بسبب هذا العمود الذي كتبه الصحافي جمال بدومة(الصورة) ضمن ركن "هاما كلنا" في "الجريدة الأولى" ينتقد فيه هجوم مدير "أوجوردوي لوماروك"، خليل هاشمي الإدريسي، على الصحف التي تابعت قضية "الشريف اليعقوبي"، وهي القضية التي اعتبرها الهاشمي تندرج في إطار "حوادث السير" ولا تستحق المتابعة، رفع الإدريسي دعوى بالقذف ضد "الجريدة الأولى"، وبالأمس أصدرت محكمة الدارالبيضاء حكما في حق الصحافي جمال بدومة بدفع غرامة قدرها 50 ألف ردهم، وبغرامة مماثلة لمدير تحرير الجريدة "الجريدة الأولى" علي أنوزلا، فضلا عن غرامة تدفعها الجريدة بقيمة 60 ألف درهم. "" وجدير بالذكر أن الصحافي والكاتب جمال بدومة معروف بعموده "نهار ليك نهار عليك" في مجلة "نيشان"، قبل أن يصبح كاتب عمود يومي في الصفحة الأخيرة من "الجريدة الأولى" منذ انطلاقتها، أما خليل الهاشمي الإدريسي مدير "أوجوردوي لوماروك" فيشغل منصب رئيس فيدرالية ناشري الصحف، وهو معروف بدفاعه عن الجهات الرسمية. الجريدة الأولى عمود : هاما كلنا بقلم : جمال بدومة الصحافة المصابة بالكورساكوف رصاصة حسن اليعقوبي، زوج الأميرة للا عائشة، التي استقرت في فخذ شرطي مرور بعين الدياب الأسبوع الماضي، فرقت الصحافيين إلى معسكرات وخنادق. فريق اعتبر الموضوع على قدر كبير من الخطورة، لأن فردا مقربا من العائلة الملكية، لم يتردد في إطلاق النار على رمز من رموز سيادة الدولة، وتوقف بالمناسبة عند ظاهرة احتقار أصحاب النفوذ والنقود للقانون وللشعب، ناقلا "معجم الحشرات" الذي استعمله "الشريف" في شتم البوليسي طارق محب ومن يشبهه، صارخا بأعلى صوته على الصفحات الأولى: "اللهم إن هذا منكر". الفريق الثاني، نقل الخبر بنوع من الحياد، مستعرضا الأحداث بغير قليل من الحذر، دون أن يتخذ موقفا مما جرى. الفريق الثالث طبق القاعدة الصحافية المغربية المشهورة: "وكم من حاجة قضيناها بتركها"، "دار عين ميكا" وخرج من باب واسع. أما الفريق الرابع فقد استنفر كل مهاراته البلاغية، كي يدافع عن حسن اليعقوبي ويخرجه من الموقف، كما أخرجه مبعوثو الشرقي اضريس من الحصار الذي ضربه المواطنون على سيارته بعد أن ارتكب الجريمة. ضمن الفريق الأخير، وإذا استثنينا الزملاء في "لاماب" اللي كيحسنو باللي كاين حيت ماعندهومش الستيلويات مساكن (رفعت عنهم الأقلام)، "لمع نجم" خليل الهاشمي الإدريسي، مدير "أوجوردوي لوماروك"، الذي وجد أن أفضل طريقة للتعبير عن تضامنه مع زوج الأميرة في محنته مع البخوش والدبان والرتيلات، هو أن يخرج الفردي ويمطر زملاءه بالرصاص، كما لو كان يقول للجميع: "كلنا اليعقوبي، ماكاين غير التفرشيخ، وشدو فالكورساكوف...". من حق الجميع أن يتعامل مع القضية بالطريقة التي "تخرّجه"، وأن "يجتهد" في إيجاد التبريرات التي جعلته يدرجها في صفحة "حوادث السير"، مادام للمجتهد أجران: واحد على شكل روبينو لا يتوقف من الإشهار، والثاني "أوراق زرقاء" في "ميكة كحلاء". لكن من باب الوقاحة أن يشتم "كاري حنكو" الصحافيين الذين أدوا واجبهم، عن طريق تعرية إحدى أهم الظواهر التي تعيق تقدم البلاد: الاحتقار الذي يكنه أصحاب الجاه والمال لبقية أبناء الشعب، من خلال قضية "الشريف اليعقوبي"، ومعها المزاد الرخيص الذي تباع فيه ذمم المسؤولين وضمائر بعض الصحافيين الموزعين على خريطة معروفة داخل الإعلام المغربي، ساهم في رسمها "الشريف الإدريسي" طبعا!