وقعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومجلس أبو ظبي الرياضي والاتحاد الإماراتي لكرة القدم "بروتوكول" تجديد اتفاقية شراكة بين الجانبين، التي سبق أن وقعت قبل أربع سنوات، والرامية، حسب تصريحات الحاضرين لهذا "الحفل"، لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات والمعسكرات في مجال كرة القدم، أضيفت إليها "فكرة" إجراء ما أطلق عليه "كلاسيكو المغرب" بين الوداد والرجاء البيضاويين، في مارس المقبل، بأبو ظبي تحت رعاية مجلس المدينة الإماراتية. الكيفية التي تم عبرها الاتفاق بين الجانبين لم تختلف عن تلك التي ولدت "وفاق" الاتفاقية الأولى، التي لم يكتب لها أن "تتنفس" لأكثر من سنتين، في ظل غياب الوضوح وكذا البنود المالية التي توضح لكل طرف ما له وما عليه؛الأخيرة كانت واحدة من بين الأسباب التي أوقفت كأس الصداقة المغربية الإماراتية، حيث تمخض عن "المسابقة" خوض مباراتين فقط بين الوداد والعين بالدار البيضاء، وما تلاها من أخبار حول تنازل العين عن نصيبه من "كعكة" الكأس الودية للوداد، ثم بين الفتح الرباطي والجزيرة الإماراتي، وما عرفته من تعثر "مالي" عقب نهاية اللقاء بفوز أهلي دبي بهدفين نظيفين في ملعب آل راشد في دبي. الاتفاق الذي بذل وكيل لاعبين مغربي معروف جهودا كبيرة لتحضيره، ومنح صبغة "رسمية" بحضور مغربي وازن، قاده فوزي لقجع، رئيس جامعة الكرة المغربية، ونائبه الأول محمد جودار، وسعيد الناصيري، رئيس الوداد الرياضي، وجواد الزيات، رئيس الرجاء الرياضي، إضافة لهشام آيت منا، رئيس شباب المحمدية، الذي اخترق بقدرة قادر المشهد الإعلامي الرياضي، وصار حديث الساعة للمتتبعين بين ليلة وضحاها، في ترجمة صريحة لمفهوم أنه ليس من الضروري دخول دائرة القرار لتصير رقما مهما في معادلة كرة القدم الوطنية، بل يكفي الاقتراب منها. وعلمت "هسبورت" أن غياب تفاصيل مالية دقيقة فيما يخص اتفاقية "كلاسيكو المغرب" خلقت الجدل في كواليس ما قبل ندوة التقديم وحتى بعدها، حيث اختلفت الأرقام المخصصة للغريمين التقليديين بين 200 مليون سنتيم مغربية ومليار و300 مليون سنتيم للفريق الواحد، في ظل غياب أرقام مضبوطة وفق بنود عقد موقع من رباعي الجامعة، الوداد، الرجاء ومجلس أبو ظبي الرياضي". مشاكل الاتفاقيات "الشفهية" و"البروتوكولات" لم يقف عند إمكانية توقف تفعيلها مع رحيل لقجع أو انتخاب رئيس آخر مستقبلا بدلا لمروان بن غليطة، رئيس الاتحاد الإماراتي الحالي، بل خلق حيزا كبيرا للجمهور الكروي المغربي و"الرجاوي"، خاصة، للحديث عن تفاصيل الاستفادة التي يمكن أن يستخرجها الرجاء من مثل هذه المباريات، في ظل "أجندة" مزدحمة بين كأس "الكاف" وكأس "زايد" والبطولة الوطنية وموعد حاسم في كأس "السوبر" الإفريقي أمام الترجي التونسي، مؤكدين أن تنازلات الفريق "الأخضر" لخوض هذا اللقاء يجب أن تكون لضمان غلاف مالي مهم يضخ مباشرة في الحساب البنكي للرجاء. "دينامية" جديدة تلك التي شرعت في بسطها جامعة لقجع على أرض الواقع عبر إحياء الاتفاقية الكروية بين المغرب والإمارات، وهو التوجه الذي طبخ منذ فترة طويلة على نار هادئة، مع إمكانية إطلاق "سوبر" جديد بين الكرتين المغربية والإسبانية تمهيدا لمشروع ترشح تاريخي لاحتضان نهائيات كأس العالم 2030، لكن يظل السؤال، هل استفادت جامعة الكرة من "خطأ" تدبير الاتفاقية الأولى، وهل نهج الجهاز الوصي على اللعبة مسارا مؤسساتيا لبناء مشروع تعاون كروي بأسس سليمة هذه المرة، أم أن الكلمة مجددا "للشفوي"؟