سرعان ما انقلبت أمور اتحاد طنجة، رأسا على عقب، بعد فترة من النشوة باعتباره بطلاً للمغرب وممثله إلى جانب الوداد البيضاوي، في منافسات دوري أبطال إفريقيا، إلى فريق مقصي من المنافسة ذاتها، على يد فريق متواضع فنياً وكذا من ناحية التركيبة البشرية، التي صرف من أجلها المكتب المسير ل"فارس البوغاز" مبالغ مهمة، بهدف الذهاب بعيدا، في المنافسة القارية، دون جدوى. ولم تتقبل جماهير اتحاد طنجة، التواقة للجولان في إفريقيا بحثاً عن مجد قاري يلون تاريخ الفريق، الطريقة التي خرج بها فريقها من دور ما قبل المجموعات من منافسات كأس "العصبة" الإفريقية، مطالبةً بمحاسبة المسؤولين عن الظهور الباهت للفريق في المنافسة. مكتب أبرشان يتحمل المكتب المسير لاتحاد طنجة، برئاسة عبد الحميد أبرشان، الجزء الأكبر من مسؤولية الإقصاء "المر" للفريق "الأزرق" من منافسات دوري أبطال إفريقيا، حيث سجلت مجموعة من الملاحظات عن طريقة تدبيره للأمور التقنية للنادي، خصوصاً في ما يتعلق بتغيير المدربين، الأمر الذي يضفي نوعاً من اللااستقرار داخل الفريق، فضلاً عن جعل الإطار الوطني داخل اتحاد طنجة غير مطمئن لمستقبله، نظراً لسياسة النادي التي ما إن يظهر خطب ما داخل النادي إلا وتجعل من المدرب شماعة الفشل! ومن جهة أخرى، تواصلت أخطاء المكتب نفسه على مستوى الانتدابات الصيفية، التي لم تأت أكلها كما كان مخططاً له، ليجد الفريق نفسه مثقلاً بلاعبين لم يستطيعوا إعطاء الإضافة للنادي، الذي ينافس على واجهتين هذا الموسم. "محدودية" العجلاني وجد الإطار التونسي، أحمد العجلاني، خليفة مهندس بطولة طنجة، ادريس لمرابط، نفسه مكبلاً تكتيكياً، في مواجهة فريق يفترض أنه متواضع على الورق، لكنه استطاع إقصاء بطل المغرب بطريقة لم يستسغها المتتبعون. ولم يستطع العجلاني تثبيت هوية الفريق "الطنجاوي" طيلة المباريات التي أشرف فيها على ال IRT، حيث بدا جلياً عجز الرجل عن رسم ملامح الشخصية القوية على وجه الفريق البطل، فظل في مجمل اللقاءات تائهاً، قبل أن يتأكد ذلك بإقصاء الفريق من المنافسة القارية. المستقبل! يوجد مكتب أبرشان، أمام امتحان جديد، وهو الذي بات رحيله عن النادي مطلباً لفئة من أنصار النادي، حيث سيكون عليه التعامل مع فترة الانتقالات الحالية بعقلانية، لتدارك أخطاء الماضي وتعزيز مراكز الخصاص للاستمرار في منافسات كأس "الكاف" ومواصلة حملة الاحتفاظ باللقب. أبرشان الذي سبق واعترف بفشل انتدابات الفريق الصيفية، يواجه أيضا رهاناً من نوع خاص، يخص التقرير في مصير المدرب التونسي، أحمد العجلاني، بعد أن استنفد هذا الأخير فرصة تعزيز موقفه بالإقصاء من المنافسة القارية، وتواضعه على الصعيد المحلي في الدوري المغربي الاحترافي.