يستمر الغموض بشأن موعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، بعد أن راج حديث مؤخرا عن زيارة مبرمجة في نهاية أكتوبر المقبل. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن عن زيارة مرتقبة إلى المغرب نهاية شهر أكتوبر المقبل، وفق ما صرح به شخصيا خلال زيارة إلى مهرجان "Touquet Music Beach Festival"، مباشرة بعد عودته من زيارة رسمية إلى الجزائر. هسبريس تواصلت مع قصر الإليزيه الذي أكد في رسالة مختصرة "احتمال أن يزور الرئيس الفرنسي المغرب"، مشددا على أنه "بالفعل هناك خيارات بخصوص هذه الرحلة المحتملة". وأضافت الرئاسة الفرنسية، في تصريحها لهسبريس، أنه "بخصوص الرحلة المحتملة لرئيس الجمهورية إلى المغرب، هناك بالفعل خيارات، ولكن لا يمكن تأكيد أي سفر في الوقت الحالي". وفي شتنبر من عام 2021، أعلنت باريس أنها ستخفض عدد التأشيرات الممنوحة للمواطنين الجزائريين والمغاربة بنسبة 50٪ والتونسيين بنسبة 30٪، بسبب "رفض" هذه البلدان المغاربية الثلاثة إعادة مواطنيها الذين هم في وضع غير نظامي. وقد اعتبرت الرباط في ذلك الوقت أن هذا القرار غير مبرر. وبعد أكثر من سنة، لا يزال هذا التشدد ساري المفعول كعقاب جماعي للعديد من المغاربة الذين يسافرون بانتظام إلى فرنسا لزيارات عائلية أو رحلات عمل أو إقامات سياحية، والذين يجدون أنفسهم ضحايا جانبيين لتدبير انتقامي لا علاقة لهم به. وقام الرئيس الفرنسي مؤخرا بزيارة إلى الجزائر، في أول تحرك دبلوماسي له في منطقة المغرب الكبير بعد انتخابه رئيسا لولاية ثانية. وبعد توليه الرئاسة سنة 2017، كانت الرباط أول وجهة مغاربية للرئيس إيمانويل ماكرون في منتصف يونيو، وصفت ب"زيارة صداقة خاصة". ثم قام بزيارة رسمية إلى الجزائر في بداية دجنبر 2018. وعكس هذا التقليد الدبلوماسي الذي دأب عليه قصر الإليزيه، اختار ماكرون في أول زيارة له بعد انتخابه التوجه إلى الجزائر، في ظل برود تشهده العلاقات مع الرباط. وتتشابك العلاقات بين المغرب وفرنسا، خاصة في شقيها السياسي والاقتصادي، فالمصالح التجارية والاقتصادية تعد محرك الروابط بين الرباطوباريس على مدى الحكومات المتعاقبة بالبلدين منذ سنوات طويلة خلت.