شكلت التطورات التي تشهدها العلاقات بين القاهرة والدوحة في ضوء استدعاء الخارجية المصرية أمس للسفير القطري، وأعمال العنف التي تعرفها بعض المحافظات المصرية، وإحياء عملية السلام في الشرق الاوسط، والانفلات الأمني الذي تعيش على إيقاعه لبنان، أبرز اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد. وهكذا، خصصت الصحف المصرية مقالاتها الرئيسية للعلاقات بين القاهرة والدوحة في ضوء استدعاء الخارجية المصرية أمس للسفير القطري، إضافة إلى اهتمامها بأحداث العنف التي شهدتها بعض المحافظات المصرية أول أمس الجمعة، والتي سقط على إثرها العديد من القتلى والجرحى. وفي هذا السياق، كتبت يومية (الجمهورية) تحت عنوان "كارت أصفر للدوحة: الخارجية تستدعي السفير القطري .. وترفض التدخل في الشأن المصري"، مشيرة إلى أن الناطق باسم الخارجية المصرية صرح بأن "استدعاء سفير عربي إجراء غير معتاد فيما بين الدول العربية.. وأن ما صدر عن الخارجية القطرية لا يكفي للرد عليه إصدار بيان بالشجب لما تناوله". وبخصوص الاشتباكات بين أنصار الإخوان المسلمين والشرطة والأهالي التي نجمت عن المظاهرات التي عرفتها بعض المحافظات المصرية أول أمس الجمعة، علقت يومية (الأخبار) قائلة إن "الجماعة الإرهابية تتباهي بالعنف وتتوعد بالمزيد"، مضيفة أن الجماعة تعترف بتدمير 95 سيارة شرطة، وتهدد بأن الحسم سيكون قبل الاستفتاء. ومن جانبها، تحدثت (المصري اليوم) عن كون الحكومة تعتبر أن "الجماعة تعاني عجزا فكريا و نفسيا"، فيما قالت يومية (الشروق) إن "الجماعة تدعو أنصارها لوقف الاستفتاء بالقوة"، مبرزة ما جاء على لسان وزير الداخلية المصري الذي صرح بأنه "لن يسمح بأن تكون مصر رهينة للخارجين عن القانون". أما الصحف الأردنية فواصلت اهتمامها بمفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، في ضوء الجولة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بالمنطقة لتجسير الهوة بين الطرفين بشأن عدد من القضايا الشائكة. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الدستور)، في افتتاحية بعنوان "التعنت الإسÜرائيلي سبب فشل المفاوضات"، أن "السمة الأبرز التي تطغى على المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية، هي التعنت الاسرائيلي والذي كشف عنه مؤخرا رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ويتلخص في عدم الانسحاب إلى حدود الرابع من يونيو 1967، وبقاء الجيش الاسرائيلي في منطقة الأغوار (على الحدود مع الأردن)، وشطب حق العودة وإبقاء القدس موحدة كعاصمة لإسرائيل".وأضافت أنه "بوضع النقاط على الحروف، فإن العدو الصهيوني يرفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأرض الفلسطينية المحتلة، ويصر في النهاية على تثبيت الواقع الفلسطيني الحالي كما هو، أي دولة مؤقتة، أو بالأحرى حكم ذاتي". من جهتها، كتبت صحيفة (الغد)، أن "السلام لا يصنع بكثرة الزيارات للمنطقة، وإنما باعتراف الجانب المغتصب للأرض، بحق الطرف الآخر في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، على تراب أرضه المحتلة العام 1967، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها قبل ذلك، وتعويضهم، ووقف الاعتداءات اليومية ضدهم، وبناء المستوطنات على أرضهم. فالقصة ليست بحاجة لزيارات مكوكية، وإنما لإرادة أمريكية ودولية لتنفيذ الشرعية الدولية، على كيان لا يعترف بأي قرار أممي، وإجبار إسرائيل على تنفيذ القرارات الأممية". أما صحيفة (الرأي)، فقالت إنه "على كيري أن يدرك أن الاشتراطات الإسرائيلية، من حكاية السيطرة على الأغوار الغربية لنهر الأردن إلى رفض الاعتراف بأن القدس الشرقية (العربية) عاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة وأيضا إلى رفض الإعتراف بحدود الرابع من يونيو 1967، تعني أن الإسرائيليين يعتبرون الفلسطينيين مجرد جالية على أرضò ليست أرضهم.. وهذا يعني أن بنيامين نتنياهو وزمرته اليمينية المتطرفة يريدون استسلاما وليس سلاما". وفي قطر، واصلت الصحف المحلية قراءتها للتطورات التي تشهدها الازمة السورية، علاوة على تسليطها الضوء حول استمرار موجة التفجيرات والاغتيالات الآخذة في التصاعد في لبنان في ظل شلل سياسي تام ناتج عن انقسام حاد بين الأطراف اللبنانية. وكتبت صحيفة ( الشرق) أنه "الآن وقد تحولت الثورة السورية إلى إقطاعيات تمتلكها جهات خارجية عدة متصارعة، على السوريين أن يعملوا جاهدين على استعادة بلدهم من براثن الخارج الذي لا يهمه لا سوريا ولا السوريون، بل تهمه مصالحه في سوريا بالدرجة الأولى" ، داعية السوريين، "شعبا ومعارضة ونخبا وجيشا وأمنا، أن لا يسمحوا لأنفسهم بأن يبقوا مجرد أدوات في أيدي قوى آخر ما يهمها سوريا". وخلصت إلى القول إنه "إذا لم يستطع السوريون بمختلف انتماءاتهم أن يلعبوا دورا إيجابيا، على الأقل فيجب ألا يستمروا في لعبة المصالح الدولية والإقليمية المتطاحنة على أرض بلدهم ". وفي الشأن اللبناني، حذرت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، من استمرار موجة التفجيرات والاغتيالات الآخذة في التصاعد في لبنان في ظل شلل سياسي تام ناتج عن انقسام حاد بين الأطراف اللبنانية، وعزت استمرار تلك الموجة إلى تأثر لبنان بغياب الحل للأزمة السورية ، وغياب التوافق بين فرقاء لبنان . ولاحظت الصحيفة "أن الطريق المسدود الذي بلغته الأزمة السورية في ظل احتمالات ألا ينعقد مؤتمر (جنيف - 2)، أو حتى في ظل انعقاد يترتب عليه فصل دموي آخر من هذه الأزمة (..) يضع لبنان أمام احتمالات خطيرة، ويعني أيضا أن الأزمة السÜورية التي صدرت نيرانها إلى لبنان سوف تدخل هذا البلد إلى نفق مظلم جديد."