تقدمت مجموعة من النساء المغربيات اللائي تعرضن للاغتصاب والتحرش الجنسي من طرف المليونير الفرنسي جاك بوثيي بشكايات جديدة إلى كل من القضاء المغربي والقضاء الفرنسي، من أجل إنصافهن جراء الأفعال الإجرامية التي مارسها عليهن المستثمر الفرنسي بمعية شركائه المغاربة بطنجة. وحسب المعطيات التي كشفت عنها الجمعية المغربية لحقوق الضحايا، في ندوة صحافية عقدتها بمدينة طنجة صباح اليوم الجمعة، فقد وضعت هيئة الدفاع المترافعة في الملف أربع شكايات لدى المحاكم الفرنسية والمغربية؛ فيما يرتقب أن تضع شكايتين جديدتين، في الأسبوع المقبل. وفي هذا السياق، قالت عائشة كلاع، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الضحايا، إن "أفعال التحرش والاغتصاب الجنسي لم تقتصر على رئيس المجموعة الفرنسية فقط، بل تورط فيها أيضا العديد من المسؤولين عن فروعه بطنجة، ويتعلق الأمر بثلاث شركات تابعة لمجموعة "فيلافي"". وأضافت كلاع أن "الجمعية استمعت إلى ضحايا المجموعة الفرنسية في إطار المسطرة التي تسلكها الجمعية، وتبين أنهن رحن ضحية منظومة جاك بوثيي؛ لأنه استغل ثروته المالية من أجل تكوين عصابة إجرامية، وفرت كل الظروف المناسبة لاستغلال الفتيات بمواصفات بعيدة عما ينص عليه القانون". وأوضحت المحامية عينها أن "مظاهر الاعتداء على الضحايا لم تقتصر الجانب الجنسي فقط، بل شملت أيضا ظروف العمل الشاقة والصعبة، بما يخالف قوانين الشغل، سواء تعلق الأمر بالأجور الشهرية أو العطل السنوية أو فترات المرض وغيرها من مظاهر التعسف داخل الشركات الكائنة بطنجة". وتابعت: "المستثمر الفرنسي اغتصب نخبة من الشابات المغربيات في حقوقهن الاجتماعية، وقام بطرد العاملات اللائي يرفضن ممارساته الشاذة"، لافتة إلى أن "80 في المائة من الشهود الذين أدلوا بشهاداتهم للشرطة القضائية يتناولون المهدئات النفسية". وعلاقة بذلك، اعترف أحد الموظفين السابقين، الذي فضّل عدم الإفصاح عن اسمه وهويته، ب"الضغط النفسي الرهيب الذي واجه كل العاملين بالشركات"، مشيرا إلى أن "المستثمر الفرنسي كان يتحرش بأي موظفة تثير إعجابه، ولو كانت متزوجة أو حاملة أو عازبة". وأبرز المتحدث أن "جاك بوثيي كان يتحرش بكل النساء العاملات بالشركات المغربية، ويضغط عليهن للحصول على الرقم الهاتفي. وإن تعذر ذلك، يلجأ إلى رؤسائهن المغاربة لتسهيل العملية"، لافتا إلى أنه "دخل الشركة في وضعية عادية، وخرج منها في وضعية نفسية صعبة". فيما صرحت موظفة سابقة بإحدى الشركات التابعة لمجموعة "فيلافي" في طنجة لوسائل الإعلام بأن "تجربتها المهنية كانت قاسية، بل كانت أشبه بالعيش في جهنم، لأنها تعرضت للتضييق النفسي والجسدي من لدن المدير العام للمجموعة الفرنسية". وأردفت بأن "الشركة كانت تستهدف صنفا محددا من النساء الشابات والطموحات بشكل ممنهج، من خلال مباريات التوظيف، حيث يتم استدعاء الشابات صغيرات السن، واللائي يعانين من ظروف مادية صعبة"، كاشفة عن "إغراء العاملات بالمناصب العليا في فرنسا والأموال الكثيرة لتلبية رغبات المدير العام للمجموعة". وفي تصريح صادم للموظفة السابقة في الشركة، قالت إن "المجموعة تسهل ترويج المخدرات بالشركة، وكذا أنشطة الدعارة من طرف المسؤولين، قصد استدراج العاملات من أجل التجاوب مع المطالب الجنسية للمعنيين"، منبهة إلى أن "أي شابة ترفض ذلك، يتم التضييق عليها في أجرتها حتى ترضخ لمطالبهم". وسارت موظفة سابقة بالشركة على منوال الشهادة سالفة الذكر، حيث أوضحت أن "جاك بوثيي سبق أن تحرش بها جنسيا، ووعدها بشراء سيارة فاخرة لها، ونقلها إلى باريس مقابل تلبية رغباته الجنسية"، مشيرة إلى "تهديده لها بالاختطاف بعد رفضها ذلك". جدير بالذكر أن المستثمر الفرنسي جاك بوثيي، مالك مجموعة "فيلافي" التي كانت تسمى سابقا "Assu 2000′′، قد اعتقلته الشرطة الفرنسية بعد الشكايات التي اتهمته باغتصاب واحتجاز واختطاف قاصرات أجنبيات، بما يشمل المغربيات.