى محروما من تلبية أدنى حاجياته الضرورية في العيش، بمعنى آخر، الشاب حمدون رغم نمو جسده الذي أصبح ثقيلا، بقي كالرضيع يتكل على مساعدة أسرته التي عليها ليس فقط، أن توفر له الرعاية الصحية التي تبتدئ كل يوم بوضع «الحفاظات» والتنظيف، وهي عملية تتكرر كل ما كان في حاجة لقضاء حاجته الطبيعية أو أشياء طبيعية أخرى، بل وأيضا توفير ما يحتاجه من أدوية التي استهلك منها الكثير الكثير... فالأسرة، تقوم على تلبية كل متطلباته الضرورية لضمان استمراره على قيد الحياة، وتسهر على تأمين تنقلاته من هنا إلى هناك داخل البيت، حتى لا يكل ولا يمل ويصيبه الانزعاج فيبكي مثل الصبي الذي يحتاج لإثارة شفقة والديه... والد الشاب المعاق، عبد النبي حمدون القاطن ببلوك 14 الزنقة 11 الرقم 21 بالحي المحمدي بالدارالبيضاء والحامل للبطاقة الوطنية BJ 417982، زار مقر بيان اليوم، محملا بمجموعة من الوثائق والمستندات مرتبطة بإعاقة إبنه، يقول، إنه راسل دون جدوى مجموعة من الجهات المعنية بمجال الإعاقة وعلى رأسها وزارة التنمية والأسرة والتضامن سابقا، من أجل مساعدة ولده المعاق على الحصول على كرسي متحرك هو في أمس الحاجة إليه، لاسيما، وأن جسده صار ثقيلا، مما يعني معاناة متكررة للأسرة كلما احتاجت إلى حمله فوق «الكتف» من هنا إلى هناك سواء داخل البيت، أو إلى الخارج من أجل الترويح عليه. وليس هذا فقط يضيف حمدون، فولده يعاني من مرض «إم إم سي» أصيب به منذ ولادته مما تسبب له في الإعاقة المطلقة التي شكلت كابوسا مزعجا قضى على أحلامه وكبس كل متمنياته في قلبه دون أن ينطق بها..، تتطلب استعماله لأدوية مختلفة على الدوام. ويضيف، هذا الرجل بكلام يتوارد على وقع صوت مبحوح وحزين، انه فقد عمله بشركة كان يعمل بها قبل أن توصد أبوابها وتترك العمال عرضة للتشرد.. المشتكي يطلب من الجهات المعنية بمجال الإعاقة، جمعيات ومنتخبين ومؤسسات عمومية في المنطقة التي يسكن فيها، النظر إلى وضعية طفله المعاق الذي هو في حاجة للمساعدة.