أعلن الصحافي والكاتب جمال بودومة(الصورة) أنه لن يدفع مبلغ 50 ألف درهم الذي حكمت به عليه محكمة الدارالبيضاء، في إطار القضية التي رفعها مدير جريدة "أوجوردوي لوماروك"، خليل الهاشمي الإدريسي، المعروف بتعبيره عن رأي بعض الجهات الأمنية والرسمية، ضد يومية "الجريدة الأولى" على خلفية عمود كتبه بودومة ضمن ركنه "هاما كلنا"، يرد فيه على مقالة للهاشمي ينتقد فيها الصحافيين الذين تابعوا قضية "الشريف اليعقوبي"، حيث اعتبرها هو –الهاشمي- مجرد خبر ينشر في صفحة "حوادث السير". "" بودومة سخر في عموده الصادر في عدد السبت/الأحد من "الجريدة الأولى" من الحكم واعتبره صادرا عن "محكمة سرية"، لأنهم لم يتوصلوا بأي إشعار بشأنه، وقال بأنه لن يدفع الغرامة التي تخصه، بل يفضل أن يشتري شهادة طبية تثبت أنه مصاب بمرض "الكورساكوف" يقدمها إلى المحكمة لأنها ستكلفه أقل من مبلغ الغرامة، وذلك في غمز للذريعة التي اعتمد عليها القضاء المغربي كي يترك زوج خالة الملك دون ملاحقة، وهي كونه مصاب بمرض لم يسمع به المغاربة من قبل يدعى "الكورساكوف" نسبة إلى الطبيب الروسي الذي اكتشفه. عمود "هاما كلنا" - لجمال بودومة الجريدة الأولى -عدد السبت/ الأحد 27-28 دجنبر 2008 أنا مصاب بالكورساكوف! حسن اليعقوبي اعتدى على شرطي مرور أثناء مزاولة عمله، ووصف المغاربة ب"البخوش والدبان"، وبدل أن يتحمل القضاء مسؤوليته ويستدعيه ليسأله عن أسباب الكره الذي يكنه للحشرات... استدعاني رفقة الزميل علي أنوزلا، أو لم يستدعنا (لأننا لم نتوصل بأي إشعار)، بل حكم علينا مباشرة بدفع ستة عشر مليونا لأحد "المحامين" الذين تطوعوا للدفاع عن "مبيد الحشرات"، بعد أن أحكم تنكره في ثوب "صحافي". الغريب أننا لم نسمع عن القضية إلا بعد صدور الحكم، من خلال بلاغ "لاماب"، وقد كنت أعرف المحاكم الابتدائية والاستئنافية والإدارية، لكنني لأول مرة أسمع عن "المحاكم السرية". مرة أخرى تؤكد عدالتنا أنها تحتاج لعملية مستعجلة على عينينها كي تزيل "الحول": الذي أطلق الرصاص على شرطي أثناء مزاولة عمله انصرف إلى حال سبيله، والذين رددوا "اللهم إن هذا منكر" سيدفعون ثمن الرصاصة الطائشة... شي يفرشح شي يخلص! لقد سخرنا في هذا العمود من الوزراء والزعماء والسفراء والجنرالات، ومن عرشان وولد العروسية وشباط، ولم يحدث أن رفع علينا واحد منهم دعوى أمام القضاء، والذي فعلها اليوم –ياحسرة- "زميل" يشغل منصب رئيس فيدرالية ناشري الصحف، علما أن هناك أكثر من قناة لفك أي سوء تفاهم أو خلاف بين الصحافيين قبل اللجوء إلى المحكمة، وعلما أن العمود الذي "أغضبه" كان مجرد رد على تهجمه على الصحافيين الذين أدوا واجبهم المهني، عن طريق وضع "خبر" رصاصة اليعقوبي في الصفحة الأولى وليس في صفحة "حوادث السير" كما فعل في جريدته، ولم يتضمن أي سب أو قذف، رغم أنني أميل إلى رأي الفيلسوف ألان باديو الذي طالب بحقه في "الشتم" مع شي وحدين، بعد أن نشر كتابا عن ساركوزي وتهجم عليه بيار أسولين وبيرنار أنري ليفي، ولكن خلينا غير مع " بيرنار أنري ليفي" ديالنا الذي ينطبق عليه المثل القائل: "ضربني وبكا سبقني وشكا"، لأن الذي كان يفترض أن يذهب إلى المحكمة هو علي أنوزلا، عندما اتهمه ب"الخيانة العظمى"، ووصفه ب"ممثل البوليزاريو في الرباط" على صدر صحيفته، التي يستحق عليها محاكمة أخرى لأنه زوّر أرقام المبيعات وشدّاتو "لوجي دي" حيّ، وتلك حكاية أخرى. المهم، يؤسفني أن أخبر المحكمة الموقرة و"الزميل" خليل الهاشمي الإدريسي بأنني لن أدفع الخمسة ملايين التي تخصني، لأنني بأقل من هذا المبلغ سأشتري شهادة طبية تثبت أنني مصاب ب"الكورساكوف"!