يدين مانشستر يونايتد الإنكليزي بخسارته بهدفين فقط أمام ضيفه باريس سان جرمان الفرنسي في ذهاب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم، لحارس مرماه الإسباني دافيد دي خيا، ويعول عليه في محاولته الصعبة لقلب الأمور لصالحه في مباراة الإياب في باريس الأربعاء. وقف دي خيا بالمرصاد لمحاولات الفريق الباريسي وأنقذ مرماه من كرتين خطيرتين للمهاجم الشاب كيليان مبابي والإسباني خوان برنات. وعلى رغم أن الحارس البالغ 28 عاما لم يحل دون سقوط فريقه على ملعبه أولد ترافود، الا أن هذه الخسارة لا تزال الوحيدة في 16 مباراة للمدرب النروجي أولي غونار سولسكاير الذي حل في دجنبر بدلا من البرتغالي جوزيه مورينيو المقال لسوء النتائج. لكن هذه الخسارة كشفت أنه، وعلى رغم النتائج الإيجابية للفريق محليا في عهد سولسكاير، الا أن عملاق انكلترا يحتاج الى جهود إضافية للمضي قدما في أعرق مسابقة قارية والعودة لمكانته كقوة أوروبية لا يستهان بها. وفي غياب الفرنسي بول بوغبا بسبب الايقاف، ولاعبين أساسيين مصابين، في إمكان دي خيا أن يدخل ملعب بارك دي برانس حيث تنقسم مهام حراسة المرمى هذا الموسم بين الأسطوري الإيطالي جانلويجي بوفون (41 عاما) وألفونس أريولا، بلباس المنقذ وحامل آمال فريق بكامله. ولكن ما يثير قلق يونايتد على المدى البعيد، هو تجميد دي خيا لمفاوضات تمديد عقده الذي ينتهي في صيف 2020، إذ تشير التقارير الى ان الحارس الدولي يريد أن يصبح اللاعب الذي يتقاضى أعلى راتب في النادي أسوة بالمهاجم التشيلي ألكسيس سانشيز، الذي انضم الى يونايتد قادما من أرسنال العام الماضي مقابل راتب يقدر ب660 ألف دولار أسبوعيا، غير انه لم يرقَ الى الآمال المعقودة عليه. وبخلاف سانشيز أحرز دي خيا لقب لاعب العام في يونايتد أربع مرات في الأعوام الخمسة الأخيرة، وهو مقتنع بأنه يجب أن يكافأ على تألقه في الذود عن مرمى "الشياطين الحمر". ووجد دي خيا نفسه في موقف مشابه إذ كادت مسيرته أن تتبدل في اليوم الأخير من غشت 2015، بعدما كان في طريقه الى ريال مدريد الإسباني بعد تعثر المفاوضات مع يونايتد، لكن الصفقة فشلت بعدما وصلت الوثيقة المرسلة بالفاكس لتأكيد إنجاز الانتقال، بعد دقائق معدودة من نهاية الوقت الرسمي لفترة الانتقالات الصيفية. وتابع دي خيا من مانشستر سيطرة النادي الملكي على لقب دوري الأبطال في المواسم الثلاثة الأخيرة مع الحارس الكوستاريكي كايلور نافاس، الذي لم يرتق - على رغم نجاحاته - لخانة حراس المرمى أمثال دي خيا، والدليل أن ريال تعاقد هذا الموسم مع الحارس البلجيكي تيبو كورتوا الذي رفض تجديد عقده مع تشلسي لرغبته في العودة الى العاصمة الإسبانية. - محط أنظار سان جرمان ويوفنتوس - وترافقت أعوام الهيمنة القارية لريال مع خفوت بريق يونايتد. فخلال الأعوام الأربعة قبل توقيع دي خيا مع النادي وصل الفريق الذي كان يشرف عليه المدرب الاسكتلندي الأسطوري "السير" أليكس فيرغوسون الى المباراة النهائية لدوري الأبطال ثلاث مرات. ولكن في الأعوام السبعة منذ وصوله، بلغ يونايتد الدور ربع النهائي مرة واحدة، ويبدو على وشك الخروج من المسابقة أمام سان جرمان. وفي وقت طوى قدوم كورتوا صفحة انتقال دي خيا الى ريال في المستقبل المنظور، تشير التقارير الى اهتمام سان جرمان ويوفنتوس الإيطالي بخدمات الحارس، مع ضمان مشاركته في المسابقة الأوروبية الموسم المقبل. ويتصدر الناديان بشكل مريح الدوري في بلديهما، بينما يخوض يونايتد صراعا محموما لإنهاء موسمه المحلي ضمن الأربعة الأوائل. ونوه سولسكاير بحارس مرماه هذا الأسبوع واصفا إياه ب "الحارس الأفضل في العالم"، وحثه على ربط مستقبله بالنادي الإنكليزي الشمالي. وما يعزز من فرص اختيار دي خيا البقاء، العلاقة الجيدة التي بناها سولسكاير مع لاعبيه، بعدما كان التوتر سمة علاقتهم بمورينيو. كما أن هذه العلاقة هي من الأسباب التي تعزز فرق بقاء المهاجم السابق للفريق، على رأس إدارته الفنية في الموسم المقبل، علما بأنه عين بشكل موقت حتى نهاية الموسم الحالي خلفا لمورينيو. ولا تزال أمام يونايتد مهمة صعبة، ليس فقط لجهة التعاقد مع اللاعبين النجوم لإعادة الفريق الى دائرة الألقاب المحلية والقارية، بل اقناع أحد أفضل لاعبيه دي خيا بالبقاء جزءا من المشروع الجديد للارتقاء بالنادي.