ما أشبه اليوم بالأمس!..و ما أشبه "أندلسي" اليوم ب"أفيلال البارحة!.. "" ٳن من عجائب الزمن ومن خبايا الأقدار أن الأيام تدور و المواقف تنقلب على نفسها..فبعد أن انتفض جيل التغيير و التصحيح المكون من شباط و القباج و العلوي والزومي و..بزعامة بنجلون اندلسي طبعا على أسد النقابة المعمر لعقود "عبد الرزاق افيلال" ..و بعد مرور عامين و نيف تعود الانتفاضات مرة أخرى للمكتب التنفيذي لتستأسد أفكار التخوين وتحضر نظرية المؤامرة على الطريقة المغربية التي ترتكز على مبدأ الكولسة و الطبيخ و التحضيرات المسبقة و الديمقراطية الموجهة و التحكم عن بعد فيلتئم جمع القياديين أنفسهم..الزومي و القباج و العلوي و...يتزعمهم هذه المرة شباط للإطاحة بالأندلسي من الكتابة العامة للاتحاد و تشكيل لجنة تحضيرية يرأسها شباط.. وهنا،لابد من فتح قوس نطرح فيه الأسئلة و نقارب فيه هذا الموقف المفاجئ..فالعملية التصحيحية الأولى لسنة الفين وستة تكاد تكون منطقية باعتبار شعارات تلك المرحلة..التصحيح و التغيير ..حتى ٲن الحركة ٲنذاك لائمت المرحلة..عكس العملية الحالية التي يمكن اعتابرها حركة سياسية أكثر منها تصحيحية ..حيث أن أسبابها غير معروفة و دواعيها غير مفهومة مما يجعلها عسيرة الهضم و غير مستساغة..خصوصا اذا ما أمعنا في تاريخ الطرفين ...الطرف الاول الذي يمثله محمد بنجلون الاندلسي الذي ولج للاتحاد العام للشغالين من الجامعة الحرة للتعليم الرافد الأساس للاتحاد فهو كاتب عام الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني و عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال و عضو المكتب التنفيذي لمنظمة العمل الدولي...بينما الطرف الثاني الذي يتزعمه حميد شباط عمدة فاس و برلماني المدينة و عضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلال ولج الاتحاد العام كممثل لشغيلة فاس.. ٳلا أن ما يجمع بين الطرفين أكثر مما يفرقهما ...فكلاهما كان فاعلا في اللجنة التصحيحية التي أزاحت أفيلال .. و كلاهما يحضره هاجس تمثيل النقابة في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال الذي سيجدد هياكله القيادية في المؤتمر المقبل .. وكلاهما من مدينة فاس و ما ٲدراك ما فاس..وكلاهما يمثل الدكتاتور النقابي الذي يدافع عن الشغالين...بحكم الأريحية التي يعيشون فيها و شبكة العلاقات التي يتوفرون عليها وسيارة المرسيدس مولاة خمسين مليون التي يتحرك بها كل منهم..و مظاهر الترف التي تبدو على كل واحد منهم . ان الاتحاد العام للشغالين يعرف هذه الأيام تحركات غير عادية و اتصالات هنا و هناك و على أكبر المستويات ..الشيئ الذي يضعنا أمام سيناريوهات متعددة..والغريب في الأمر أن جل قواعد الاتحاد لازالت مصدومة تائهة ..و بعضها غير مبالي بما يجري..لأن الفروق شاسعة بين قيادة النقابة و قواعدها..و اللعب الذي يلعبه الطرفان المتصارعان لعب كبير يحتاج الى متخصصين في علم السياسة و علم الاجتماع لتحليله والوقوف على خباياه و حيثياته.. ٳن مجالس الكتاب الإقليميين و المحليين التي تنظمها القيادة المؤقتة الجديدة على حين غرة و بدون ٲجندة سابقة من شٲنها ظاهريا ٲن تغني النقاش الدائر و أن تعري الواقع المزري الذي تتخبط فيه النقابة و ٲن تختتم بتحديد الاتجاه الذي سيسير فيه المؤتمر المقبل للنقابة...و لكن باطنيا،سيكون لتدخل أطراف ٲخرى خارج النقابة دور كبير في توجيه المؤتمر..كعباس الفاسي الذي يسعى لإجماع كل المنظمات الاستقلالية والهيئات الموازية للحزب عليه لتولي الأمانة العامة للمرة الثالثة...كذلك تدخل مهندسي الفعل المجتمعي من مستشاري القصر الملكي الذين لا أحد لحد الأن يعرف الطرف الذي ينال رضاهم..و فؤاد عالي الهمة "سوبرمان المغرب" الذي ليس ببعيد أن تكون له يد خفية في هذه المعمعة التي يعيشها الاتحاد العام للشغالين علما ان الراس القاسح لبنجلون و تدخلاته المباشرة و المحرجة في بعض الاحيان في مهام "اخشيشن" قد تكون سببا كافيا لتدخل السوبرمان لوقف السيد عند حده و بالتالي استمرار اخشيشن في تطبيق الخطة المعلومة في وزارة التربية الوطنية..