بعد أن كافحت فرق الإطفاء على الأرض الحريق الغابوي، الذي شب منذ صباح اليوم الخميس بغابة باب أزهار بجماعة الصميعة بإقليمتازة، تدخلت، عصرا، طائرتان لإخماد النيران من نوع "كنادير"، لدعم هاته الجهود التي تتم في ظروف قاسية تتسم بالارتفاع القياسي لدرجة الحرارة وهبوب رياح "الشركي" الحارة والقوية. ووفقا لمصدر من سلطات تازة، فقد انطلقت الشرارة الأولى لهذا الحريق من المقطع الغابوي المعروف بباب الرحى، مبرزا أن السلطات الإقليمية والمحلية، يتقدمها عامل إقليمتازة، سارعت إلى الانتقال إلى مكان الحريق للوقوف على سير عملية التدخل في مواجهته. وأبرز مصدر هسبريس أن جهود عملية إخماد الحريق شاركت فيها، منذ بداية اندلاعه، عناصر القوات المسلحة الملكية التابعة لحامية تازة والوقاية المدنية والقوات المساعدة والدرك الملكي والمياه والغابات، فضلا عن متطوعين من ساكنة المنطقة، مبرزا أنه، بالموازاة مع ذلك، تم إجلاء السكان المجاورين للغابة المعنية إلى أماكن آمنة. من جانبه، قال علي أزندور، أحد ساكنة دوار الخزارية بجماعة الصميعة، إن ألسنة النيران انتقلت بسرعة من المقطع الغابوي المحاذي للدوار المذكور إلى دوار عين أوساسنو، ثم امتدت، تباعا، إلى المقاطع الغابوية المتاخمة لدواوير مرباط وآيت بوعزة وباب سوق الشجرة، قبل وصولها إلى المقطع الغابوي المطل على سد باب لوطا. ووصف المتحدث ذاته، في اتصال هاتفي بهسبريس، أن ما يقع بغابة باب أزهار، المتكونة من أشجار البلوط وتايدة، بالكارثة الحقيقية، مؤكدا أنه تم إفراغ دواوير الخزارية ومرباط وأزهار ودواوير أخرى من الأطفال والنساء وكبار السن، بعد أن اقتربت ألسنة النيران كثيرا من مساكنهم. وأضاف شاهد العيان ذاته قائلا: "أعاين اللحظة ألسنة النيران تواصل التهام غابة الخزارية.. لقد أتت، كذلك، على أشجار الزيتون ومخازن التبن، وعلى كل شيء، بما في ذلك شبكة الكهرباء؛ ما أفسد فرحة العيد علينا". بدوره، قال حميد أوشن، رئيس فرع تاهلة للهيئة المغربية لحقوق الإنسان، إن هذه الحرائق تشكل خطرا على الساكنة المتاخمة للغابة، خصوصا في منطقة تتميز بصعوبة تضاريسها ومسالكها، مبرزا أن دخان حريق غابة باب أزهار بجماعة الصميعة غطى سماء مركز تاهلة البعيد بحوالي 20 كيلومترا عن مكان الحريق. وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لسهبريس، أن درجة الحرارة المرتفعة والرياح القوية تعقد مهام تدخل فرق الإطفاء ميدانيا، مشددا على أن تدخل طائرات الإطفاء قد يكون حاسما في ربح المعركة ضد هذه الحرائق المهولة.