يبدو أن تقنين الحشيش في المغرب ليس إلا أصداء لما يجري في العالم بأسره، فالحملة التي تقودها جهات عديدة في المغرب اليوم، هي محاكاة لما يقع في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتم تقنين استخدام الماريخوانا، أخيرا بولاية "كولورادو" الأمريكية، حيث يسمح القانون للبالغين، ابتداء بسن 21 فما فوق، بشراء الماريخوانا من متاجر التجزئة التي تقرها الدولة. ومع قبول اجتماعي أكثر على استعماله، أبدى المدربون خشيتهم على السلامة البدنية للرياضيين ابتداء بتلامذة المدارس، الذين لن ينهاهم قانون البالغين على استعمال الماريخوانا من حين لآخر. ومن ولاية لأخرى، في نضال بدأ يسمع له صدى في منتصف هذا العام، 2013، قررت ولاية "مين" عدم تقنين القنب الهندي، وأصرت على أن شراءه واستعماله لازال يعتبر خارج القانون. وفي إيران، زراعة القنب الهندي تعتبر شرعية، حيث يستعمل الشعب الإيراني بذوره في الأكر، وتعصر أيضا ويباع زيتها بشكل قانوني، غير أن استعماله كمخدر منخفض نسبيا بين أفراد الشعب. وفي نفس الاتجاه، فتحت فرنسا نقاشا شهر يونيو من هذه السنة، لتقنين الحشيش، لكن في اتجاه استعماله طبيا، وانتهى النقاش بتشريع يقنن استعماله في مجالات التخدير الطبية وغيرها. أما الألمان فسيستمتعون قريبا بتدخين الحشيش علنا في شوارع برلين، حيث صوت البرلمان لمنطقة "فريدريشن كروزبورڭ" بأغلبية ساحقة لصالح إجراء سيمكن من فتح أول مقهى قانونية تبيع الماريخوانا في البلاد. وفي المقابل، أعطت دولة الأرجنتين أول علامة على قبولها تقنين الحشيش، حيث دعى القسّ الأرجنتيني "خوان كارلوس مولينا" إلى مناقشة عامة في بلده حول هذا المخدر الهادئ. خطوة الأرجنتين هاته، من المتوقع أن تليها خطوات ستعمم على كل بلدان أمريكا اللاتينة، أشعلتها دولة الأوروغواي حيث صوتت هذه الدولة الصغيرة بإجماع تام لتصبح أول دولة في العالم تشرع بيع وتوزيع الماريخوانا، شهر دجنبر الجاري. وبات السؤال المطروح اليوم في الإعلام العالمي، ليس حول شرعية أو عدم شرعية بيع الحشيش، رغم مصدر الحملة المبهم، ولكن أصبح السؤال المحوري هو: من هي الدولة التالية التي ستقنن بيع الحشيش؟