مجددة وصالها بشوارع الرباط، حطت عائلات الطلبة العائدين من أوكرانيا رحالها محتجة أمام مقر وزارة التعليم العالي بالعاصمة الرباط اليوم الأربعاء، والرهان على استجابة نهائية لمطالبة المتمدرسين بالإدماج في المؤسسات العمومية، أو إيجاد صيغة للالتحاق بأوكرانيا مجددا لاستكمال المشوار. وصباح اليوم الأربعاء، خاضت الجمعية الوطنية لآباء وأمهات طلبة المغرب بأوكرانيا وقفة احتجاجية تنشد تدخلا قبل بداية الموسم الدراسي المقبل، وتجاوز وضع مبهم يعيشه الطلبة نظير عدم تفعيل أي خطوة عملية بشأن مستقبلهم إلى حدود كتابة هذه الأسطر. وتعول فئة من هؤلاء الطلبة العائدين على حلول أخرى دون الإدماج، إذ يطمح عدد منهم إلى مواصلة دراستهم في أوكرانيا، في حال هدأت الأوضاع، أو التمكن من الدراسة عن بعد كما هو الحال خلال الأشهر الماضية بعد اندلاع الحرب. وإلى حدود الساعة لم تبرز أي خطوات عملية للإدماج ضمن المؤسسات العمومية المغربية، باستثناء حديث الوزير عبد اللطيف ميراوي عن تنظيم امتحانات قبل ولوج مختلف المؤسسات، وفي مقدمتها كليات الطب. لكن هذه الخطوة تلقى معارضة الطلبة المتمدرسين. والد أحد العائدين من أوكرانيا سجل أن أبناءهم "لهم الحق الدستوري التام في مواصلة الدراسة"، معتبرا إياهم "متضررين وعادوا صوب المغرب قسرا وليس طوعا، وهو ما يستوجب التعامل معهم استثناء، مع استحضار المصلحة الجماعية في هذه القضية". وأضاف الأب الغاضب، في تصريح لجريدة هسبريس، أن "العائلات تحمل البرلمان مسؤولية عدم الترافع على القضية، وعدم تحوليها إلى قضية وطنية"، مطالبا الحكومة ووزارة التعليم العالي هي الأخرى بضرورة إيجاد حلول ناجعة لمستقبل الأبناء. وطالب المتحدث ذاته بضرورة وضع لجنة تتبع للملف لرصد الحلول الممكنة، وذلك بتوافق مع جمعيات الآباء، باعتبارها شريكا أساسيا في تدبير الملف، مع مراعاة إكراهات وظروف الدولة كذلك، وزاد: "لابد من تحقيق التوافق في هذا الملف". بدورها قالت أم محتجة، لهسبريس، إن أملها هو "تدخل الملك محمد السادس من أجل إيجاد حل نهائي للمشكل القائم"، متأسفة لحجم "الاستهتار والإهمال الذي طال ملف الأبناء، ودخول العديد منهم في أزمات نفسية مع اقتراب موعد الدراسة وعدم فك المشكل".