قال لي صاحبي وهو يحاورني: يبدو أن كل من أصبح يمتلك مساحة للكتابة في هذا البلد أصبح يعتبرها فعلا "الفيرمة ديال باه"..يصفي فيها حساباته الشخصية ويخبرنا كم هو رائع و جميل دون إعطاء أدنى اعتبار للقارئ, هل قرأت ما كتبته بشرى إيجورك في عمودها اليوم بجريدة المساء؟(وكان يوم السبت). "" قلت له :لولا إكراهات المهنة لما تجشمت عناء قراء هذه الأشياء,أولا الأمر برمته هو مجرد سوء تفاهم بسيط بينها و بين أحد زملائها في المهنة لم يكن يستدعي النشر لأنه لا يهم أحدا ,ثانيا السيدة أو الآنسة إيجورك لم تنضج صحافيا بعد حتى تتمكن من الكتابة بشكل سليم.. قال لي صاحبي وهو يحاورني: لكني أظن أن الأمر أكبر من هذا بكثير.. إنها تقول أن الشخص الذي "غدر" بها بدون أخلاق.. حتى أنها أشارت بطريقة ما إلى أن كلبها روميو أرفع منزلة منه لديها..!! قلت له: يا صديقي, السيدة أو الآنسة إيجورك كانت قد طلبت من هذا الشخص عدم نشر حوار مع ممثل سوري لكي تنفرد بنشره في مجلة "نجمة" النسائية التي تتعاون معها, الصحافي نشر الحوار طبعا في مجلته التي يشتغل بها مما أثار سخطها على ضياع الإنفراد,هذا كل ما في الأمر,أما أن يتطور الأمر إلى اتهامات بالتجرد من الأخلاق ودخول الكلب "روميو" في الموضوع.. فالأمر قد يتخذ منحى آخر يسئ إلى الاثنين.. قال لي صديقي وهو يحاورني: الحقيقة أن كل ما أثار استغرابي هو هذا السيد الكلب بالذات..تقول أنها تنظر في عينيه و تخاطبه..المصيبة ان اسمه "روميو" ..يبدو هذا مثيرا للخيال!! قلت له: يبدو أن ادمانك على مشاهدة المواقع إياها قد أفسد مخيلتك, صحيح أن السيدة أو الآنسة لم تنل نصيبها من الجمال إلا أن هذا لا يمنع من أن لديها أيضا معجبين .. وزايدون الإنسان بالجوهر ماشي بالمظهر.. قال لي صديقي وهو يحاورني:على العموم.. ما رأيك في كتابات إيجورك بغض النظر عن تصفية الحسابات و الأنا التي اشتغلت بها اليوم والسّي روميو؟ قلت له: يا صديقي,السيدة تقول أنها لم تدرس الصحافة وأنها فقط تحب الكتابة.. هواية يعني.. تكتب خواطر نسائية كالتي تكتبها مراهقات الإعدادي في دفاتر ذكرياتهن وأنا أقرأها على هذا الأساس, إنها تقول إن الكتابة تشعرها بالسعادة.. أنها السبيل الوحيد لاستمرار الحياة لديها..لكننا نعرف جيدا بحكم حظنا الهباب الذي ساقنا إلى هذه المهنة أن عملية الكتابة ليس بها أي قدر من السعادة.. وأنه لا يوجد من يكتب وهو سعيد إلا إذا كاتبا تافها لا قيمة لما يكتبه.. في عالم الصحافة تعطى القيمة الحقيقية للخبر..أما التنظير والتفلسيف الخاوي راه ما بقا عندنا مانديرو بيه.