يرقد الكاتب البريطاني سلمان رشدي، الذي أصدر مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة آية الله الخميني فتوى بهدر دمه في 1989 بسبب روايته "آيات شيطانية"، في المستشفى حيث وضع على جهاز تنفس اصطناعي بعدما طعنه رجل في عنقه وبطنه خلال مؤتمر بولاية نيويورك، مما أثار سلسلة إدانات دولية. ولم يتمّ الكشف عن أي معلومات بشأن تطوّر الوضع الصحي للكاتب الموصول بجهاز تنفس اصطناعي في مستشفى بمدينة إيري بولاية بنسلفانيا، على ضفة بحيرة تحمل اسم المدينة نفسها وتفصل بين الولاياتالمتحدة وكندا. واعتقل المهاجم على الفور وأوقف قيد التحقيق. ولفتت الشرطة إلى أنه يدعى هادي مطر وعمره 24 عاما ويقطن بمدينة فيرفيلد بولاية نيوجيرزي. وأعلنت النيابة العامة المحلية، السبت، أن مطر "ملاحق رسميًا بتهمة محاولة القتل والاعتداء"، مضيفة أن محققين من الشرطة الفدرالية "إف بي آي" يعملون على هذه الجريمة ذات البعد الدولي. وأثار الهجوم موجة من الإدانات الدولية، واعتبره البيت الأبيض "عمل عنف مروعا". وأعلنت صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، التي استهدفها هجوم إسلامي قام منفذه بإعدام جميع أعضاء هيئة تحريرها تقريبا عام 2015، أن "لا شيء يبرر فتوى، لا شيء يبرر حكما بالإعدام". وأشار علي قاسم تحفة، رئيس بلدية قرية يارون بجنوب لبنان، إلى أن هادي مطر "من أصول لبنانية". وتابع، في حديث مع وكالة "فرانس برس"، قائلا: "وُلد ونشأ بالولاياتالمتحدة، ووالده ووالدته من يارون". وعانى سلمان رشدي عزلة شديدة تفاقمت مع انفصاله عن زوجته الروائية الأميركية ماريان ويغينز التي أهداها كتابه "آيات شيطانية". وهو يعيش منذ سنوات بعيدا عن الأنظار بنيويورك حيث استأنف حياة شبه طبيعية تدريجيا، مواصلا الدفاع في كتبه عن حرية التهكم وعدم احترام الأديان. لكن "الفتوى" لم تلغ واستهدفت هجمات العديد من مترجمي كتابه، جرح بعضهم وقتل آخرون مثل الياباني هيتوشي إيغاراشي الذي أصيب بعدة طعنات في 1991. وأجرت مجلة "شتيرن" الألمانية مقابلة مع رشدي قبل أيام من تنفيذ الهجوم بنيويورك، نشرت منها مقطعًا، السبت، قال فيه الكاتب البريطاني: "منذ بدأت أعيش في الولاياتالمتحدة لم تعد لدي مشاكل (...) عادت حياتي إلى طبيعتها". وأكّد رشدي خلال المقابلة أنه "متفائل"، لكنه لفت أيضًا إلى أن "التهديدات بالقتل أصبحت يومية".