تعهد وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، بأن لا يدخرا جهدا في سبيل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التشاور الثنائي بينهما بما يتماشى والمصالح المشتركة، خاصة في المجالين التجاري والاقتصادي والطاقي. جاء ذلك في ندوة صحافية عقدها الوزير المغربي مباشرة بعد استقباله نظيرته الألمانية، التي تقوم بزيارة رسمية إلى الرباط تدوم يومين. وقال رئيس الدبلوماسية المغربية في كلمته أمام وسائل الإعلام، إن "زيارة وزيرة الخارجية إشارة قوية لمتانة العلاقة بين برلينوالرباط"، مشددا على أن "العلاقة المغربية الألمانية دخلت مرحلة جديدة منذ رسالة الرئيس الألماني إلى الملك محمد السادس في دجنبر الماضي". وأضاف بوريطة أنه جرى الاتفاق على إعادة إحياء اللجنة الاقتصادية المشتركة كآلية للدفع بالتعاون الاقتصادي والمالي بين البلدين، مبرزا أن "الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب أشار إلى ألمانيا شريك قوي ورغبة المغرب في فتح صفحة جديدة من علاقات قوية بين البلدين قائمة على الوضوح والاحترام المتبادل، والثقة والتعاون والعمل من أجل المصالح المشتركة". وتابع المسؤول المغربي بأن "اللقاءات الألمانية المغربية دائما ما تكون إيجابية وبناءة، وهذه الزيارة ستعطي دفعة قوية للعلاقات، حيث اتفقنا على بيان مشترك جد هام يضع آليات جدية مثل آلية الحوار الاستراتيجي الذي يعكس متانة العلاقات بين المغرب وألمانيا". واستحضر بوريطة "المواقف الألمانية ودورها"، موردا أن "هناك تطابقا في عدد من القضايا المتعلقة بمالي وليبيا وأوكرانيا، ونتقاسم هذه المواقف حول كل هذه القضايا انطلاقا من رغبتنا في التنسيق أكثر". وأردف بأن "الكثير من النقاط الإيجابية في التعاون يمكن البناء عليها وتطويرها في مجالات جديدة"، وذكر مجالات "المرأة، التعاون الثلاثي المغربي الألماني الإفريقي، وزيادة الاستثمار والتبادل التجاري". وفي شأن آخر، قال بوريطة إن تصريحات جوزيف بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي في الشؤون الخارجية حول "استشارة الشعب الصحراوي"، تمثل "عثرة لسان تم تصحيحها من قبل المصالح الخارجية للاتحاد الأوروبي". وأضاف أنه تلقى بأسف تصريح المندوب السامي "لأنه لا يعكس الموقف الإسباني والأوروبي من الصحراء المغربية"، كاشفا أنه "أجرى حديثا مباشرا مع بوريل وقدم له التوضيحات اللازمة". واسترسل بوريطة بأن "القطاع الخارجي للاتحاد الأوروبي قدم صباح اليوم تصريحا حول دعم الاتحاد الأوروبي لمجهود الأممالمتحدة للوصول إلى حل سلمي"، مثمنا الجهود الصادقة للاتحاد الأوروبي من أجل الوصول إلى حل. وعبر عن فكرته قائلا: "موقف بوريل لا يعكس الموقف الأوروبي، وتوصلنا بتوضيحات تبين أن الأمر يتعلق بعثرة لسان"، مضيفا أن "الحل لقضية الصحراء يجب أن يكون تحت مظلة الأممالمتحدة، والمغرب يقول بأن الحل يجب أن يكون في إطار الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن".